شيّع آلاف الفلسطينيين في مدينتي طولكرم ونابلس (شمالي الضفة الغربية) جثامين 5 فلسطينيين استشهدوا على يد الاحتلال الإسرائيلي؛ اثنان منهم استشهدا صباح اليوم السبت و3 استشهدوا في مارس/آذار الماضي وأفرج الاحتلال عن جثامينهم أمس الجمعة.
ففي مدينة طولكرم، شارك المئات في تشييع جثماني الشابين سامر صلاح الشافعي (22 عاما) وحمزة جميل خريوش (22 عاما) اللذين استشهدا صباح اليوم السبت في مخيم طولكرم.
وجرى تشييع جثماني الشابين بعد إلقاء عائلتيهما نظرة الوداع عليهما في منزليهما، ثم أداء صلاة الجنازة بعد صلاة الظهر في مسجد السلام في مخيم طولكرم، ومن ثم إلى مقبرة المخيم.
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية أفادت “بوصول شهيدين برصاص الاحتلال إلى مستشفى الدكتور ثابت ثابت الحكومي، إضافة إلى إصابة مستقرة في الأطراف؛ نتيجة عدوان الاحتلال الإسرائيلي بمدينة طولكرم”.
ووفق الوزارة، فقد أصيب الشافعي برصاص في الرقبة والصدر والبطن، في حين أصيب خريوش بالرصاص في الصدر والبطن والقدم اليسرى.
وكانت مصادر محلية ذكرت أن قوة إسرائيلية اقتحمت مدينة طولكرم ومخيمها؛ مما أدى إلى اندلاع مواجهات واشتباك مع مسلحين فلسطينيين.
ومنذ ساعات الصباح يسود محافظة طولكرم إضراب شامل، استجابة لدعوة أعلنتها القوى الوطنية والإسلامية في المحافظة حدادا على الشهيدين “اللذين أعدما بدم بارد من قبل قوات الاحتلال”.
شهداء نابلس
وفي مدينة نابلس، شارك آلاف الفلسطينيين في تشيع جثامين 3 فلسطينيين استشهدوا على يد الاحتلال في 12 مارس/آذار الماضي وأفرج عن جثامينهم أمس الجمعة.
وشارك في مراسم التشييع بالمقبرة الغربية في المدينة مسلحون ملثمون أطلقوا النار في الهواء، تعبيرا عن غضبهم على استمرار قتل الفلسطينيين.
وأمس الجمعة، أعلنت الهيئة العامة للشؤون المدنية الفلسطينية (جهة التواصل الرسمية مع إسرائيل) -في بيان- تسلم “جثامين شهداء نابلس التي كانت محتجزة لدى الاحتلال، وهم: عدي عثمان الشامي، وجهاد محمد الشامي، ومحمد رعد دبيك”.
وفي 12 مارس/آذار الماضي، أعلنت مجموعة “عرين الأسود” أن 3 من أفرادها استشهدوا في اشتباك مع قوات الاحتلال الإسرائيلي على حاجز صرة (جنوب غربي نابلس).
ردود أفعال
وتعقيبا على استشهاد الشابين في طولكرم، قالت الحكومة الفلسطينية -في بيان مقتضب للمتحدث باسمها إبراهيم ملحم- إن إسرائيل تمارس “إعدامات ميدانية”، محملة إياها المسؤولية عن “جرائمها”.
وأضاف البيان أن جنود الاحتلال يمارسون “جرائمهم المتنقلة بإعدامات ميدانية، من دون أدنى التفاتة للقوانين الدولية، والشرائع الإنسانية”.
ونقل المتحدث عن رئيس الوزراء محمد اشتية تحميله “سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تلك الجرائم المروعة”، وقال إن “استمرار الاحتلال في ارتكاب جرائمه ناجم عن غياب المعايير الدولية الموحدة، وشعور الجناة بالإفلات من العقاب”.
ونعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الشهيدين حمزة خريوش وسامر الشافعي اللذين اغتالتهما قوات الاحتلال. وقالت حماس -في بيان- إن شهيدي طولكرم من كتائب القسام، وإنهما خاضا اشتباكا مع القوة الإسرائيلية، وأوقعا إصابات محققة بين أفرادها، وأضافت أن تصاعد جرائم الاحتلال ونزيف الدم الفلسطيني المتواصل يستدعيان مواصلة اليقظة والنفير.
وأكدت حركة حماس ضرورة استنهاض كل الطاقات الشعبية والميدانية لصد العدوان، والدفاع عن الشعب الفلسطيني ومقدساته.
من جهتها، نعت كتائب شهداء الأقصى الشهيدين، وقالت إن الشهيد خريوش هو منفذ عملية الثأر في “إفني حيفتس”، وأضافت “ردنا سيكون بحجم ألمنا”.
بدورها، حمّلت حركة الجهاد الإسلامي -في بيان- حكومة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة، مؤكدة أن رد المقاومة والشعب الفلسطيني على هذه الجريمة وغيرها قادم.
ونعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين شهداء مخيم “نور شمس” في طولكرم، مؤكدة أن الاحتلال سيدفع ثمن هذه الجريمة وكل جرائمه ضد الشعب الفلسطيني.
كما دعت فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة إلى تصعيد المقاومة، والاشتباك مع قوات الاحتلال في جميع مدن الضفة الغربية، دفاعا عن المسجد الأقصى والأسرى في سجون الاحتلال.
وأكدت فصائل المقاومة الفلسطينية -خلال وقفة جماهيرية في مدينة غزة بمناسبة الذكرى 75 للنكبة- استمرار المقاومة، وأن حق العودة مقدس ولا يسقط بالتقادم.
وحمّلت الفصائل الفلسطينية بريطانيا المسؤولية التاريخية والسياسية والقانونية عن معاناة الشعب الفلسطيني، وطالبتها بالاعتذار والعمل على رفع الظلم التاريخي عن الشعب الفلسطيني.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ أشهر تنفيذ عمليات شمالي الضفة الغربية، تتركز في مدينتي نابلس وجنين بدعوى ملاحقة مطلوبين، وأسفر العدوان الإسرائيلي منذ مطلع العام عن استشهاد 110 فلسطينيين، وفق بيانات وزارة الصحة الفلسطينية.