توثق لقطات فيديو نُشرت مؤخرا لحظات انهيار جسر موستار التاريخي جنوبي البوسنة والهرسك على يد القوات الكرواتية عام 1993.

وتم نشر هذه اللقطات من جانب اتحاد جنود موستار ومركز موستار للسلام والتعاون المتعدد الأعراق.

وهذه المشاهد التي تنشر للمرة الأولى، التقطت من جانب قوات مجلس الدفاع الكرواتي خلال فترة حرب البوسنة، وهي تظهر كيف استهدفت القوات الكرواتية النقاط الحساسة في الجسر التاريخي.

وأوضح مدير المركز صافيت أوروجيفيتش أنهم وصلوا إلى المشاهد عن طريق الصدفة، وقال “يجب على من يستخدمون كلمات الصراع والحرب بسهولة أن يشاهدوا المقطع ويروا ما مرت به البوسنة والهرسك وموستار”.

وتحوي اللقطات مشاهد لاستهداف الجسر من قبل الجنود الكروات المنتشرين في تلة “هوم” قربه، واحتفالاتهم بعدها وتوجيه إهانات للبوشناق.

وبني جسر موستار الشهير عام 1566، من قبل المعماري خير الدين، وهو أحد طلبة المعماري العثماني الشهير سنان.

وقد أعيد بناء الجسر وفقًا لشكله الأصلي بدعم من منظمات دولية ودول من بينها تركيا، وافتتح في حفل مهيب عام 2004.​​

حرب البوسنة.. البداية والحصيلة والنهاية

يشار إلى أنه في عام 1991، بدأ الاتحاد اليوغسلافي يتفكك بانفصال سلوفينيا وكرواتيا، واندلعت أعمال العنف بسبب معارضة صربيا لذلك الانفصال.

وفي فبراير/شباط ومارس/آذار 1992، صوّت المسلمون والكروات لصالح استقلال البوسنة عن يوغسلافيا في استفتاء جرى لتقرير مصير بلادهم، وكانت أصواتهم أكثر من أصوات الصرب الذين صوتوا لصالح البقاء في إطار الاتحاد اليوغسلافي. لكن الصرب انسحبوا من مؤسسات الدولة، وشكلوا سلطاتهم الخاصة بهم، وتم تسليحهم من قبل يوغسلافيا.

وفي أبريل/نيسان 1992، اندلعت الحرب عندما بدأ الصرب حصارهم للمسلمين والكروات، وأرسلت الأمم المتحدة قوات لحفظ السلام لحراسة ملاذات آمنة للمسلمين في سراييفو وغورازدي وسربرينتشا.

 ومن 1992 إلى 1995، خضعت العاصمة البوسنية سراييفو لحصار يعتبره المؤرخون الأطول في التاريخ الحديث.

وخلال حصار العاصمة سراييفو الذي استمر 44 شهرا، قُتل أكثر من 10 آلاف شخص، معظمهم بنيران القناصة الصرب وصواريخهم.

وفي عام 1995، قصفت طائرات حلف شمال الأطلنطي “ناتو” أسلحة الصرب الثقيلة قرب سراييفو. ولدى استشعارهم أن الحرب قد أوشكت على النهاية، اقتحم الصرب سربرينتشا وقتلوا قرابة 8 آلاف مسلم.

وقد حصدت حرب البوسنة أرواح أكثر من 100 ألف شخص، وأجبرت قرابة نصف سكان البلاد -الذين كان تعدادهم يبلغ قبل الحرب 4.5 ملايين- على الهروب من منازلهم.

شاركها.
Exit mobile version