بيزنس الأربعاء 12:38 م

أعلنت أوكرانيا اليوم الثلاثاء أن روسيا واصلت هجماتها الليلية على عاصمتها كييف لليوم الثاني على التوالي، واستخدمت خلالها قاذفات إستراتيجية ومسيرات، في حين واصل قائد مجموعة فاغنر شبه العسكرية الروسية يفغيني بريغوجين حربه الكلامية غير المسبوقة على قيادات وزارة الدفاع الروسية.

وقالت الإدارة العسكرية في كييف إن العاصمة الأوكرانية تعرضت لهجوم صاروخي ليلي، هو الخامس منذ بداية مايو/أيار الجاري، وإن الدفاعات الجوية أسقطت 6 صواريخ.

وأضافت الإدارة أن الهجوم نفذته 4 قاذفات إستراتيجية من طراز “توبوليف-95″، بعد إطلاق عدد من المسيرات من طراز “شاهد”، في محاولة لاكتشاف مواقع الدفاعات الجوية.

وأكدت الإدارة عدم وقوع جرحى، لكنها قالت إن حطام الصواريخ سقط في عدد من الأحياء والمناطق في العاصمة ومحيطها، واقتصرت الأضرار على الماديات.

وإلى الجنوب، قال حاكم مقاطعة خيرسون الأوكراني إن 14 مدنيا بينهم طفل أُصيبوا في قصف مدفعي روسي استهدف معظم الأراضي الجنوبية في المقاطعة.

وأشار إلى إن القوات الروسية نفذت، خلال الساعات الماضية، 46 هجوما على أحياء سكنية، ومدرسة، ومركز طبي، ومركز لإيواء المسنين.

وأضاف الحاكم أنه تم إجلاء عشرات الأشخاص من الأراضي التي استُعيدت من القوات الروسية، بسبب القصف المتواصل على مدينة خيرسون.

في المقابل، أفادت وزارة الدفاع الروسية بأن الجيش الروسي أسقط طائرة هجومية أوكرانية في خيرسون، حسب وكالة أنباء “سبوتنيك” الروسية.

وقالت الوزارة إن أنظمة الدفاع الجوي أسقطت طائرة من طراز “سو-25” تابعة للقوات الجوية الأوكرانية بالقرب من قرية بيلوزيركا بمقاطعة خيرسون.

ووفقا للوزارة، فقد تم اعتراض 3 صواريخ أوكرانية من راجمات “أوراغان” و”هيمارس”، وصاروخ واحد تكتيكي من نظام “توتشكا-أو” خلال النهار.

العاصمة كييف تعود إلى واجهة أحداث حرب روسيا على أوكرانيا

زيلينسكي يشيد بمقاتليه

في سياق متصل، أشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بشجاعة مقاتليه على جبهات باخموت وافدييفكا ومارينكا. وقال -في كلمته المسائية- إن شركاء بلاده يرون مدى فعالية قواته في استخدام الأسلحة التي تُسلم لهم.

ودعا زيلينسكي الاتحاد الأوروبي إلى الإسراع في تسليم الذخيرة لقواته، وقال، خلال لقائه رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين التي تزور كييف، إن الجانب الروسي فشل في السيطرة على باخموت وتقديم أي انتصار في ذكرى التاسع من مايو/أيار (عيد النصر على النازية)، وفق تعبيره.

من جهتها، أكدت فون دير لاين أن دول الاتحاد الأوروبي خصصت أكثر من مليار يورو لإيصال الذخائر والأسلحة اللازمة لأوكرانيا، وقالت إن كييف تحرز كذلك تقدما في الخطوات للانضمام للاتحاد الأوروبي.

بدورها، أعلنت الولايات المتحدة حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 1.2 مليار دولار لتعزيز دفاعاتها الجوية وتزويدها بذخيرة مدفعية إضافية.

وقالت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) -في بيان- إنها تواصل دعم كييف “من خلال الالتزام بقدرات مهمة على المدى القريب، مثل أنظمة الدفاع الجوي والذخائر، مع بناء قدرات القوات المسلحة الأوكرانية للدفاع عن أراضيها وردع العدوان الروسي على المدى الطويل”.

تصعيد غير مسبوق

وفي تصريحات جديدة له، قال قائد مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين إنه أُبلغ بأنه ورجاله سيعتبرون خونة إذا تخلوا عن مواقعهم في مدينة باخموت.

وقال بريغوجين إن “أمرا قتاليا صدر أمس ينص بوضوح على أننا إذا تركنا مواقعنا (في باخموت)، فسيكون ذلك خيانة للوطن. كانت هذه هي الرسالة التي جرى توجيهها إلينا”، مضيفا أن قواته ستبقى في باخموت وستواصل المطالبة بالحصول على الذخيرة “لبضعة أيام أخرى”.

وقال بريغوجين -في ساعة متأخرة من مساء أمس الاثنين- إن هناك مؤشرات على أن مشكلة الذخيرة قد تم حلها، لكنه قال اليوم إن حجم الشحنة تقلص. وقال “أعطونا 10% فقط مما طلبناه.. لقد تم خداعنا”.

وفي تطور لافت آخر، اتهم بريغوجين وحدة عسكرية روسية بالفرار من مواقعها قرب باخموت، قائلا إن الدولة لم تعد قادرة على الدفاع عن البلد.

وقال بريغوجين “اليوم هربت إحدى وحدات وزارة الدفاع من أحد مواقعنا… مما جعل الجبهة مكشوفة”.

وأضاف “لدينا وزارة دسيسة بدلا من وزارة دفاع، لذا فإن جيشنا يغادر (…) فقد اللواء 72 (مساحة قدرها) 3 كيلومترات مربعة” من الأراضي.

وتابع “إذا كان السفلة يحددون المهام، فإن الجندي يغادر الخندق، لأنه لا فائدة من الموت بلا داع (…) ينبغي ألا يموت الجندي بسبب غباء قادته”.

كما شكّك بريغوجين -اليوم الثلاثاء- في قدرة الكرملين على الدفاع عن البلاد في وقت تستعد فيه أوكرانيا لهجوم مضاد.

بريغوجين.. وحرب الذخيرة

والأسبوع الماضي، أعلن رئيس فاغنر أنه سيسحب عناصره من باخموت في العاشر من مايو/أيار الجاري إذا لم تزوده هيئة الأركان الذخيرة التي كان يطالب بالحصول عليها. وأول أمس الأحد، كان بريغوجين أكد أنه تلقى “وعدا” بتسلّم كميات كافية من الذخيرة، وبدا أنه استبعد أي انسحاب فوري من باخموت.

واتّهم رئيس مجموعة فاغنر قادة الجيش الروسي بالسعي إلى “تضليل” الرئيس فلاديمير بوتين بشأن الهجوم في أوكرانيا، في دليل جديد على خلافه مع هيئة الأركان العامة.

وقال في بيان “إذا تم القيام بكل شيء لتضليل القائد العام للقوات المسلحة (فلاديمير بوتين)، فإما سيقضي عليكم القائد العام أو الشعب الروسي الذي سيكون غاضبا إذا خسرت (روسيا) الحرب”.

من جهتها، قالت وزارة الدفاع الروسية -في بيان في وقت لاحق الثلاثاء- إن “القوات الهجومية” -أي وحدات فاغنر- “تواصل القتال في الجزء الغربي” من باخموت.

وأضافت أن قوات المظليين “تقدم المساعدة” إليها، من دون الإشارة إلى اتهام بريغوجين للجنود بترك مواقعهم.

باخموت.. واحتفالات يوم النصر

وفي المعسكر المقابل، قال الجيش الأوكراني إن القوات الروسية لا تزال تهاجم باخموت الواقعة، لكنها لم تتمكن من الاستيلاء عليها قبل يوم النصر الذي تحتفل به موسكو اليوم الثلاثاء.

وذكر جنرال أوكراني -أول أمس الأحد- أن القوات الروسية كانت تأمل في السيطرة على باخموت قبل العطلة السنوية التي تحيي فيها موسكو ذكرى الانتصار على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية.

وقال المتحدث باسم القيادة العسكرية لشرق أوكرانيا سيرهي شيريفاتي إن “العدو لم يسيطر على باخموت، لا توجد أي تغييرات كبيرة في الأوضاع”.

ويستعد الجيش الأوكراني -كما هو متوقع- لشن هجوم مضاد واسع النطاق في محاولة لاسترداد الأراضي التي سيطرت عليها روسيا في جنوب وشرق أوكرانيا.

وتتقاتل روسيا وأوكرانيا على باخموت منذ شهور. وترى روسيا أن الاستيلاء على المدينة سيفتح الباب أمام السيطرة على مدن أوكرانية أخرى.

شاركها.
Exit mobile version