بيزنس الثلاثاء 10:47 ص

حين تلتقي الطموحات مع الجهود المخلصة يولد النجاح الاستثنائي، وهذا ما جسدته تجربة نافس في تعليم جدة، حيث تحولت الاختبارات الوطنية من مجرد أداة لقياس الأداء إلى منصة لتأكيد الريادة التعليمية وتحفيز التنافسية وصناعة مستقبل أكثر إشراقا، فقد جاء صعود طلاب وطالبات جدة إلى المراكز الأولى على مستوى المملكة ليعكس صورة حقيقية لجودة العمل المؤسسي وروح الفريق بين المعلم والطالب والأسرة والقيادة التعليمية.

في نتائج نافس الأخيرة للعام 1446هـ، كان الحصاد لافتا بكل المقاييس، إذ تصدرت جدة المراتب العليا في مختلف المراحل الدراسية، فنال طلاب الصف السادس الابتدائي المركز الأول في مادتي القراءة والرياضيات، والثاني في العلوم، فيما أحرز الصف الثالث الابتدائي المركز الثاني في الرياضيات والقراءة، بينما حقق الصف الثالث المتوسط الريادة المطلقة بحصوله على المركز الأول في العلوم والرياضيات والقراءة، وهو ما جعل جدة تتوج بلقب العاصمة التعليمية للإنجاز على مستوى المملكة.

هذا التميز لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة عمل تراكمي تقوده وزارة التعليم وتترجمه إدارة تعليم جدة بخطط مدروسة ومبادرات نوعية، إذ أكدت المدير العام للتعليم منال اللهيبي أن النجاح هو ثمرة تضافر جهود القيادات والمعلمين واولياء الأمور، ونافس يمثل أداة فاعلة لضبط جودة التعليم وتعزيز بيئة الإبداع والتطوير.

ومن اللافت أن المجتمع التعليمي لم يتعامل مع نافس كاختبار عابر، بل كمنهج حياة تعليمية، فقد نظمت لقاءات متخصصة لشرح الأدوار والمسؤوليات وتوزيع المهام بين المدرسة والمعلم والأسرة، وتخللتها أوراق عمل عن مفاهيم القيادة التعليمية ودور المدير في متابعة الأداء وتوظيف النتائج بما يخدم نواتج التعلم.

لقد أصبح نافس تجربة وطنية متكاملة تعزز الشفافية وتفتح الباب لمقارنة عادلة بين المدارس والمناطق، وتحفز الطلاب على الإبداع في التحصيل العلمي، وتدفع المعلم لمزيد من العطاء والتجديد، لتتجلى جدة كقصة نجاح وطنية تؤكد أن الاستثمار في التعليم هو الاستثمار الحقيقي في المستقبل، وأن نافس ليس مجرد اختبار، بل نافذة كبرى تتيح للمجتمع أن يرى بوضوح حجم المنجزات ومستوى الجاهزية لبناء أجيال واثقة قادرة على المنافسة والإبداع في عالم لا يعترف إلا المتميزين.

وما تحقق من إنجاز في تعليم جدة هو دليل وعي قياداته بعظم المسؤولية الملقاة على عاتقهم، واستشعارهم لأهمية بناء جيل متفوق ينهض بالوطن ويجسد تطلعاتها.

أخبار ذات صلة

 

شاركها.
Exit mobile version