نقل مراسل الجزيرة عن مصادر أن الجيش السوداني سيطر على جسر الحرية الذي يربط وسط الخرطوم بجنوبها، كما أكد قائد في الجيش السوداني أن القوات المسلحة السودانية سيطرت على جسر سوبا.

وقال المراسل أسامة سيد أحمد إن سيطرة الجيش على جسر الحرية، الذي يربط وسط الخرطوم وجنوبها، مثلت التطور الأبرز في المعارك الأخيرة، مشيرا إلى أن ذلك تزامن مع انتشار قوات الجيش في منطقة السوق العربي بوسط العاصمة، في إطار عملياته المستمرة للوصول إلى القصر الرئاسي الذي تسيطر عليه قوات الدعم السريع.

وكان مصدر ميداني قال للجزيرة في وقت سابق إن الجيش بسط سيطرته على الناحية الشرقية من جسر سوبا الواقع في ضاحية سوبا شرقي الخرطوم، وذلك بعد معارك مع قوات الدعم السريع استمرت أياما عدة.

وبحسب المصدر، فإن الجيش مسنودا بسلاح الجو تمكن من الوصول إلى جسر سوبا الرابط بين الخرطوم ومنطقة شرق النيل واستعادته من قوات الدعم السريع.

وقبل ذلك، صرح قائد قوات درع السودان أبو عاقلة كيكل -الذي تقاتل قواته إلى جانب الجيش السوداني- بأن قواته سيطرت على قسم شرطة سوبا القريب من الجسر الرابط بين العاصمة الخرطوم ومنطقة شرق النيل.

وظهر كيكل في مقطع مصور من داخل قسم شرطة سوبا الذي يبعد نحو كيلومتر واحد عن الجسر الإستراتيجي، حيث دارت معارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع فجر اليوم للمرة الثانية في محيط جسر سوبا.

ويقع جسر سوبا على النيل الأزرق جنوبي العاصمة الخرطوم، ويربط بين منطقتي سوبا “شرق وغرب”، وبين الخرطوم وشرق النيل، ويبلغ طول الجسم الخرساني للجسر 571 مترا، في حين يبلغ عرضه 27 مترا بـ3 مسارات في كل اتجاه.

وبدأ إنشاء الجسر في ديسمبر/كانون الأول 2012، وتم تشغيله في يوليو/تموز 2017، وبلغت تكلفة إنشائه 40 مليون دولار.

وأطلق الجيش في 26 سبتمبر/أيلول الماضي عملية عسكرية واسعة في مدن ولاية الخرطوم الثلاث عبر جسور النيل الأبيض والفتيحاب والحلفايا نحو أهداف قوات الدعم السريع، وسيطر على مواقع مهمة وسط الخرطوم، في تحول بارز.

وتربط 10 جسور رئيسية بين مدن العاصمة السودانية الثلاث -الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري- على النيلين الأزرق والأبيض ونهر النيل.

وترتبط الخرطوم مع شرق النيل بجسري سوبا والمنشية اللذين كانت تسيطر عليهما قوات الدعم السريع، كما ترتبط مع الخرطوم بحري بجسور النيل الأزرق والقوات المسلحة “كوبر” و”المك نمر”.

وتفصل الخرطوم عن أم درمان جسور النيل الأبيض والفتيحاب وجبل أولياء، في حين ترتبط الخرطوم بحري مع أم درمان بجسري الحلفايا وشمبات.

ويأتي التقدم الجديد للجيش السوداني في سياق نسقه الهجومي المتواصل منذ مدة، والذي حقق بمقتضاه مكاسب ميدانية وانتزع مساحات واسعة في الوسط والجنوب على حساب قوات الدعم السريع.

عوامل وتأثيرات

وتعليقا على هذه التطورات قال اللواء الركن أسامة محمد أحمد عبد السلام، المدير الأسبق لمركز البحوث والدراسات الإستراتيجية للقوات المسلحة السودانية في تصريح للجزيرة نت، إن التفسير المنطقي للانتصارات المتتالية للجيش السوداني هو مسألة التحركات المتزامنة للجيش، والتي صاحبها أيضا ما وصفه بـ”انهيار كبير معنويا وعسكريا لهذه المليشيا” في إشارة إلى قوات الدعم السريع.

وأضاف أن هناك عاملا آخر ساعد في تلك الانتصارات وهو أن الجيش عمل على تجفيف إمدادات قوات الدعم السريع من خلال تقطيع أوصالها، حيث باتت تلك القوات تتمركز في مناطق معزولة عن بعضها البعض، ولا يستطيع بعضها أن يمد البعض الآخر، فهناك قوة في جبل الأولياء، وقوة في شرق النيل، وقوة في قصر الجمهوري، وأخرى في جزر التوتي، وكل هذه القوات المتفرقة “تحت كماشة الجيش” وهي “كماشة” لن يفلت منها أحد حسب قوله، لأنه لا مهرب منها إلا عبر جسر جبل الأولياء، وقوات الجيش الآن باتت على بعد كيلومترات قليلة جدا من السيطرة على هذا الجبل وهي خطوة إن تمت سيكون لها ما بعدها في تسريع وتيرة إكمال تحرير الخرطوم، وفق قوله.

مدينة الأبيّض وبلدة الكُرقل

وأمس الأحد، أعلن الجيش السوداني تمكنه من فك الحصار عن مدينة الأبيّض عاصمة ولاية شمال كردفان واستعادة مدينة القطينة.

وقال الناطق العسكري باسم الجيش نبيل عبد الله إن قوات الجيش في محور الصياد تمكنت من فتح الطريق إلى الأبيض في جبل كردفان.

وقال مصدر للجزيرة إن الجيش استعاد السيطرة على سلسلة جبال كردفان عبر قواته المتحركة من مدينة الرهد وصولا إلى مدينة الأبيض المحاصرة من قبل الدعم السريع منذ أكثر من عام.

وتعد مدينة الأبيض من أكبر مدن السودان، وفيها مقر قيادة الفرقة الخامسة مشاة للجيش، وهي تقع في عمق إقليم كردفان، ولديها امتداد إلى وسط البلاد وجنوبها.

ويعني دخول الجيش مدينة الأبيض فعليا فك الحصار عن المدينة ومطارها الذي قد يكون له دور كبير في استخدامه من قبل سلاح الجو السوداني كنقطة انطلاق باتجاه ولاية جنوب كردفان وقوات الدعم السريع في ولايات دارفور.

كذلك قال مصدر في الجيش السوداني للجزيرة إن الجيش استعاد بلدة الكُرقل في ولاية جنوب كردفان غربي البلاد، التي كانت تخضع لسيطرة “الحركة الشعبية” بقيادة عبد العزيز الحلو.

ومنذ أيام بدأت مساحات سيطرة الدعم السريع تتناقص بوتيرة متسارعة لمصلحة الجيش في ولايتي الوسط (الخرطوم والجزيرة) وولايتي الجنوب (النيل الأبيض وشمال كردفان) المتاخمة غربا لإقليم دارفور (5 ولايات)، وتسيطر قوات الدعم السريع على 4 ولايات فيه، في حين لم تمتد الحرب إلى شمال البلاد وشرقها.

وفي ولاية الخرطوم المكونة من 3 مدن بات الجيش يسيطر على 90% من مدينة بحري (شمال) ومعظم أنحاء مدينة أم درمان (غرب) و60% من عمق مدينة الخرطوم التي تتوسط الولاية وتحوي القصر الرئاسي والمطار الدولي وتكاد تحاصرهما قوات الجيش، في حين لا تزال قوات الدعم السريع بأحياء شرقي المدينة وجنوبها.

شاركها.
Exit mobile version