كشفت موسكو عن مشاركة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في احتفالات يوم النصر المقررة غدا الثلاثاء في الساحة الحمراء، بعد أيام من هجوم بمسيرتين استهدفتا الكرملين، في حين أعلن قائد مجموعة فاغنر عن تطور بملف الحصول على الذخيرة الذي شهد خلافا حادا مع القادة العسكريين الروس.

في المقابل، أعلنت أوكرانيا أن العاصمة كييف تعرضت الليلة الماضية لأكبر هجوم منذ بداية الحرب، وأنها تصدت لهجمات بعشرات الطائرات المسيرة.

وقال عمدة كييف فيتالي كليتشكو “إنه أكبر هجوم على مدينتنا”، مضيفا أن الروس “شنوا أكبر هجوم على المدينة بـ60 طائرة مسيرة، وأسقطنا 36 منها الليلة الماضية”.

وأكد كليتشكو أن 5 أشخاص على الأقل أصيبوا، كما لحقت أضرار بمستودع وقود وسيارات وأبنية وبنية تحتية.

وأفاد شهود من رويترز بأنهم سمعوا انفجارات عديدة في كييف، وأفاد كذلك مسؤولون محليون بأن أنظمة الدفاع الجوي صدت الهجمات.

ونقلت وكالة “نوفوستي” عن وسائل إعلام أوكرانية الليلة الماضية وقوع انفجارات قوية في مدن ومناطق أوكرانية مختلفة بما فيها كييف.

وفي خيرسون جنوبا، قال مسؤولان أوكرانيان إن قصفا مدفعيا روسيا أصاب 8 أشخاص، من بينهم طفل في التاسعة من عمره، في قريتين بالمنطقة.

وقال حاكم المنطقة الأوكراني أولكسندر بروكودين إن 6 مدنيين أصيبوا في قرية ستانيسلاف على الضفة اليمنى من مصب نهر دنيبرو.

من جهته، قال رئيس الإدارة العسكرية في المنطقة رومان مروتشكو إن اثنين آخرين أصيبا في أنتونيفكا بضواحي مدينة خيرسون.

احتفالات “يوم النصر”

وتأتي هذه التطورات في وقت تستعد فيه روسيا لمراسم “يوم النصر” الذي تحتفل فيه بهزيمة ألمانيا النازية في التاسع من مايو/أيار 1945.

ورغم حادثة إسقاط طائرتين مسيرتين فوق مبنى الكرملين مؤخرا، فإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعتزم حضور العرض العسكري السنوي المقرر غدا الثلاثاء في الساحة الحمراء بموسكو، وفق ما أعلن الكرملين.

ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف -اليوم الاثنين- القول إن “الرئيس سوف يظهر غدا خلال العرض”.

وكان مسؤولو موسكو قد أعلنوا في وقت سابق أنه سيتم تشديد الإجراءات الأمنية قبل الاحتفالات بالذكرى الـ78 لانتصار روسيا على ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية.

وسرت تكهنات بأنه من الممكن إلغاء العرض العسكري في أعقاب الهجوم على الكرملين بطائرتين مسيرتين الذي نفت كييف اتهامات روسية لها بالوقوف وراءه.

وقد تم إلغاء مسِيرة “الفوج الخالد” التي تعقب العرض العسكري خلال احتفالات عيد النصر. وقال بيسكوف إن المسيرة، التي حضرها بوتين عام 2022، أُلغيت بسبب مخاوف أمنية.

وأوضح بيسكوف أنه لم يتقرر بعد إذا ما كانت الاحتفالات هذا العام ستتضمن عرضا جويا أم لا.

ووفقا لتقارير إعلامية روسية، فقد تم إلغاء مسِيرات يوم النصر في أكثر من 20 مدينة روسية بسبب مخاوف أمنية.

 

زيلينسكي يتوعد

وفي المعسكر المقابل، تعهّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الاثنين بهزيمة روسيا “تماما كما هزم” النازيون.

وتحتفل الدول الغربية بذكرى استسلام ألمانيا في الثامن من مايو/أيار، لكن موسكو تحتفل دائمًا بهذه الذكرى في التاسع من مايو/أيار بسبب فرق التوقيت.

وجعل بوتين من هزيمة النازيين عنصرا أساسيا من الهوية والقومية الروسية، وقلل من دور الحلفاء الآخرين. كما أنه وضع باستمرار الحرب على أوكرانيا في صلب هذا التوجه، قائلا إنه لا بد من “تطهير أوكرانيا من النازية”.

وتوعد زيلينسكي نظام بوتين بمصير أدولف هتلر نفسه. وقال في خطاب -نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي- “ستتم هزيمة كل الشر القديم الذي تعيده روسيا الحديثة بالطريقة نفسها التي هُزمت بها النازية”.

وأعلن أن أوكرانيا ستحتفل من الآن فصاعدا بنهاية الحرب العالمية الثانية على الطريقة الغربية في الثامن من مايو/أيار، وستحتفل بيوم أوروبا في التاسع منه، مثل دول الاتحاد الأوروبي الذي تطمح كييف للانضمام إليه في أسرع وقت.

وغداة هذا الإعلان، تتوجه رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إلى كييف لتأكيد “دعم الاتحاد الأوروبي الثابت لأوكرانيا”، حسبما أعلن المتحدث باسمها.

معارك باخموت

ميدانيا، أعلن قائد مجموعة فاغنر الروسية يفغيني بريغوجين -اليوم الاثنين- أن قواته بدأت في تلقي الذخائر التي تشتد حاجتها إليها مع احتدام المعارك ضد القوات الأوكرانية في منطقة باخموت.

وفي سلسلة من مقاطع الفيديو التي تحتوي على ألفاظ نابية، اتهم بريغوجين الأسبوع الماضي وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ورئيس هيئة الأركان العامة للجيش الروسي فاليري غيراسيموف بحجب الذخائر عن قواته.

وتقود مجموعة فاغنر الهجوم الروسي الطاحن المستمر منذ أشهر على باخموت شرقي أوكرانيا.

وحذّر بريغوجين من أنه إذا لم تتلق قواته الذخيرة التي تحتاج إليها، فإنه سيسحبها من باخموت في العاشر من مايو/أيار الجاري. لكنه قال -في رسالة صوتية نشرها مكتبه اليوم الاثنين- إنه “وفقًا للبيانات الأولية، بدأنا في تلقي الذخيرة”. وأكد أن معارك “شرسة” تدور رحاها في باخموت مع تقدم قواته.

وأضاف بريغوجين أن القوات الأوكرانية ما زالت تسيطر على “قرابة 2.36 كيلومتر مربع” من الأراضي في باخموت.

شاركها.
Exit mobile version