بيزنس الأربعاء 11:05 م

زيارة رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى الرياض، ولقاؤه ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، هي امتداد لمسار تحالفٍ عربيّ صلب تشكّل على مدار العقود، وازداد وزناً وتأثيراً في العقد الأخير مع صعود جيلٍ جديد من القادة يمتلك أدوات الرؤية الإستراتيجية والقرار الحاسم.

تحالف ما بعد الجغرافيا

ما يربط الرياض وأبوظبي لم يعد مجرّد حدود مشتركة أو علاقات تاريخية، بل هو إدراك مشترك أن الاستقرار الإقليمي يحتاج إلى محورٍ ثنائي قادر على موازنة القوى والتعامل مع التحديات بواقعية سياسية. هذا اللقاء يعكس أن السعودية والإمارات تقودان معاً مساراً جديداً في المنطقة، حيث لا مكان للارتجال، بل لصناعة مواقف محسوبة تبني واقعاً جديداً.

فلسطين عنوان رئيسي

القضية الفلسطينية تصدّرت النقاش، لتؤكد أن تنسيق الموقف السعودي ـ الإماراتي يتجاوز التعاطف السياسي إلى تبني تحرّك دبلوماسي متماسك يضع العالم أمام مسؤولياته. الرسالة واضحة: موقفٌ عربيّ موحّد يعيد الاعتبار للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ويمنح القضايا الإنسانية والسياسية ثِقلاً لا يمكن تجاوزه في أي طاولة مفاوضات.

مدرسة تنسيق لا ازدواج

ما يميّز هذا التحالف أنه يقوم على «تكامل الأدوار».. السعودية بانفتاحها الإقليمي ومبادراتها الكبرى، والإمارات بحضورها الدولي ورؤيتها المتوازنة، يجتمعان في نقطة محورية: خلق سياسة خارجية عربية حديثة لا تخضع لردود الأفعال، بل تصنع التأثير عبر الحضور الفاعل في المنظمات الدولية والتحالفات الإستراتيجية.

ما وراء الصورة

الصورة التي جمعت الأمير محمد بن سلمان والشيخ محمد بن زايد في الرياض تحمل دلالة أكبر من مجرد لقاء قادة.. إنها تأكيد أن المستقبل السياسي والاقتصادي للمنطقة يُرسم بأيدٍ خليجية واعية، وأن التحالف السعودي ـ الإماراتي ليس فقط ضمانة لاستقرار الخليج، بل هو عامل توازن مؤثر في الساحة الدولية.

أخبار ذات صلة

 

شاركها.
Exit mobile version