أعلنت المعارضة السورية المسلحة أنها دخلت اليوم الجمعة أول أحياء مدينة حلب، بعد أن سيطرت على ريفها الغربي بالكامل إثر معارك ضارية مع قوات النظام السوري وحلفائها.
وقالت إدارة العمليات العسكرية التابعة للمعارضة المسلحة إن مقاتليها سيطروا على مركز البحوث العملية في حلب الجديدة.
وأضافت أن الفصائل المشاركة في الهجوم باتت تبعد كيلومترين فقط عن وسط مدينة حلب.
وتشارك في العملية فصائل عدة، بينها هيئة تحرير الشام وأخرى من الجيش الوطني السوري التابع للمعارضة.
ويأتي هذا التطور في اليوم الثالث لمعركة “ردع العدوان” التي أطلقتها المعارضة السورية المسلحة، ردا على ما قالت إنها اعتداءات متصاعدة وحشود للنظام لمهاجمة معاقلها.
#شام|| خريطة مُحدثة توضيح مناطق السيطرة الجديدة لعملية #ردع_العدوان حتى الساعة الـ 12:30 ظهراً في اليوم الثالث للمعركة، في ظل استمرار التقدم على عدة محاور.#شبكة_شام pic.twitter.com/od4QbJDpkS
— شبكة شام الإخبارية (@ShaamNetwork) November 29, 2024
تعزيزات عسكرية
من جهته، قال مصدر عسكري سوري لوكالة الصحافة الفرنسية إن تعزيزات من الجيش السوري وصلت إلى مدينة حلب.
وأضاف المصدر أن معارك واشتباكات عنيفة تجري غرب حلب، مؤكدا أن القتال لم يصل إلى حدود المدينة.
وفي السياق، قال التلفزيون السوري إن مجموعات مسلحة تستهدف بالقذائف أحياء في نبّل والزهراء بريف حلب الشمالي.
وفي وقت سابق اليوم، قالت وكالة الأنباء السورية إن 4 مدنيين -بينهم طالبان- قتلوا جراء استهداف مجموعات مسلحة المدينة الجامعية في حلب بالقذائف.
وأفاد ناشطون بأن قوات النظام السوري ردت على هجوم المعارضة بقصف صاروخي استهدف مدينة إدلب وبلدات قريبة منها مما أسفر عن قتلى وجرحى.
التحام مباشر ومواجهات بين فصائل إدارة العمليات العسكرية وقوات الأسد خلال معركة “ردع العدوان” في أحد محاور ريف حلب الغربي#عاجل #حلب_اليوم #إدلب #أخبار_سوريا #حلب_الآن pic.twitter.com/XIgNomeGMe
— Halab Today TV قناة حلب اليوم (@HalabTodayTV) November 29, 2024
سيطرة كاملة
وبالتوازي مع تقدمهم نحو مدينة حلب من جهة الغرب، شن مقاتلو المعارضة هجمات بالريف الجنوبي وسيطروا على بلدات بينها الحاضر.
وفجر اليوم، أعلن المقدم حسن عبد الغني المتحدث باسم إدارة العمليات العسكرية في المعارضة المسلحة أن قواتهم سيطرت على ريف حلب الغربي بالكامل، بعد معارك ضارية مع قوات النظام السوري استمرت 36 ساعة.
وأضاف عبد الغني أن قوات المعارضة “حررت” بلدة كفر حلب الإستراتيجية غرب مدينة حلب، كما أعلنت إدارة العمليات العسكرية السيطرة على مواقع إستراتيجية في ريف إدلب الجنوبي الشرقي.
وكانت الفصائل السورية المسلحة سيطرت قبل ذلك على مقر الفوج 46 وبلدة خان العسل الإستراتيجية وعشرات البلدات والقرى الأخرى، كما هاجمت مطار النيرب شرقي حلب حيث تتمركز فصائل موالية لإيران.
وأقر مصدر عسكري سوري بأن هذا التقدم سمح لقوات المعارضة بالتمركز على مسافة 10 كيلومترات تقريبا من وسط مدينة حلب وكيلومترات قليلة من بلدتي نُبّل والزهراء، اللتين تعتبران خط دفاع عن المدينة من جهة الشمال، وتتمركز فيهما مجموعات مسلحة موالية لإيران.
وحسب وكالة الأناضول للأنباء، سيطرت الفصائل السورية منذ بدء الهجوم على 550 كيلومتر مربع ضمن نحو 60 بلدة وقرية بحلب وإدلب، واقتربت من حي حلب الجديدة لتصبح على بعد كيلومتر واحد من الأحياء الخارجية للمدينة.
وقد أعلنت المعارضة المسلحة أن ريف حلب الغربي منطقة عسكرية، وقالت إنها تعمل على نزع الألغام تمهيدا لعودة عشرات الآلاف من النازحين، كما تحدثت مصادر عن سيطرتها على أحياء بمدينة سراقب بريف إدلب الشرقي.
كذلك تحدثت المعارضة عن مقتل أكثر من 200 عنصر وإصابة مئات آخرين من قوات النظام السوري، بالإضافة إلى أسر ما لا يقل عن 20 عنصرا، والاستيلاء على ثكنات ودبابات ومدرعات، بينما أفادت تقارير بأن الفصائل المسلحة تكبدت بدورها أكثر من 100 قتيل.
في المقابل، قالت وزارة الدفاع السورية إن قواتها تتصدى للهجوم وكبدت القوات المهاجمة خسائر كبيرة في العتاد والأرواح.
ونقلت وكالة رويترز عن سكان وشهود أن الطريق السريع الرئيسي بين حلب ودمشق أُغلق نتيجة الاشتباكات، وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية بأن معارك عنيفة تدور منذ صباح الأربعاء شرق مدينة إدلب.
من آثار الاعتداءات الإرهابية بالقذائف على المدينة الجامعية في #حلب pic.twitter.com/AcrdXbQEK4
— الوكالة العربية السورية للأنباء – سانا (@SanaAjel) November 29, 2024
“انتهاك للسيادة”
ومع تسارع التطورات الميدانية، اعتبرت الرئاسة الروسية أن ما يجري في حلب انتهاك لسيادة سوريا.
ودعا الكرملين النظام السوري لاستعادة ما وصفه بالنظام الدستوري في المنطقة في أسرع وقت ممكن.
وفي طهران، ندد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي بما اعتبره انتهاكا لاتفاقية خفض التصعيد شمالي سوريا.
وقال بقائي إن الهجوم الذي تشنه -ما سماها- الجماعات الإرهابية في سوريا “جزء من المخطط الشرير للكيان الصهيوني الإرهابي وأميركا لزعزعة الأمن في منطقة غرب آسيا”.
يذكر أن موسكو وطهران حليفتان لدمشق وقدمتا لها منذ اندلاع الثورة في سوريا عام 2011 دعما عسكريا وسياسيا مكّنها من استعادة أجزاء كبيرة من الأراضي التي سيطرت عليها الفصائل في بداية الصراع.