دانت كل من الولايات المتحدة وفرنسا -اليوم الأربعاء- الهجوم الذي وقع بمحيط كنيس “الغريبة” اليهودي في جزيرة جربة التونسية بالتزامن مع احتفالات سنوية داخله، مما خلف 4 قتلى، بينهم رجلا أمن، و9 مصابين.
ودانت باريس “بأكبر قدر من الحزم” الهجوم بالقرب من الكنيس، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية آن كلير لوجاندر إن الهجوم “يذكر بشكل مؤلم بالهجوم الانتحاري الذي أوقع 21 قتيلا في الكنيس ذاته عام 2002”.
كما أعلنت الخارجية التونسية فجر اليوم أن أحد ضحايا الهجوم يحمل الجنسية الفرنسية، وقالت -في بيان لها- إنه “تبعا لبيان وزارة الداخلية، فإن الزائرين اللذين وقعا ضحيتين للهجوم هما تونسي عمره 30 سنة، وفرنسي عمره 42 سنة”.
وقالت الداخلية -في وقت سابق- إن عنصر أمن داهم مركز الحرس البحري بجزيرة جربة، وقتل عنصرا أمنيا في المركز وسرق سلاحه، ثم توجه إلى محيط الكنيس وأطلق النار على اثنين من الزوار، قبل أن يلقى مصرعه خلال تبادل إطلاق نار مع قوات الأمن.
وأشارت إلى أنه “من بين القتلى عون حرس توفي متأثرا بجراحه، واثنان من زوار معبد الغريبة، فيما جرح 5 أعوان حرس و4 من الزوار”.
وأكدت الوزارة أنه تم تطويق المعبد وتأمين جميع الموجودين داخله وخارجه، مضيفة أن البحث مستمر لمعرفة دواعي الهجوم.
خلية أزمة
من ناحية أخرى، أعلنت السفارة الفرنسية بتونس -في بيان مقتضب- “تشكيل خلية أزمة على خلفية الأحداث التي شهدتها جزيرة جربة”.
وأضافت أن قوات الأمن التونسية تؤمّن المنطقة، داعية رعاياها إلى “اتباع تعليمات الشرطة والبقاء في محل إقامتهم.
وشهد معبد الغريبة توافد آلاف الزوار من مختلف بلدان العالم لإحياء موسم الزيارة السنوية الذي انطلق الجمعة الماضي وانتهى أمس الثلاثاء.
وأظهرت فيديوهات حالة من الخوف والاضطراب داخل مبنى الكنيس أثناء عملية إطلاق النار.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن السلطات التونسية أحبطت “هجوما كبيرا” كان يستهدف اليهود في المعبد.
وأضافت -نقلا عن شهود عيان- أن الحادث وقع خلال احتفال مئات اليهود، ومن بينهم إسرائيليون، بإحياء ذكرى الحاخام شمعون بار يوحاي في المعبد.
وأفاد الشهود بأنه -في خضم هذه الاحتفالات سُمع إطلاق نار خارج المعبد، وأغلقت قوات الأمن على الفور بواباته ومنعت الزوار اليهود من المغادرة.
يشار إلى أن موسم الزيارة السنوية لمعبد الغريبة -وهو أقدم كنيس في أفريقيا- يجتذب مئات اليهود من أوروبا وإسرائيل إلى جزيرة جربة التي تعد منتجعا سياحيا رئيسيا قبالة سواحل جنوب تونس، وتبعد 500 كيلومتر عن العاصمة تونس.
وتعرض المعبد في 11 أبريل/نيسان 2002 لهجوم إرهابي عن طريق شاحنة محملة بالغاز، أسفر آنذاك عن مقتل 21 شخصا أغلبهم سياح ألمان.