أثار مقطع فيديو متداول على منصات التواصل الاجتماعي في الهند موجة غضب واسعة، إذ ظهر فيه عدد من الرجال وهم يتحرشون بامرأتين في الشارع، وسط صرخاتهما واستغاثاتهما، في حين حاول بعض المارة التدخل لإنقاذهما.

وروج ناشرو المقطع مزاعم بأن الفيديو صور في ولاية بنغال الغربية، وأن المعتدين “مسلمون تحرشوا بفتاة هندوسية أمام والدتها”، من دون تقديم أي أدلة تدعم هذه الرواية أو تحدد ملابسات الحادثة بدقة.

خطاب تحريضي

تحت وسم الغضب، تحولت المنصات إلى ساحة اتهامات، إذ استغلت بعض الحسابات الحادثة لمهاجمة الحكومة المحلية، ووصفتها بأنها “معادية للهندوس ومؤيدة للمسلمين”. وتداولت منشورات تحريضية باللغة الهندية، منها: “هل تريدون أن تروا هذا المشهد في كل الهند؟” وأخرى تقول: “تخيلوا اليوم الذي تحكم فيه حكومة مسلمة الهند بأكملها”.

كما انتشرت هذه الرسائل على نطاق واسع في “إكس” و”إنستغرام” وفيسبوك، محققة آلاف المشاهدات والمشاركات، في أواخر يوليو/تموز الماضي، ومصحوبة بدعوات للانتقام من “المتهمين المفترضين”.

 

حقيقة الواقعة

وأجرى فريق “الجزيرة تحقق” بحثا عكسيا على صور ملتقطة من الفيديو، فتبين أنه ليس جديدا ولم يحدث في ولاية بنغال الغربية، حسب الادعاءات المتداولة.

وقادتنا النتائج إلى تقرير بثته قناة “إن دي تي في” (NDTV) في مايو/أيار 2017، أشار إلى أن الحادثة وقعت في قرية بولاية رامبور شمالي الهند.

وأفادت وسائل إعلام محلية آنذاك بأن الحادثة تعود لاعتداء 14 شابا على فتاتين في وضح النهار ونشروا مقاطع الفيديو التي التقطت بهواتفهم على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأعلنت شرطة الولاية حينئذ القبض على المتهم الرئيسي بعد تقديم بلاغات ضد مرتكبي الواقعة، مؤكدة تنفيذ مداهمات في عدة قرى لضبط باقي المتهمين.

شاركها.
Exit mobile version