عززت الضربات، القوية التي وجهتها إيران إلى عدد من المنشآت الإسرائيلية، شعورَ الإسرائيليين بأن القادم قد يكون أسوأ، وفق ما أكده الكاتب والباحث السياسي الإسرائيلي يوآف شتيرن، الذي انتقد تعامل حكومته مع قناة الجزيرة ومواصلة استهدافها.
فقد أطلقت إيران -صباح اليوم الخميس- دفعة صواريخ ومسيَّرات جديدة باتجاه مناطق واسعة من إسرائيل هي الأكبر خلال 48 ساعة، ما أسفر عن إصابة 137 شخصا على الأقل، وتسبب في دمار واسع داخل تل أبيب.
ورغم حالة الهدوء النسبية التي سيطرت على الأجواء الإسرائيلية أمس الأربعاء، إلا أن هجمات اليوم العنيفة كانت متوقعة، وخصوصا بعد نقل الوزراء وعائلاتهم إلى ملاجئ متفرقة في مدن مختلفة، وفق ما قاله شتيرن في مقابلة للجزيرة.
ويتوقع الإسرائيليون مزيدا من الأيام السيئة التي ربما لن يحتملوها، وفق شتيرن الذي أعرب عن اعتقاده بأن إيران لم تفقد قدراتها الهجومية الضربات التي تعرضت لها.
الأمور تتجه نحو الأسوأ
ورغم تأييد غالبية الإسرائيليين ضرب إيران والنتائج التي حققها سلاح الجو الإسرائيلي حتى الآن، إلا أنهم لن يتحملوا توقف الحياة فترة طويلة لأنهم يرغبون في العمل والسفر، وفق شتيرن، الذي توقع أن تتجه الأمور إلى مزيد من التصعيد الذي سيضر بالجميع.
فهجمات اليوم تشير -برأي الباحث السياسي الإسرائيلي- إلى امتلاك إيران صواريخ أكثر ثقلا مما تم استخدامه خلال الأيام الماضية، ما يعني أن الاقتصاد قد لا يتحمل الأيام المقبلة ويبدو أنها تتجه نحو مزيد من السوء.
ويبدو أن الإيرانيين قرروا توجيه الضربة الأخيرة بعدما سمحت الحكومة للموظفين بالعودة لمقار عملهم القريبة جدا من اللاجئ، لأنها نفذتها تزامنا مع ذهاب الموظفين إلى أعمالهم، حسب شتيرن، الذي عزا السماح بعودة الموظفين للعمل إلى الضغط الاقتصادي الكبير بالنظر إلى اعتماد الحكومة بشكل كبير على المرافق المتوقفة حاليا.
في الوقت نفسه، أكد الباحث الإسرائيلي تفهم غالبية الإسرائيليين أهداف الحرب على إيران، وقال إنهم راضون عما حققته حتى الآن، لكنه أشار إلى أن الناس غير راضين عن طريقة الحكومة في الموازنة بين حماية الإسرائيليين ومصالحهم وبين مواجهة الخطر الإيرانية.
وتوقع أن تكون هناك كثير من الإصابات التي لم يتم الإعلان عنها جراء هذا الهجوم الذي قال، إن الإسرائيليين لم يروا أضرارا كالتي أحدثها، رغم قلة عدد الصواريخ المستخدمة فيه، مما يؤكد تراجع كفاءة المنظومة الدفاعية.
وعليه فإن وجود آلاف الإسرائيليين الذين فقدوا بيوتهم، وهم دون مأوى وتعويض كل عائلة بـ500 شيكل (الدولار يساوي 3.5 شيكلات)، غير مقبول داخل إسرائيل، حسب تأكيد شتيرن، الذي قال، إن هذه الحياة أزعجت الإسرائيليين الذين لم يعودوا يعرفون، ما الذي سيحدث اليوم أو غدا أو بعد أسبوع.
لذلك، شدد الباحث السياسي الإسرائيلي على ضرورة وقف هذا الصراع سواء مع إيران أو في قطاع غزة، وإنهاء المعاناة التي تعيشها كل الأطراف بمن فيهم الفلسطينيون في غزة.
تضييق متعمد
وتعليقا على تصريحات وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، الذي طالب في وقت سابق اليوم بالإبلاغ عن كل من يعمل مع قناة الجزيرة، قال شتيرن، إن هذا سلوك شعبوي متعمد ويستهدف تخويف الناس من العمل مع القناة أو الحديث معها.
ولا يعتبر شتيرن هجوم بن غفير على الجزيرة مجرد سلوك شعبوي من وزير متطرف يعرف ويتابع جيدا ما يقال عنه، ولكنه يراه خطوة أولى للتضييق على مزيد من وسائل الإعلام مستقبلا في ظل الهجوم الحكومي المستمر على هامش الحريات والديمقراطية خلال هذه الحرب، التي لا يريدون نقل نتائجها إلى العالم.
وقال إن الهجوم على قناة الجزيرة سيستمر بسبب شعبيتها وتأثيرها والخط الذي تتمسك به والذي يجعلها عرضة لانتقادات واسعة داخل إسرائيل، مشيرا إلى أن من حق أي طرف أن يتبنى خطا بعينه وأن يعبر عن رأيه بحرية. وشدد على ضرورة المحافظة على هذا الحق في إسرائيل وأماكن أخرى وعدم مواصلة التضييق على الحريات.