تجددت الاشتباكات بالخرطوم بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع السبت، رغم توقيع الطرفين إعلان مبادئ بمدينة جدة السعودية يوم الخميس، في حين أكدت مصادر دبلوماسية استئناف المحادثات الأحد.
فقد نقلت وكالة الأناضول عن شهود عيان أن الاشتباكات العنيفة تواصلت في مدينتي بحري (شمال) وأم درمان (غرب) مع تحليق للطيران العسكري، مما أدى إلى تعقيد الأوضاع الإنسانية.
وطبقا لشهادة الشهود، فإن الطائرات الحربية حلقت في بحري وأم درمان، وأطلقت قذائف في مواجهة تجمعات قوات الدعم السريع، وفق قولهم. كما سمع دوي أصوات المدافع والاشتباكات بالأسلحة الثقيلة والخفيفة في أحياء شرق النيل.
ويوم الجمعة، وقع الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على “إعلان جدة” بوساطة أميركية سعودية، ويقضي الاتفاق بتوفير “ممرات آمنة” تسمح للمدنيين بمغادرة مناطق الاشتباكات وكذلك تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية.
كما أعلنت السعودية استمرار محادثات جدة بين طرفي النزاع في السودان، بهدف التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار بينهما لنحو 10 أيام بمراقبة أميركية سعودية دولية، ثم مشاورات أخرى لوقف دائم.
ومن المقرر أن تتواصل المفاوضات حول تطبيق هذا الاتفاق خلال عطلة نهاية الأسبوع في جدة، بحسب ما أكد لوكالة الصحافة الفرنسية مسؤول سعودي رفيع طلب عدم الكشف عن هويته.
ووصف المسؤول هذا الإعلان بأنه “خطوة مهمة”، مشيرا في الوقت ذاته الى أن التفاوض لا يزال في مرحلة أولية.
دعوة البرهان للقمة
من جهتها، نقلت وكالة رويترز عن دبلوماسي سعودي كبير أن طرفي الصراع في السودان سيستأنفان المحادثات اليوم الأحد.
وقال الدبلوماسي إن السعودية دعت أيضا رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان إلى قمة جامعة الدول العربية المقرر عقدها بمدينة جدة يوم 19 مايو/أيار الجاري.
من جهة ثانية، بدأت مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون الأفريقية مولي زيارتها إلى أديس أبابا لإجراء محادثات مع الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية “إيغاد” (IGAD) والشركاء الدوليين، لإنهاء الصراع في السودان.
وحسب مصادر دبلوماسية أفريقية للجزيرة، فإن مولي تسعى لتوحيد موقف الشركاء الدوليين بشأن الأزمة السودانية، وستطلع الاتحاد الأفريقي والإيغاد على الجهود الأميركية السعودية، التي نجحت في جمع أطراف النزاع في السودان بجدة.
كما تسعى المسؤولة الأميركية إلى تنسيق العمل مع الشركاء الأفارقة لتقديم خارطة طريق للمفاوضات المقبلة بين الطرفين.
وترأست مولي الوفد الأميركي في مفاوضات جدة بالشراكة مع المملكة العربية السعودية، التي سهلت المحادثات بين ممثلي القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع يوم 11 مايو/أيار الجاري.
ومنذ 15 أبريل/نيسان الماضي، اندلعت اشتباكات واسعة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، راح ضحيتها نحو 750 قتيلا و5 آلاف جريح، كما أدت إلى نزوح 900 ألف سوداني من منازلهم، خاصة في الخرطوم، إلى مناطق أخرى داخل البلاد أو إلى الدول المجاورة.
ومنذ اشتعال الاشتباكات، يعيش ملايين السودانيين في الخرطوم منزوين داخل منازلهم في ظل انقطاع شبه دائم للمياه والكهرباء، مع معاناة من نقص في الغذاء والنقود السائلة والوقود.
وقد دعت وزارة الخارجية السودانية السبت في بيان المجتمع الدولي، وخصوصا الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية ومنظمة الإيغاد، إلى تقديم مساعدات إنسانية لمواجهة الوضع الإنساني السيئ.
وعبّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش -مساء الجمعة- عن أمله في أن يؤدي هذا الاتفاق إلى بدء الإغاثة بسرعة وأمان من أجل تلبية احتياجات ملايين السودانيين، ودعا مجددا إلى وقف فوري لإطلاق النار وإلى محادثات لوقف دائم للقتال.