في اكتشاف علمي مثير، كشف فريق من الباحثين عن أدلة تشير إلى وجود كائنات دقيقة حفرت أنفاقاً صغيرة في صخور صحراوية يعود تاريخها إلى حوالي مليوني عام.
تم العثور على هذه الأنفاق، التي يبلغ عرضها حوالي نصف مليمتر وطولها يصل إلى 3 سنتيمترات، في صخور من مناطق صحراوية تشمل صحارى السعودية وعُمان وناميبيا في جنوب إفريقيا.
البحث الذي قاده علماء من جامعة يوهانس غوتنبرغ في ماينز بألمانيا، ونُشر في مجلة «جيو ميكرو بايولوجي جورنال» العلمية، يشير إلى أن هذه الهياكل قد تكون من عمل كائنات مجهرية، ربما بكتيريا أو فطريات أو كائنات أخرى لم يتم تحديدها بعد.
ووفقاً للدراسة تحتوي هذه الأنفاق على مواد بيولوجية، لكن لم يتم العثور على آثار للحمض النووي (DNA) أو البروتينات بسبب قدم العينات البالغ حوالي مليوني عام.
ويعتقد الباحثون أن هذه الكائنات، المعروفة باسم «الإندوليث» كائنات تعيش داخل الصخور، كانت قادرة على استخراج الطاقة والمواد الغذائية من الصخور في بيئات قاسية مثل الصحارى.ورغم أن هوية هذه الكائنات لا تزال غامضة، فإن الاكتشاف يثير تساؤلات حول ما إذا كانت قد انقرضت أم لا تزال موجودة في أماكن لم يتم استكشافها بعد.
قائد الفريق البحثي سيس باشير، أشار إلى أن هذه الأنفاق قد تكون لعبت دوراً في التأثير على دورة الكربون العالمية في عصور ما قبل التاريخ، مما يضيف أهمية بيئية لهذا الاكتشاف.
وتم رصد هذه الهياكل لأول مرة قبل 15 عاماً في ناميبيا، لكن الدراسة الحديثة قدمت تحليلاً أعمق باستخدام تقنيات متقدمة.ويأمل العلماء أن يساعد هذا الاكتشاف في فهم أفضل للحياة في البيئات القاسية على الأرض، وربما يقدم أدلة حول إمكانية وجود حياة مماثلة على كواكب أخرى مثل المريخ، حيث تجري الآن جهود لدراسة صخور تعود لنفس العصر.
أخبار ذات صلة