اقترحت الولايات المتحدة على أوكرانيا ضمانات أمنية مستوحاة من تلك التي يقدمها حلف شمال الأطلسي، ولكن من دون الانضمام إلى الناتو، حسب ما أفادت مصادر دبلوماسية السبت.
وقال أحد المصادر إن “الجانب الأميركي اقترح ضمانة أمنية لأوكرانيا مستوحاة من المادة الخامسة من معاهدة حلف شمال الأطلسي”، مضيفا “من المفترض أنه تمّ الاتفاق عليها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين” خلال قمته مع ترامب الجمعة في ألاسكا.
وأكدت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني أن الرئيس الأميركي طرح هذه الفكرة خلال مكالمة مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقادة أوروبيين قبل أشهر، وقد أيدتها قبل.
وأوضحت ميلوني، في بيان، أنه للشروع في ذلك يتعين تحديد “بند للأمن الجماعي يسمح لأوكرانيا بالحصول على دعم جميع شركائها، بمن فيهم الولايات المتحدة، ليكونوا مستعدين للتحرك إذا تعرضت للهجوم مجددا”.
وذكر المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن القادة الأوروبيين يسعون للحصول على توضيح بشأن نوع الدور الأميركي الذي قد ينطوي عليه ذلك، لكن لم تتوفر تفاصيل بعد.
فكرة الحماية
وأكد مصدر آخر مطلع، أنّ فكرة الحماية على غرار تلك التي يقدمها الناتو طُرحت خلال المكالمة.
لكنه أشار إلى أنّ “لا أحد يعرف بالتفصيل كيف يمكن أن يتم ذلك، ولماذا يوافق بوتين عليها، إذا كان يعارض حلف شمال الأطلسي بشكل قاطع، كما يعارض بشكل واضح أي ضمانة فعّالة لسيادة أوكرانيا”.
وأوضح المصدر أنّ هذه المسألة قد تُطرح خلال اللقاء الذي سيُعقد بين ترامب وزيلينسكي في واشنطن الاثنين.
ومن بين القضايا “العديدة” التي يفترض أن يتمّ التطرّق إليها، تنظيم لقاء ثلاثي محتمل بين بوتين وترامب وزيلينسكي، و”دور أوروبا” في عملية السلام، والضمانات الأمنية “وفعاليتها”، إضافة إلى قضية الأراضي الأوكرانية التي تحتلها موسكو.
ووفق المصدر “نجح بوتين في دفع فكرة أن يتخلى الأوكرانيون عن إقليم دونباس” الواقع في شرق البلاد، الأمر الذي يعارضه زيلينسكي.
وتسعى أوكرانيا منذ فترة طويلة للانضمام إلى الناتو، لكن ترامب رفض هذا الاحتمال بعد عودته إلى البيت الأبيض.
وتطالب كييف بـ”ضمانات أمنية” قوية لمنع روسيا من مهاجمتها مجددا، بعد وقف إطلاق النار على الجبهة.
من جهتها، تعارض موسكو انضمام كييف إلى حلف شمال الأطلسي الذي تقول إنّه يشكل تهديدا وجوديا لأمنها.

شروط بوتين
وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة فايننشال تايمز اليوم السبت أن بوتين طالب بانسحاب أوكرانيا من منطقة دونيتسك كشرط لإنهاء الحرب، لكنه أبلغ نظيره الأميركي بإمكانية تجميد بقية خط المواجهة إذا تمت الاستجابة لمطالبه الرئيسية.
ونقلت الصحيفة عن 4 مصادر مطلعة القول إن بوتين قدّم هذا الطلب خلال اجتماعه مع ترامب في ولاية ألاسكا أمس الجمعة.
وأضافت الصحيفة أن بوتين أعلن أنه سيجمد خطوط المواجهة في منطقتي خيرسون وزاباروجيا الجنوبيتين مقابل السيطرة على دونيتسك.
ويعتمد الأمن المشترك في إطار حلف شمال الأطلسي على المادة الخامسة من معاهدته، والتي تنص على أنه “إذا تعرض أحد أعضاء الحلف لهجوم مسلح، فإن هذا العمل سيعتبر بمثابة هجوم ضد جميع الأعضاء وعليهم اتخاذ التدابير التي يرونها ضرورية لمساعدة الحليف الذي تعرض للهجوم”، ويبلغ عدد الدول الأعضاء في الحلف العسكري 32.