التهاب اللثة أحد الأمراض الشائعة، ويُعرف بمرض دواعم السن، ويسبب تهيجاً واحمراراً وتورماً ونزيفاً في أجزاء اللثة المحيطة بقاعدة الأسنان، وإذا أهمل علاجه اشتدت خطورته وفقد الإنسان أسنانه. ويحذر أخصائيو الأسنان من التكاسل في نظافة وصحة الأسنان واللثة، كما حذروا من التأخر في مراجعة الطبيب بين الحين والآخر؛ لإجراء فحوصات دورية للأسنان، فكلما حرص الإنسان على مراجعة الطبيب مبكراً، زادت فرص معالجة الالتهابات التي تظهر دون أعراض، وتتطور حتى تصل إلى تدمير الأنسجة وتآكل العظم حول الأسنان، فالتهاب اللثة يعد من أكثر أمراض الفم انتشاراً ويحدث -بحسب وصف الأطباء المختصين- بسبب تراكم طبقة البلاك أو البكتيريا على الأسنان، إذ يحدث تهيجاً واحمراراً ونزيفاً. وأظهرت دراسة بريطانية حديثة، أن «أمراض اللثة لا تضر بصحة الفم والأسنان فحسب، بل تجعل الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بـ(التهاب المفاصل الروماتويدي)».

وأوضحت وزارة الصحة أن التهاب اللثة قد يحدث بسبب التغيرات الهرمونية التي تزيد استجابة أنسجة اللثة للبكتيريا، وأن بعض الدراسات أظهرت أن الأم المصابة بالتهاب اللثة قد تكون أكثر عرضة لبعض المشكلات، مثل الولادة المبكرة أو انخفاض وزن المولود.

مجموعة أمراض

استشاري طب الأسنان الدكتور منير حامد هرساني، كشف أن أمراض اللثة هي مجموعة من الأمراض التي تؤثر على الأنسجة المحيطة بالأسنان بما في ذلك اللثة، وإذا لم يتم علاجها بشكل مناسب قد تتطور إلى حالات gingivitis، والعظام التي تدعم الأسنان هي التي تبدأ عادة بالتهاب اللثة، مبيناً أن أسباب أمراض اللثة على الأسنان تحدث إذا لم تتم إزالة تراكم البكتيريا في الفم، ما يؤدي الى تكوين اللويحة الجرثومية، التي تتحول إلى طبقة صلبة تعرف بالجير ما يزيد من الالتهابات، إضافة إلى العوامل الوراثية، إذ يكون لدى بعض الأشخاص استعداد وراثي للإصابة بأمراض اللثة والتغيرات الهرمونية مثل الحمل أو الدورة الشهرية التي تجعل اللثة أكثر حساسية، كما أن الإصابة بالإجهاد يمكن أن يؤثر على جهاز المناعة ما يجعل الجسم أقل قدرة على مقاومة الالتهابات والإصابة ببعض الأمراض المزمنة مثل السكري، إذ يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بأمراض اللثة فيما يؤثر على التغذية ونقص الفيتامينات والمعادن خصوصاً فيتامين سي، ويأتي التدخين فرصةً لزيادة الإصابة بالتهاب اللثة والتهاب دواعم السن.

راجع كل نصف عام

ويحذر استشاري طب الأسنان الدكتور منير، من التهاون في علاج أمراض اللثة، وقال: إذا لم تعالج أمراض اللثة يمكن أن تتسبب في فقدان الأسنان نتيجة تضرر العظم الداعم للأسنان وزيادة مخاطر الإصابة بأمراض أخرى مرتبطة بأمراض اللثة؛ منها أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري والمشكلات التنفسية مع التأثير على الصحة العامة؛ نتيجة دخول البكتيريا إلى أعضاء الإنسان عن طريق الفم.

مشيراً إلى أن العلاج سهل ويبدأ من خلال الاهتمام بنظافة الفم باستخدام الفرشة والمعجون مرتين في اليوم واستخدام خيط الأسنان بانتظام لمنع تراكم الجير مع مراجعة الطبيب المختص كل ستة أشهر للوقاية وإزالة أي جير متراكم، مع أهمية تجنب التدخين أو التوقف عنه نهائياً ومحاولة اتباع نظام غذائي صحي تجنباً لأي أمراض وبالذات مرض السكري.

تهيّج واحمرار ونزيف

أخصائي طب وجراحة الفم والأسنان عضو الجمعية السعودية لطب وجراحة الفم والأسنان الدكتور رامي أبو صلاح، يوضح أن التهاب اللثة أحد الأمراض الشائعة والخفيفة التي تصيب اللثة، وتشكل خطورة على الأسنان إذا تُركت دون علاج وقد تصل إلى فقدان الأسنان، وأن أعراضها تهيّج واحمرار وتورّم ونزيف في أجزاء اللثة المحيطة بالأسنان وألم في اللثة ورائحة فم غير محببة. وقد ترتبط أمراض اللثة المستمرة ببعض الأمراض التي تؤثر في الجسم بأكمله، مثل أمراض الجهاز التنفسي والسكري وأمراض الشريان التاجي والسكتة الدماغية والتهاب المفاصل الروماتويدي.

مشيراً إلى أن بعض الأبحاث تشير إلى إمكانية دخول البكتيريا المسؤولة عن الإصابة بالتهاب دواعم الأسنان إلى مجرى الدم عبر أنسجة اللثة، ما يمكن أن يؤثر في القلب والرئتين وأجزاء أخرى من الجسم، فاللثة السليمة تكون ثابتة وذات لون وردي وتلتف حول الأسنان بإحكام، فيما تكون اللثة المصابة متورمهة ذات لون أحمر داكن وتنزف بسهولة عند غسل الأسنان، وهي ضعيفة ومنحسرة، وتسبب رائحة كريهة للفم، وتصبح خطراً على الإنسان إذا كانت ملتهبة وتُركت دون علاج قد تؤدي إلى فقدان الأسنان وعظم الفك.

اعوجاج الأسنان

أخصائي طب وجراحة الأسنان الدكتور رامي، أوضح أن نقص فيتامين C يمكن أن يساهم في التهاب اللثة، لكنه ليس السبب الوحيد، ففيتامين C يلعب دوراً مهماً في إنتاج الكولاجين، وهو أحد البروتينات التي تدعم اللثة. مشيراً إلى أن اعوجاج الأسنان له دور في عدم القدرة على تنظيفها بالشكل الصحيح مما يؤدي إلى تراكم طبقة بلاك بكتيرية، ثم التهاب اللثة، لكن هذا الالتهاب بذاته لا يتحول إلى سرطان إلّا في حال أهمل لفترات طويلة دون علاج قد يزيد من فرص الإصابة بالسرطان؛ لذا لا بد من الإسراع في استشارة الطبيب المختص عند إصابة اللثة أو الأسنان أو الفم عموماً بأي ضرر.

تقرحات الفم

أخصائي التجميل وجراحة اللثة الدكتور مصطفى رهوان، قال: إن التهاب اللثة من الحالات الشائعة وينقسم إلى التهاب اللثة الناجم عن اللويحة البكتيرية (طبقة البليك)، والتهاب اللثة غير الناجم عن اللويحة البكتيرية. موضحاً أن ظهور بعض التقرحات في الفم ودورها في مضاعفة الإصابة بمرض اللثة يعود لبعض الأسباب والعوامل التي قد تؤدي لظهور تلك التقرحات؛ منها الإصابة ببعض الأمراض، وظهور مشكلات لها علاقة بالتغذية، والتعرض لإصابة أو جرح في الفم، وتناول بعض أنواع الأدوية. مشيراً إلى أن سوء التغذية وجفاف الفم أو تناول أدوية معينة أو التدخين لها دور في الإصابة بمرض اللثة، وكذلك اتباع حمية غذائية سيئة أو غير مناسبة أو وجود نقص في بعض العناصر الغذائية بظهور تقرحات الفم، كما أن التهاب اللثة ينجم في كثير من الأحيان عن عدم تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط السني بشكل كافٍ أو مناسب. وأوضح أخصائي جراحة اللثة الدكتور رهوان، أن الإصابة بمرض السكري له دور في نقص إفرازات الغدد اللعابية، والتقليل من كمية اللعاب المفرز، الذي من شأنه حماية الأسنان، ونتيجة قلة اللعاب سيكون المريض أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات مرض السكري على الأسنان واللثة، وتسوس الأسنان والتهابات اللثة ونزيفها.

متى تتطور الحالة؟

ويحذر أخصائي جراحة اللثة الدكتور رهوان، المرأة الحامل ويقول: متى أهملت علاج التهابات اللثة وتركت دون علاج يمكن أن تتطور الحالة إلى أمراض اللثة (التهاب دواعم السن) ما قد يزيد من خطر فقدان الأسنان ويؤثر سلباً على عملية الحمل. لذلك، من المهم إيلاء اهتمام خاص لصحة الفم والأسنان أثناء الحمل.

وينفي الدكتور رهوان، علاج التهاب اللثة من خلال استخدام غسول للتطهير وتنظيف الفم، فهذه المادة مساعدة على تقليل فرصة الإصابة بالتهاب اللثة، وهذا ينطبق على من يستخدم البابونج، الذي يعتبر مكوناً شائعاً في غسولات الفم المستخدمة لعلاج التهاب اللثة، ويعود ذلك لامتلاك البابونج خصائص مطهرة، ومضادة للميكروبات، ومضادة للالتهابات، تساعد على تخفيف نزيف اللثة.

كاشفاً أن الإصابة بالتهاب اللثة لا يصاحبها ألم في البداية، وانما تكون أنسجة اللثة عادةً محمرة ومتورمة، بدلاً من وردية وصلبة مع نزيف.

شاركها.
Exit mobile version