فوزي درنيقة، المدير التنفيذي في المملكة العربية السعودية- لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا والهند في مجموعة
حدثنا عن الدور الذي تقوم به في جروهي، وتجربتك مع العلامة التجارية في السوق السعودي؟
من واقع إدارتي لأعمال LIXIL الهند والشرق الأوسط وأفريقيا في المملكة العربية السعودية، ينصب تركيزي على ترسيخ مكانة علامة جروهي التجارية في سوقٍ يتطور بوتيرة متسارعة. ويتجاوز دورنا مجرد التواجد في السوق، إذ نستهدف الإسهام الفاعل في تحقيق طموحات المملكة. وقد كان افتتاح أول مصنع لنا في الدمام، بالشراكة مع شركة الزامل لصناعة البلاستيك، محطة فارقة؛ فنحن نُنتج سيفونات المخفية جنباً إلى جنب مع كوادر سعودية موهوبة. ونجحنا كذلك في التوسع على مستوى تجارة التجزئة وتنفيذ المشاريع عبر الشراكة مع موزعين رئيسيين لإطلاق صالات عرض رائدة لمنتجاتنا في جدة والرياض، تتيح للمستهلكين والمعماريين والمطورين العقاريين التعرف على محفظة منتجاتنا بالكامل. وتجسد هذه الخطوات التزامنا تجاه سوق المملكة لأنه سوق محوري ومركز للابتكار المستدام والنمو في أرجاء المنطقة.
إلى أي مدى تساهم جروهي في تحقيق رؤية المملكة 2030، لا سيما في تطوير البنية التحتية الذكية المستدامة؟
تطرح رؤية 2030 أهدافًا واضحة في مجال تنويع الاقتصاد وتطوير الإسكان المستدام والمدن الذكية والخضراء. ومن هذا المنطلق، تفتخر جروهي بإسهامها الإيجابي في تحقيق تلك الأهداف. فتدعم منشأة الدمام توطين الصناعة وتوفير فرص العمل، وتعزّز في الوقت ذاته الاستقلالية الوطنية في سلاسل الإمداد. كما وقعنا مذكرة تفاهم مع الشركة الوطنية للإسكان لتوفير مبتكرات صحية مستدامة لمشروعات سكنية واسعة النطاق، بما يرفع معايير كفاءة استخدام المياه في قطاع الإسكان. وبالنسبة لنا، فإن طرح المنتجات في السوق يتجاوز مجرد المبيعات، بل يمتد ليشمل صياغة مستقبل البنية التحتية للمياه في المملكة.
ما هو دور الابتكار في تعزيز أعمال جروهي داخل المملكة، خاصة في رفع كفاءة سلاسل الإمداد بالتقنيات الرقمية؟
الابتكار من ركائز أعمالنا في السوق السعودي. فمع بدء الإنتاج المحلي، أصبح بإمكاننا خفض زمن التنسيق وتكلفته، وتسريع وتيرة دعم المشاريع، وهو ما يصنع قيمة حقيقية في سوق يعتمد على السرعة والموثوقية. وإلى جانب ذلك، تؤدي الرقمنة دوراً متنامياً؛ ولها إسهام كبير في تطوير أنظمة مخزون ودعم منصات التدريب. وقدمت مبادرات مثل «جولة غروهي برو» في أنحاء المملكة نماذج حية على عرض هذه الابتكارات أمام المعنيين والمهنيين مباشرةً، بهدف مشاركة المعرفة، وهو مكون مهم من مكونات استثماراتنا في البنية التحتية.
هل يمكنكم تسليط الضوء على مشروع بارز في المملكة ساهمت فيه حول جروهي الذكية للمياه بوضوح؟
أرى أن مصنع الدمام إنجاز بحد ذاته؛ فهو شهادة على ما تمتلكه المملكة من قدرات صناعية تواكب متطلبات المستقبل. وبفضل إنتاج خزانات الطرد المخفية محلياً، نستغني عن الاستيراد، ونخفض انبعاثات الكربون المرتبطة بالخدمات اللوجستية التي تغطي مسافات طويلة، ونوفر فرصاً لصقل المهارات الوطنية. وعلى صعيد خدمة العملاء، أجد أن لصالات العرض الجديدة التأثير القوي نفسه؛ إذ تقدم تقنيات المياه الذكية والمستدامة مباشرةً إلى المطورين والمعماريين وأصحاب المنازل، وتعرض ابتكارات مثل الخلاطات من دون لمس والأنظمة الموفرة للمياه، والتي تدعم أهداف الرؤية في كفاءة الاستهلاك.
كيف تتوافق إستراتيجية جروهي في مجال الاستدامة مع الأهداف البيئية للمملكة، مثل الحفاظ على المياه وتطبيق معايير البناء الأخضر؟
كفاءة استخدام المياه والاستدامة ركيزتان أساسيتان في استراتيجية جروهي العالمية ضمن مجموعة LIXIL، وهي أولويات تنسجم مع مبادرات وطنية مثل «السعودية الخضراء». وتحقق مبتكراتنا وفورات تصل إلى 70% في حجم استهلاك المياه، ومنها الخلاطات دون لمس ومبتكرات مجموعة «إيكوجوي» (EcoJoy)، الأمر الذي ييسر على المطورين الحصول على شهادات المباني الخضراء. ومن خلال تضمين الاستدامة في تصميم منتجاتنا وسلاسل إمدادنا، ندعم الأهداف البيئية والمناخية الأوسع للمملكة ونحقق قيمة عملية للمستهلكين والمطورين.
ما هو العنصر الأكثر تحفيزاً في تجربة جروهي على مستوى المملكة، وما هي الفرص التي تراها متاحة مستقبلاً؟
أكثر ما يلهمني هو أن جروهي لم تعد مجرد مورد منتجات إلى المملكة، بل أصبحت جزءاً من مسيرة التحول نفسها. فنحن نسهم مباشرة في التنمية العمرانية المستدامة بالمملكة، بدايةً من الإنتاج المحلي، ووصولاً إلى عقد شراكات مع جهات الإسكان والعقارات الرائدة. وأرى أن المستقبل يحمل لنا إمكانات كبيرة؛ فمع تحفيز رؤية المملكة 2030 للطلب على منازل أذكى، وبنية تحتية أكفأ، وأنماط حياة مستدامة، تتبدى أمام جروهي فرصة حقيقية لقيادة هذا التحول. كما أن دعم هذه المسيرة، بتمكين المواهب السعودية وتشجيع الابتكار، يعد من أولويات مسؤوليتنا، وهو امتياز نفتخر به.
أخبار ذات صلة