قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها تواصل عملياتها لصد محاولات تقدم القوات الأوكرانية في عمق مقاطعة كورسك بعد اختراقها يوم الأربعاء الماضي، في حين أبدى قادة مجموعة فاغنر استعدادهم لمساعدة روسيا في المقاطعة.
وأكدت وزارة الدفاع الروسية في بيان أنها “أفشلت” جميع تلك المحاولات للتقدم، وأنها استهدفت تجمعا للقوات الأوكرانية وعتادا لتلك القوات في مقاطعة سومي الحدودية مع مقاطعة كورسك الروسية، وفق البيان.
وأوضحت الوزارة أن مقاتلة روسية من طراز “سوخوي-34” استخدمت قنبلة تزن 3 أطنان من “طراز فاب-3 آلاف” الجوية في استهداف تجمع القوات الأوكرانية.
استعداد فاغنر
من جانبه، قال مجلس قادة مجموعة فاغنر العسكري إن القوات التابعة له مستعدة لمساعدة روسيا وتشكيل ما سماها “وحدات قتالية” للدفاع عن مقاطعة كورسك التي تعرضت لهجوم أوكراني.
وأضاف المجلس أن الهدف الرئيسي منذ البداية هو الدفاع عما وصفه بمصالح روسيا، وأن قواته “مستعدة للموت من أجل تحقيق هذا الهدف”، وفق بيان للمجموعة الخاصة نشر عبر حساب منسوب لها على “تليغرام”، في أحدث عودة لفاغنر إلى واجهة الأحداث.
ونشرت تقارير عن مراسل حربي مقرب من المجموعة الخاصة أنه نشر مقطع فيديو يظهر أشخاصا مسلحين يقولون إنهم قادمون إلى كورسك، معلقا على المقطع “يعود عناصر فاغنر العسكرية الخاصة إلى روسيا، أتمنى نجاحا للرجال”.
وسبق أن شاركت قوات فاغنر في الحرب على أوكرانيا، واعتمدت عليها موسكو على نحو كبير قبل أن يبدأ الخلاف يدبّ بينهما، وسط ادعاء قائد المجموعة يفغيني بريغوجين أن قيادة الجيش الروسي قتلت من عناصره وتمتنع عن تقديم العتاد المطلوب لهم، قبل أن يقود تمردا ضد روسيا في يونيو/حزيران 2023.
وفي يوم الأربعاء 23 أغسطس/آب 2023، نقلت وكالة تاس للأنباء عن وزارة الطوارئ الروسية أن 10 أشخاص قتلوا في سقوط طائرة خاصة في منطقة تفير شمالي العاصمة موسكو، بينهم قائد المجموعة، وأثيرت تكهنات في الأوساط الغربية بشأن احتمال ضلوع الكرملين في مقتل بريغوجين، لكن موسكو نفت ذلك.
تهديد وطوارئ
واليوم السبت، أعلنت الوكالة النووية الروسية أنّ الهجوم عبر الحدود الذي شنّته أوكرانيا “شكّل تهديدا مباشرا” لمحطّة للطاقة النووية تقع على بعد أقل من 50 كيلومترا من منطقة القتال، مضيفة أن “هناك خطرا حقيقيا -في الوقت الحالي- من وقوع ضربات واستفزازات من جانب الجيش الأوكراني”.
وبالتزامن مع المواجهات في مقاطعة كورسك، صنفت وزارة الطوارئ الروسية إعلانها الطوارئ في المقاطعة تلك قبل يومين حالة طوارئ فدرالية، في ظل المعارك المستمرة هناك بعد اختراق القوات الأوكرانية الحدود، في أحد أكبر التوغلات منذ بدء الحرب في فبراير/شباط 2022.
كما نقلت وكالات أنباء روسية عن مسؤولين قولهم إن روسيا فرضت ما سمتها “إجراءات لمكافحة الإرهاب” في وقت مبكر اليوم السبت في 3 مناطق حدودية مع أوكرانيا.
ونسبت الوكالات إلى حكام المناطق أو “اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب” القول إن هذه الإجراءات ستطبق على منطقة كورسك -إذ تقول موسكو إن قواتها تتصدى لتوغل أوكراني- ومنطقتي بيلغورود وبريانسك.
وذكرت وكالة الإعلام الروسية أن الإجراءات تشمل احتمال القيام بعمليات نزوح للسكان وفرض قيود على التنقل في مناطق محددة وتعزيز الأمن حول المواقع الحساسة والتنصت على المكالمات الهاتفية وغيرها من الاتصالات.
ويأتي ذلك ضمن فرض السلطات الأربعاء الماضي حالة الطوارئ في منطقة كورسك الحدودية بعد توغل أوكراني يوصف بالكبير، وتقارير عن اشتداد المعارك هناك وإجلاء 6 آلاف شخص على جانبي الحدود عقب هذا الهجوم.