أصدر الجيش الإسرائيلي اليوم الثلاثاء أمرا جديدا لسكان غزة بالإخلاء والتوجه نحو جنوب القطاع، وسط تواصل العملية العسكرية على المدينة بقصف مكثف أدى لإصابة واستشهاد فلسطينيين.

وأمر المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي -في بيان- سكان مدينة غزة، وخاصة الموجودين في أحياء المدينة القديمة وحي التفاح شرقا وحتى البحر غربا، بالإخلاء فورا عبر محور الرشيد باتجاه ما يزعم أنها “منطقة إنسانية” في المواصي في خان يونس جنوبا.

وأضاف أن الجيش الإسرائيلي “مصمم على العمل في غزة بقوة كبيرة” للحسم ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

شهداء ومفقودون

ووثقت مستشفيات قطاع غزة استشهاد 35 فلسطينيا وفقدان أكثر من 20 في غارات إسرائيلية على القطاع منذ فجر اليوم الثلاثاء.

وقد أعلنت وزارة الصحة بغزة ظهر اليوم تسجيل 83 شهيدا و223 مصابا بنيران الاحتلال خلال الساعات الـ24 الماضية، وأشارت إلى ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 64 ألفا و605 شهداء، و163 ألفا و319 مصابا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

كما أعلنت الوزارة وفاة 6 أشخاص نتيجة المجاعة وسوء التغذية خلال الساعات الـ24 الماضية. وقالت إن عدد ضحايا المجاعة وسوء التغذية في القطاع ارتفع إلى 399 شهيدا بينهم 140 طفلا.

في الأثناء، تتواصل غارات الاحتلال وقصفه المدفعي على أنحاء مدينة غزة كافة.

وقالت وسائل إعلام محلية إن قصفا على منزل بمحيط دوار القوقا في مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة أسفر عن استشهاد وإصابة فلسطينيين، فضلا عن فقدان آخرين.

وأضافت الوزارة أن مدفعية الاحتلال استهدفت شرقي غزة، في حين أطلقت مسيّرة إسرائيلية قنابل متفجرة في حي الشيخ رضوان شمالي المدينة.

وبينما يزعم جيش الاحتلال وجود “مناطق آمنة” في خان يونس، شن صباح اليوم غارات على المدينة الواقعة جنوبي القطاع حيث يحتشد عدد كبير من النازحين في ظروف قاسية.

وأكد مجمع ناصر الطبي استشهاد 5 من منتظري المساعدات بنيران قوات الاحتلال جنوب غربي مدينة خان يونس.

وأمس الاثنين، دمر الجيش الإسرائيلي برج السلام الذي يسكنه مئات الفلسطينيين وسط مدينة غزة ويجاور مخيمات كبيرة للنازحين بينهم مرضى بالسرطان، وذلك بعد وقت قصير من إنذار سكانه والنازحين في محيطه بالإخلاء.

وأتى ذلك بعد تباهي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -في وقت سابق أمس الاثنين- بتدمير جيشه 50 مبنى سكنيا بمدينة غزة خلال يومين، متوعدا بهدم المزيد والمضي بخطط التهجير.

معاناة النزوح

وقال المحلل السياسي مصطفى إبراهيم للجزيرة نت: إن إعلان غزة وجزء من القطاع منطقة مجاعة لم يغير من الواقع شيئا، إذ تزداد الأزمة الإنسانية سوءا مع مرور الوقت، لا سيما مع استمرار العملية العسكرية الإسرائيلية على المدينة.

وأضاف أن المدنيين يواجهون صعوبات كبيرة في النزوح، إذ لا يستطيعون نقل ما تبقى من ممتلكاتهم بسبب ارتفاع أجور الشاحنات والتي تصل إلى 4 آلاف شيكل، إضافة إلى ندرة المساكن في الجنوب وارتفاع إيجاراتها، وهي نفسها تعد مناطق غير آمنة.

من جانبه، شدد المحلل السياسي إياد القرا -في حديث للجزيرة نت- على أن تدمير الأبراج السكنية في غزة يأتي ضمن سياسة إسرائيلية تهدف لدفع أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين للنزوح، موضحا أن الاحتلال دمر أحياء وأبراجا كاملة في مناطق الزهراء وتل الزعتر ومدينة حمد في خان يونس.

وأوضح القرا أن المقاومة الفلسطينية تعمل بعيدا عن المناطق السكنية، وأكد أن استهداف الأبراج لا علاقة له بالمقاومة، بل يهدف لترهيب المدنيين ودفعهم للنزوح.

وأضاف أن كثيرا من السكان يفضلون البقاء في بيوتهم رغم المخاطر، لأنهم يدركون أن الانتقال إلى الجنوب لا يعني الأمان، حيث تتعرض مناطق الخيام في المواصي وغرب خان يونس للقصف يوميا.

وبدعم أميركي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بقطاع غزة، خلّفت أكثر من 64 ألف شهيد و163 ألف جريح ومئات آلاف النازحين، فضلا عن مجاعة أدت إلى استشهاد نحو 400 فلسطينيا، بينهم 140 طفلا.

شاركها.
Exit mobile version