توعدت جماعة الحوثي بالرد على الضربات الجوية الأميركية التي استهدفت صنعاء ومناطق أخرى في اليمن، في حين قال مسؤولون أميركيون إن الهجمات قد تستمر أسابيع بهدف وقف تهديد الملاحة البحرية بالمنطقة.

وبدأت الغارات الأميركية مساء أمس السبت بأمر من الرئيس دونالد ترامب، وقال الحوثيون إنها استهدفت صنعاء ثم توسعت لتشمل صعدة وذمار ومأرب.

وقال مسؤولون أميركيون إن الضربات نفذت جزئيا بطائرات مقاتلة من حاملة الطائرات هاري ترومان في البحر الأحمر واستهدفت عشرات المواقع، بينها الرادارات والدفاعات الجوية وأنظمة الصواريخ والمسيّرات.

وفي حين قال مسؤولون أميركيون إن الضربات استهدفت مواقع عسكرية أكدت جماعة الحوثي أن القصف استهدف مواقع مدنية، مما أسفر عن مقتل 19 مدنيا 13 منهم في حي الجراف بصنعاء و5 في صعدة.

وتأتي الهجمات الأميركية بعد إعلان الحوثيين أنهم سيستأنفون استهداف السفن الإسرائيلية في الممرات البحرية بالمنطقة ردا على منع دخول المساعدات إلى قطاع غزة المحاصر، وبعد أن أعادت إدارة ترامب تصنيفهم “جماعة إرهابية”.

“تصعيد بتصعيد”

وندد المكتب السياسي للجماعة بالغارات الجوية، وقال إن “العدوان الأميركي البريطاني” لن يمر دون رد، وإن قواتهم على أتم الجاهزية لمواجهة التصعيد بالتصعيد.

وأضاف المكتب -في بيان- أن هذه الغارات لن تثني الشعب اليمني عن الاستمرار في دعم فلسطين بإسناد أهل غزة ومقاومتها.

وقال البيان إن “العدوان السافر على بلدنا يؤكد أن أميركا تحارب نيابة عن الكيان الصهيوني”.

من جهته، قال المتحدث باسم الحوثيين في وقت مبكر اليوم إن الغارات الأميركية على اليمن “عدوان على دولة مستقلة وتشجيع لإسرائيل على حصارها الجائر لغزة”، وفق تعبيره.

وأضاف المتحدث أن ما يدعيه الرئيس الأميركي من خطر يتهدد الملاحة الدولية في باب المندب تضليل للرأي العام الدولي.

“عملية حاسمة”

وكان الرئيس الأميركي قال أمس السبت إنه أصدر أوامر للجيش بشن عملية عسكرية “حاسمة وقوية” ضد من وصفهم بالإرهابيين الحوثيين في اليمن.

وقال ترامب إن بلاده لن تتسامح مع هجوم الحوثيين على السفن الأميركية، وستستخدم ما سماها القوة المميتة الساحقة حتى تحقق هدفها.

كما توعد الرئيس الأميركي الحوثيين بالجحيم، وقال إن أي “قوة إرهابية” لن تمنع السفن التجارية والبحرية الأميركية من الإبحار بحرية في الممرات المائية العالمية.

من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إن ترامب وجّه رسالة قوية وواضحة إلى من وصفهم بالإرهابيين الحوثيين المدعومين من إيران.

وأضاف روبيو أن الهجمات على السفن الأميركية والشحن العالمي يجب أن تتوقف، مضيفا أن بلاده ستواصل حماية حرية الملاحة.

ضربات لأسابيع

وفي غضون ذلك، أعلنت القيادة الوسطى الأميركية أن قواتها بدأت عملية واسعة النطاق ضد الحوثيين.

وقالت إن العمليات شملت أهدافا حوثية دفاعا عن المصالح الأميركية وردعا لمن سمتهم الأعداء واستعادة لحرية الملاحة.

ونقلت وسائل إعلام أميركية عن مسؤولين قولهم إن الضربات الجوية بداية لسلسلة أحداث ستستمر أياما أو أسابيع.

ونقلت شبكة “إيه بي سي” عن مصدر مطلع قوله إن الهجمات الأميركية قد تشتد وتتسع نطاقا وفقا لرد فعل الحوثيين، وأشار المصدر إلى أن الغارات نفذتها الولايات المتحدة بمفردها.

وقال مسؤول دفاعي أميركي لشبكة “سي إن إن” إن أي إجراء إضافي بعد هجمات السبت سيعتمد على تقييم الأضرار الناجمة عن الضربات.

ونقلت الشبكة عن مصدر مطلع قوله إنه لن يكون هناك غزو أو توغل بري في اليمن، لكن ستكون هناك سلسلة هجمات إستراتيجية موجهة ومستمرة.

كما نقلت صحيفة نيويورك تايمز أن المسؤولين في واشنطن والشرق الأوسط يترقبون هجوما مضادا من الحوثيين.

وفي السياق، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤول دفاعي أميركي قوله إن إسقاط مسيّرة أميركية وتوعد الحوثيين بشن هجمات دفعا إلى تجديد العمل العسكري ضدهم.

ووفقا للصحيفة، فإن من بين المواقع المستهدفة في الهجمات الأميركية منازل قياديين حوثيين بصنعاء.

شاركها.
Exit mobile version