استشهد 3 فلسطينيين من كتائب عز الدين القسام، صباح اليوم الخميس، برصاص قوات الاحتلال التي توغلت في مدينة نابلس، بينما دعت فصائل المقاومة الفلسطينية إلى تصعيد الاشتباك مع قوات الاحتلال التي قتلت في وقت لاحق اليوم فتاة في بلدة حوارة جنوبي المدينة.
وقال جيش الاحتلال إنه قام بتصفية اثنين من ناشطي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في نابلس، نفذا عملية في الأغوار التي قتلت فيها 3 مستوطنات قبل 3 أسابيع، وذلك في عملية توغل في البلدة القديمة بالمدينة.
وذكر بيان للجيش الإسرائيلي أنه “بعد معلومات استخباراتية دقيقة، تم تصفية ناشطيْن من حماس هما حسن قطناني ومعاذ المصري نفذا عملية إطلاق النار قرب مفترق الحمرا (منطقة الأغوار)”، وأضاف بيان الجيش أنه “قتل برفقتهما إبراهيم جبر أحد مساعدي المطلوبين في نابلس على التخفي، وتم الاستيلاء على أسلحة في مكان العملية”.
من جانبها، قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن عدد الشهداء برصاص الاحتلال في البلدة القديمة بنابلس ارتفع إلى 3، اثنان منهم تشوهت ملامحهما بالكامل جراء كثافة إطلاق النار.
وتبين لاحقا أن الشهداء الثلاثة هم من كتائب القسام، وقد تحصنوا في منزل بحي الياسمينة.
وكانت عملية الأغوار وقعت في السابع من أبريل/نيسان الماضي، وقُـتِـلت فيها 3 مستوطِنات بإطلاق نار استهدف سيارتهن قرب مفترق الحمرا في منطقة غور الأردن شمالي الضفة.
تغطية صحفية: “فلسطينيون يشيعون جثامين الشبان الثلاثة والذين ارتقوا برصاص الاحتلال في نابلس صباح اليوم”. pic.twitter.com/rrxz6Izt7C
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) May 4, 2023
موقف الفصائل
وقد نعت كتائب عز الدين القسام الشهداء الثلاثة، ووصفتهم بأبطال عملية الأغوار التي قالت إنهم نفذوها ردا على الاعتداءات الإسرائيلية على المعتكفين في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان.
من جهته، أكد الناطق باسم حركة حماس، عبد اللطيف القانوع، أن اغتيال الاحتلال للشباب المقاومين في نابلس “لن يحدّ من ضربات الحركة وعملياتها أو يوقف مدّها المتصاعد”، وأضاف القانوع في تصريحات صحفية أن المقاومة “ستمضي بكل عزيمة وإصرار للرد على جريمة الاغتيال والثأر لدماء الشهداء”.
ودعا الناطق باسم حماس الشعب الفلسطيني وكافة التشكيلات العسكرية في الضفة الغربية إلى “الاستمرار في الاشتباك مع الاحتلال والثأر لدماء الشهداء”.
ودانت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين جريمة اغتيال الفلسطينيين الثلاثة في نابلس، وأردفت “جريمة الاحتلال وإرهابه المنظم لن ينالا من عزيمة الشعب ومقاومته بل سيزيدانه إصرارا على تصعيد المقاومة بكل أشكالها وجعل الاحتلال يدفع ثمن جرائمه”.
ودعت الجبهة لـتعزيز الوحدة الميدانية وتصعيد المقاومة بكل أشكالها.
وأما الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين فقالت إن الشعب الفلسطيني “بتشكيلاته المقاوِمة كافة ستجعل العدو يدفع ثمن جرائمه”.
ورأت حركة الأحرار الفلسطينية أن عملية الاغتيال في نابلس “ستعزز من تصاعد المقاومة وتألقها لصفع الاحتلال وتلقينه الدروس”، ودعت الحركة الفلسطينيين في الضفة والقدس لتصعيد الاشتباك والمواجهة لوقف عدوان الاحتلال.
وفي ردود الفعل الإسرائيلية، قال وزير الدفاع يوآف غالانت إنه يكنّ تقديرا كبيرا لأجهزة الأمن بعد عملية نابلس، وقال إنهم سيصلون إلى كل المخربين، وفق تعبيره.
وصرح وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين بأن تل أبيب “ستصفي الحساب مع كل من تلطخت يده بدماء اليهود”.
إصابات واختناقات
وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بأن 4 مواطنين في نابلس أصيبوا بجراح من الأعيرة النارية التي أطلقتها قوات الاحتلال، فضلا عن تسجيل 152 حالة اختناق من بينهم طلاب مدارس نتيجة إطلاق قوات الاحتلال قنابل الغاز.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي إن قوات مشتركة من الجيش وجهاز الأمن العام (شاباك) والوحدات الخاصة من الشرطة وحرس الحدود؛ بدأت عملية عسكرية في البلدة القديمة في نابلس. وعلمت الجزيرة أن الاقتحام شاركت فيه قوات خاصة من وحدة المستعربين.
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن أكثر من 200 جندي إسرائيلي شاركوا في العملية العسكرية في نابلس اليوم. وذكر مدير مكتب الجزيرة في رام الله وليد العمري أن قوات الاحتلال اقتحمت نابلس بنحو 50 آلية مصفحة، وأن بعض عناصر قوات الأمن دخلوا إلى المدينة بزي مدني.
وقالت القناة الإخبارية الإسرائيلية 14 إن عناصر من الجيش الإسرائيلي وصلوا إلى منزل في البلدة القديمة لنابلس وهم يرتدون زي نساء، ثم نفذوا عملية عسكرية أدت إلى استشهاد 3 فلسطينيين. وأضافت القناة أن العملية استمرت نحو ساعتين وتخللها استخدام عبوات وقنابل يدوية.
محاصرة حي
وأفادت مراسلة الجزيرة جيفارا البديري بأن قوات الاحتلال حاصرت حي الياسمينة وشارع الفاطمية داخل البلدة القديمة في نابلس. وقد اعتلت قناصة جيش الاحتلال أسطح المنازل المحيطة بالبلدة القديمة.
وكان الهلال الأحمر الفلسطيني قال إن قوات الاحتلال منعت طواقمه من دخول حي الياسمينة.
وفي وقت سابق، قررت بلدية نابلس تأجيل بدء الدراسة في مدارس المدينة ومعاهدها كافة بسبب هذا التوغل الإسرائيلي.
ومنذ أشهر، يواصل الجيش الإسرائيلي تنفيذ عمليات شمالي الضفة الغربية تتركز في مدينتي نابلس وجنين، بدعوى ملاحقة مطلوبين.
استشهاد فتاة
وفي سياق متصل، ذكر الهلال الأحمر الفلسطيني أن قوات الاحتلال أطلقت النار على فتاة فلسطينية في دوار الزيتونة عينابوس في بلدة حوارة جنوب نابلس، وأضاف أنه تسلّم الشابة وهي بحالة خطرة جدا، ويجري العمل على إنعاش قلبها ورئتها.
تغطية صحفية: “الطواقم الطبية الفلسطينية تنقل فتاة بعد إصابتها برصاص الاحتلال في حوارة”. pic.twitter.com/Phrw0Hftsn
— وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) May 4, 2023
وفي وقت لاحق أعلنت وزارة الصحة استشهاد الفتاة جراء إصابتها برصاص في الصدر، وقالت الوزارة إنها تدعى إيمان عودة وعمرها 26 عاما، وذكر مراسل الجزيرة أن الاحتلال أطلق النار على الفتاة للاشتباه في تنفيذها عملية طعن.
من ناحية أخرى، قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين اليوم الخميس إن قوات الاحتلال اعتقلت 10 فلسطينيين خلال اقتحام مناطق متفرقة في الضفة الغربية.