تعيش أوروبا هذه الأيام على وقع موجة حر استثنائية، وصفت بأنها الأشد منذ عقود، بعدما تجاوزت درجات الحرارة 42 مئوية في فرنسا وإيطاليا والبرتغال وإسبانيا، وسُجلت أرقام قياسية جديدة أثارت القلق ودقت ناقوس الخطر البيئي.
في إسبانيا، وتحديداً بمدينة غرناطة في إقليم الأندلس، بلغت الحرارة 46 درجة مئوية، محطمة الرقم القياسي السابق (45.2) المُسجل في إشبيلية عام 1965. كما تجاوزت حرارة مياه البحر الأبيض المتوسط 26 درجة مئوية في جزر البليار، وهي نسبة عادة ما تُسجل في منتصف أغسطس، بحسب وكالة الأرصاد الجوية Aemet.
فرنسا من جهتها اتخذت إجراءات غير مسبوقة، إذ تخضع 88% من أراضيها لمراقبة مناخية مشددة، بعد أن تخطت الحرارة عتبة الـ42 درجة مئوية، مع توقعات ببلوغها 44. وشملت التدابير إغلاق نحو 1350 مدرسة حكومية بشكل كلي أو جزئي، وتعليق أحد مفاعلات محطة غولفيش النووية بسبب ارتفاع حرارة مياه نهر غارون إلى مستويات تهدد نظام التبريد.
وفي إيطاليا، تم إعلان حالة التأهب القصوى في 21 مدينة، من بينها روما، فلورنسا، ميلانو، نابولي والبندقية، مع انتشار سيارات إسعاف قرب المعالم السياحية تحسباً لأي طارئ. كما أُنشئت ملاجئ مناخية مكيفة في معظم المدن المتضررة، شملت أيضاً فرنسا وألمانيا وإسبانيا.
وفي مؤشر صادم على شدة الظاهرة، سجّلت قمة «مون بلان»، أعلى جبل في أوروبا الغربية، درجات حرارة موجبة، وهو أمر نادر الحدوث خارج أشهر الصيف.
وبالتوازي مع هذه الأزمة المناخية، تتفاقم أزمة الجفاف في فرنسا، إذ وُضعت 26 مقاطعة تحت المراقبة و10 أخرى في حالة أزمة، ما استدعى فرض قيود صارمة على استهلاك المياه.
ورغم خطورة الموقف، تعرضت الحكومة الفرنسية لانتقادات حادة بعد خفض تمويل «الصندوق الأخضر» من 2.5 مليار يورو إلى مليار فقط، ما اعتبره خبراء خطوة تُضعف قدرة البلاد على التكيّف مع الأزمات المناخية المتكررة.
أخبار ذات صلة