دخلت الهدنة ووقف إطلاق النار في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع يومها الرابع.

فيما هدأت حدة القتال بشكل ملحوظ، اليوم الجمعة، مقارنة بما شهدته الأيام الأولى لوقف النار، من اقتتال عنيف عبر استخدام المدفعية الثقيلة وتحليق الطيران الحربي.

من الخرطوم- فرانس برس

وشهدت عدة مناطق في العاصمة الخرطوم هدوءاً حذراً منذ الصباح، بعدما دوت أصوات المدفعية في ساعات متأخرة من ليل أمس من منطقة كرري نحو مدينة الخرطوم بحري، كما شهدت منطقة المهندسين في أم درمان إطلاق نار ودوت أصوات المضادات الأرضية شرق المدينة.

أزمة الخبز تتفاقم

إلا أن أزمة قديمة جديدة أطلت برأسها ثانية. فقد تفاقمت أزمة الخبز في بعض مدن العاصمة، بسبب شح الدقيق والغاز المستخدم في إنتاجه، حسب ما أفاد مراسل العربية/الحدث.

وكانت الاشتباكات السابقة بين الجانبين عرقلت نقل الطحين والقمح، والغاز على مدى أسابيع.

من الخرطوم (رويترز)

كما أدى القصف المتبادل إلى خروج العديد من الخابز عن العمل.

طوابير الأفران

فيما امتدت طوابير المواطنين أمام المخابز التي لا تزال تعمل. وانتظر العديد من السودانيين لساعات طويلة أمام الأفران للحصول على “عيشهم”.

ففي مدينة أم درمان غرب العاصمة، وقف المواطنون الذين لا يزالون يتمسكون بالبقاء في ديارهم في صفوف طويلة أمام المخابز القليلة، التي ما زالت تعمل في المدينة للحصول على أرغفة خبز يسدون بها رمقهم.

وقال ياسر الحسين، أحد السكان الذين ينتظرون في تلك الطوابير، إن معظم المخابز أغلقت أبوابها إما خوفاً من الأوضاع الأمنية المتدهورة جراء الاشتباكات المسلحة بين الجيش وقوات الدعم السريع، وإما لنفاد الطحين (الدقيق) أو الغاز أو سفر العمال إلى ذويهم خارج الخرطوم.

كما أشار إلى أن سعر الرغيف ارتفع إلى جنيه بدلا من 25 قرشا، أي بزيادة قدرها 300%.

من الخرطوم (فرانس برس)

واستطرد قائلا في حديث لوكالة أنباء العالم العربي “بقينا على هذه الحالة منذ بداية الحرب، لكن الوضع تفاقم خلال الأيام الماضية، رغم توقيع اتفاق وقف إطلاق النار الذي يمكن المنظمات من إيصال المساعدات”.

وكانت أزمة الخبز في البلاد لاسيما في العاصمة بدأت منذ تفجر الصراع في منتصف الشهر الماضي، لاسيما مع تقطع سبل وصول الإمدادات الغذائية جراء القتال، وتضرر مئات المحال التجارية ومن ضمنها الأفران.

وقد فاقمت أزمة الوقود أيضا هذه الأزمة، إذ توقف العديد من الأفران عن العمل بسببها.

إلا أن دخول الهدنة حيز التنفيذ منتصف ليل الاثنين الماضي، أعاد فتح أبواب الأمل بوصول المواد الغذائية، على الرغم من أن المساعدات لا تزال متعثرة بحسب ما أفاد الصليب الأحمر الدولي أمس.

شاركها.
Exit mobile version