حذرت وزارة الصحة وأطباء مختصون من بقاء حصوات الكلى داخل الجسم، وكشفوا لـ«عكاظ» أن حصوات الكلى تتكون نتيجة تجمع بعض مخلفات الجسم الموجودة بالدم في صورة بلورات وتتراكم مع مرور الوقت، لتشكل كتلة صلبة تشبه الحجارة في مجموعة وبأشكال وألوان متنوعة يشبه بعضها حبيبات الرمل.

وأشار المختصون إلى أن بعضها قد يكون بحجم كرة الغولف، وقد تظهر في كلية واحدة أو في الاثنتين معا أو في الحالب – الأنبوب الذي يربط الكليتين بالمثانة.

وقالوا لـ«عكاظ» إن أعمار الذين يصابون بحصوات الكلى تراوح بين 30 – 60 عاما، والرجال أكثر إصابة من النساء.

مثل كرة الغولف!

للوقوف أكثر على معلومات عن حصوات الكلى وكيفية تكونها، سألت «عكاظ» استشاري أمراض الكلى بمستشفى الملك عبدالعزيز بجدة الدكتور عبدالمعتني السلمي، فأجاب أن البول يحتوي بشكل طبيعي على أملاح ومعادن ذائبة بنسب معينة، وعندما ترتفع مستويات المعادن والأملاح تصبح عرضة للتبلور وتكوين حصى الكلى، وهي كتل صلبة صغيرة في الحجم كحبيبات الرمل، وأحيانا تكبر بمرور الوقت وتصبح ككرة الغولف في حجمها، التي تتكون من بلورات ناتجة عن ترسب المعادن والأملاح الموجودة في البول بنسب أعلى من معدلاتها الطبيعية فتتشكل حصى الكلى بشكل رئيسي في الكلية إلا أنها يمكن أن تتشكل في أي عضو في الجهاز البولي.

وأضاف أن الحصوات أنواعها مختلفة بناء على مكونات بلوراتها التي تساعد في تحديد سببها، وتشمل حصوات الكالسيوم، وهي الأكثر شيوعا، وتتكون غالبا من مادة اوكسالات الكالسيوم، التي يصنعها الكبد يوميا أو يتم امتصاصها من الغذاء، وتوجد في أنواع كثيرة من الطعام مثل رقائق البطاطس والمكسرات والشوكولاتة، ويمكن أن تؤدي العوامل المرتبطة بالنظام الغذائي والجرعات العالية من فيتامين D وجراحة عملية تحويل مسار المعدة لمرضى السمنة المفرطة إلى زيادة تركيز الكالسيوم أو الاوكسالات في البول.

غثيان وقيء وقشعريرة

السلمي أوضح أن حصوات الكالسيوم قد تظهر في شكل فوسفات الكالسيوم بسبب بعض الأدوية المستخدمة لعلاج الصداع النصفي، وتأتي حصوات حمض اليوريك كنوع آخر، وهو الأكثر شيوعا عند الرجال، خصوصا مرضى النقرس أو المرضى الذين يخضعون للعلاج الكيماوي أو الأشخاص الذين يتبعون نظاما غذائيا عالي البروتين، فيما توجد غالبا حصوات الستروفايت عند النساء اللواتي يعانين من التهابات المسالك البولية، وتكون هذه الحصوات كبيرة الحجم وتؤدي إلى انسدادات في الجهاز البولي، ولأن هذه الحصوات تحدث نتيجة الالتهابات، فإن علاج الالتهابات البولية يقلل من خطر حدوثها، فيما تتكون حصوات السيستين لدى الأشخاص الذين لديهم اضطراب وراثي بسبب أن الكلى تفرز الكثير من حمض أميني معين. وتابع السلمي أن الشائع عن حصوات الكلى أنها تظل مخفية ولا تسبب آلاما شديدة للمريض في العادة إلى أن تبدأ بالتحرك داخل الكلية أو تعبر للخروج منها فتستقر في الحالب، مسببة منع تدفق البول وتورم الكلى وتشنج الحالب، ويظهر المغص الكلوي وهو ألم قوي وحاد على جانبي الظهر والخاصرة تحت أضلاع القفص الصدري وعادة ما يتحرك الألم باتجاه أسفل البطن ومنطقة الفخذين وألم أو شعور بالحرقان أثناء التبول، ويكون البول باللون الوردي أو الأحمر، والحاجة المستمرة للتبول، والغثيان والقيء، والحمى والقشعريرة في حالة وجود عدوى، وأي إهمال لعلاجها قد يسبب بعض المضاعفات كعدوى شديدة في الكلى وفقدان وظيفة الكلى نتيجة الانسداد بالحصوات.

السبب أدوية الصداع النصفي!

يوضح الدكتور السلمي الفرق بين حصى الكلى وحصى المثانة، فحصوات المثانة تتكون داخلها بسبب تراكم البول وعدم إفراغه بشكل تام أثناء عملية التبول، وهذا يحدث لعدة أسباب منها إصابة المثانة بالتهاب غدة البروستاتا المتضخمة أو تلف في الأعصاب كإصابات الحبل الشوكي أو السكتات الدماغية، وأحيانا حصوات المثانة في الأصل حصوات متكونة بالكلى ثم تنتقل عن طريق الحالب للمثانة البولية. أما حصوات الكلى فتتكون لأسباب مختلفة منها زيادة البروتين والأملاح بالنظام الغذائي عن الحد الذي يتحمله أو يتطلبه الجسم، والسمنة والوزن الزائد وجراحة تحويل مسار المعدة، والإصابات باضطرابات امتصاص الطعام الناتج عن مرض التهاب الأمعاء المزمن أو الاسهال المزمن، والإفراط في استعمال الفيتامينات والمكملات الغذائية، خصوصا التي تحتوي على الكالسيوم وفيتامين C عن الحد الذي يتحمله أو يتطلبه الجسم، وأدوية علاج الاكتئاب والصداع النصفي.

ويؤكد السلمي أنه يمكن للمرأة معرفة إصابتها بحصوات الكلى والتفريق بين آلامها وآلام الدورة الشهرية، فألم حصوة الكلى شديد جدا ويتسم بالثبات أسفل القفص الصدري على جانبي العمود الفقري، ولا يستجيب لمسكنات الألم، على عكس تقلصات الدورة الشهرية التي تتحسن باستخدام المسكنات.

حذار من المكسرات والسبانخ

استشاري أمراض الكلى السلمي حذر من الإفراط في الأطعمة الغنية بـ«الاوكسالات» لأنها تؤدي إلى زيادة احتمالات الحصوات، وتشمل هذه الأطعمة المكسرات والشوكولاتة والسبانخ ورقائق البطاطس والشمندر، فيما يزيد اتباع نظام غذائي من البروتين واللحوم الحمراء والصوديوم (الملح) من احتمالية الإصابة بحصوات الكلى، موضحا أن للسمنة دورا في الإصابة بحصوة الكلى، إذ يرتبط ارتفاع مؤشر كتلة الجسم وكبر قياس الخصر وزيادة الوزن بزيادة احتمالية الإصابة. وأكد السلمي أن استخراج حصى الكلى عن طريق الجلد أفضل طريقة لإزالة حصى الكلى كبيرة الحجم لا سيما بعد فشل الخيارات العلاجية الأخرى في تفتيتها واستخدام الموجات الصوتية التصادمية وجراحة المنظار المتقدمة والليزر والتي تتم تحت تأثير التخدير العام.

تكبر وتكبر وتملأ بطن الكلية

طبيبة الأسرة الدكتورة وداد صالح قالت لـ«عكاظ» إن حصوات الكلى تعد من أكثر الحالات إيلاما للإنسان، وتختلف أسبابها بحسب نوعها، إذ يمكن أن تكون حصوات صغيرة مستقرة، أو تستمر في النمو بشكل أكبر، حتى تملأ باطن الكلية، وتؤثر على حجم البول نتيجة للجفاف الذي يحدث للجسم، والذي يكون سببه نقص السوائل، لذلك من الضروري أن يتناول الإنسان 3 لترات من الماء يوميا والابتعاد عن النظام الغذائي المسبب لارتفاع مستويات الكالسيوم في البول والابتعاد أيضا عن زيادة الوزن، فالسمنة عامل خطر لحصوات الكلى، مع الحذر من بعض الأدوية المسببة في تكوين حصوات الكلى، خصوصا حصوات الكالسيوم المتمثلة في مكملات الكالسيوم وفيتامين C التي يفترض تناولها تحت إشراف طبي.

حصوات كبيرة عالقة

استشاري ورئيس قسم جراحة المسالك البولية في مستشفى الملك فهد العام بجدة الدكتور أيمن السليماني أكد لـ«عكاظ» أن حصوات الكلى يمكن أن تؤثر على المثانة بشكل غير مباشر في البداية، لأنها تتحرك من الكلى إلى أسفل المسالك البولية (مثل الحالبين) ويمكن أن تصل إلى المثانة إذا كانت الحصوات كبيرة أو عالقة في المسالك البولية، فتسبب انسدادا أو التهابا، ما يؤدي إلى صعوبة في التبول أو الشعور بألم أثناء التبول، وفي بعض الحالات قد تتسبب الحصوات في حدوث التهابات في المثانة أو قد تزيد من فرص الإصابة بعدوى المسالك البولية إذا كانت تؤدي إلى انسداد مستمر أو مضاعفات أخرى، وتؤثر أيضا على وظيفة المثانة وقدرتها على تخزين البول بشكل طبيعي، مبينا أن حصوة المثانة يمكن أن تكون خطيرة في بعض الحالات، خصوصا إذا كانت كبيرة أو عالقة في المثانة لفترة طويلة أو إذا كان هناك تركيز عالٍ من المعادن في البول، مثل الكالسيوم أو حمض اليوريك، مشيرا في نفس الوقت إلى أن الحصوة الصغيرة قد لا تسبب مشكلات كبيرة، إلا في حال بدأت تؤثر على تدفق البول.

وأوضح السليماني الكيفية التي تتكون فيها حصوات المثانة، إذ تعود لعدة عوامل منها احتباس البول في المثانة إذا كانت لا تفرغ البول بشكل كامل ويتبقى بتركيز عالٍ من المعادن والأملاح، ما يزيد من احتمال تكوّن الحصوات وهذا يحدث عادة في حالات مثل تضخم البروستاتا أو مشكلات في المسالك البولية، وعندما تتكرر التهابات المثانة يمكن أن تؤدي إلى تجمع البول وتشكيل حصوات قد تحتوي على بكتيريا أو مكونات متبقية من الالتهابات.

ألم مفاجئ.. الحصوة تتحرك

استشاري المسالك البولية الدكتور السليماني نبه إلى خطورة ترك الحصوات في المثانة دون علاج، إذ قد تحدث عدوى ومضاعفات خطيرة وقد تؤثر على صحة المسالك البولية، لكنه في نفس الوقت أوضح أن حصوات المثانة الصغيرة قد تزول من تلقاء نفسها دون الحاجة إلى علاج في بعض الحالات، خصوصا إذا كانت صغيرة ولا تسبب انسدادا أو التهابات خطيرة، والإنسان بإمكانه أن يعرف تحركها من خلال شعوره ببعض الأعراض التي تشير إلى تحرك الحصوة عبر المسالك البولية أو تحركها داخل المثانة نفسها التي لا تكون حركتها مرئية أو محسوسة بشكل مباشر، إلا من خلال ألم مفاجئ أو متقطع، وألم عند التبول، ووجود دم في البول، وتغير في تدفق البول، وإحساس بالضغط أو الثقل في أسفل البطن، والتقلصات أو التشنجات في البطن، والتحسن المفاجئ في الأعراض، وهذه كلها علامات قد تشير إلى أن الحصوة تتحرك أو على وشك الخروج. فيما تتم معرفة نزول الحصوة إلى المتانة من خلال تحسن مفاجئ في الألم، ألم أو حرقة أثناء التبول وتحسن تدفقه، الشعور بضغط أو ثقل في أسفل البطن أو الحوض، وجود دم في البول، تقلصات أو تشنجات، وزيادة الرغبة في التبول، ومن خلال إجراء فحوصات طبية، موضحا أن مدة خروج الحصوة من المثانة تعتمد على عدة عوامل مثل حجم الحصوة، موقعها، الطريقة التي تتحرك بها، وصحة المسالك البولية لدى المريض. ففي الغالب، تحتاج الحصوات الصغيرة التي تقل عن 5 مم إلى عدة أيام أو أسبوع. فيما تستغرق وقتا أطول الحصوات التي تزيد على ذلك أو تحتاج إلى إجراءات طبية مثل تفتيت الحصوة باستخدام الموجات الصدمية أو إزالتها جراحيا.

اشربوا الماء بإفراط

الدكتور السليماني يرى أن شرب الماء بكثرة يمنع الحصوات ويساعد في منع تكوّن الحصوات لأنه يزيد من تدفق البول ويجعله أكثر تخفيفا، مما يقلل من تركيز المعادن والأملاح التي تتسبب في تكوّن الحصوات، مبينا أن شرب كميات كافية من الماء يقلل من خطر تكون الحصوات بنسبة كبيرة، ويساعد أيضا في إخراج الحصوات الصغيرة من الجسم بسهولة أكبر.

وأوضح أن تناول الكثير من الملح يمكن أن يزيد من مستوى الكالسيوم في البول، مما يساهم في تكوّن حصوات الكلى، خصوصا حصوات الكالسيوم. كما أن الملح يمكن أن يقلل من قدرة الجسم على الحفاظ على تدفق البول بشكل جيد، مما يزيد من احتمال تراكم المواد التي تشكل الحصوات، وكذلك تناول السبانخ، الشوكولاتة، والمكسرات بكثرة يمكن أن يرفع مستوى الاوكسالات في البول، مما يتحد مع الكالسيوم ليشكل حصوات، موضحا أن مهيجات المثانة والتي تزيد من أعراض التبول المتكرر والشعور بالحرقان تتمثل في الكافيين (القهوة، الشاي، المشروبات الغازية)، الأطعمة الحارة (الفلفل والتوابل)، المشروبات الغازية، المُحليات الاصطناعية، الأطعمة الحمضية (الطماطم، الحمضيات)، التدخين، الأطعمة المالحة والدهون المشبعة.

الدكتور السليماني قال إن المشي والوقوف يمكن أن يساعدا في تسريع خروج الحصوة، فالحركة قد تحفز تدفق البول وتساعد الحصوة الصغيرة على التحرك عبر المسالك البولية باستخدام الجاذبية، ناصحا بشرب الماء الدافئ كونه عاملا مساعدا في توسيع الحالب أو تخفيف التوتر في المسالك البولية، أيضا، شاي الأعشاب مثل البقدونس أو الزنجبيل والشعير يمكن أن يساعد في تحفيز التبول وتخفيف الألم، مما يساهم في تسهيل مرور الحصوات عبر الحالب.

من جهتها، أوضحت الإدارة العامة للتثقيف الإكلينيكي بوزارة الصحة أن الحصوات عادة توجد في الكليتين أو في الحالب، وأن الرجال أكثر إصابة من النساء بها، ويمكن أن تكون مؤلمة للغاية وتؤدي إلى التهابات في الكلى، أو تجعلها لا تعمل على نحو صحيح إذا تركت دون علاج، وأن شرب السوائل، خصوصا الماء، يُعد الخيار الأفضل؛ لمنع تكون حصوات الكلى.

شاركها.
Exit mobile version