تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي شن غارات مكثفة على مناطق متفرقة من قطاع غزة منذ فجر اليوم الأحد، مما أسفر عن استشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين، في وقت حذرت فيه وزارة الصحة بغزة من قرب انهيار النظام الصحي بالكامل خلال الساعات المقبلة بسبب نفاد الوقود.
وأفادت مصادر طبية في مستشفيات غزة بأن إجمالي عدد الشهداء منذ ساعات الفجر تجاوز الـ20 جراء الغارات الإسرائيلية المتواصلة على مختلف مناطق القطاع.
وبعد ظهر اليوم، قالت صحة غزة إن قصف الاحتلال الإسرائيلي أدى إلى استشهاد 108 شخصا وإصابة 393 خلال الساعات الـ24 الماضية.
وأفاد مجمع ناصر الطبي بانتشال جثماني شهيدين إثر قصف إسرائيلي على منطقة معن شرقي خان يونس جنوبي قطاع غزة.
وقال مصدر طبي في الهلال الأحمر الفلسطيني إنه تم انتشال 9 مصابين جراء قصف إسرائيلي استهدف حي الجرن في جباليا البلد شمالي القطاع.
كما أفاد مصدر طبي في مستشفى الشفاء باستشهاد فلسطينييْن اثنين وإصابة آخرين جراء قصف استهدف أيضا جباليا البلد.
وفي حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، أكد مصدر طبي بالمستشفى المعمداني استشهاد فلسطيني على الأقل وإصابة آخرين جراء قصف جوي إسرائيلي على الحي المكتظ بالسكان.
وأعلن مصدر طبي في مستشفى شهداء الأقصى استشهاد فلسطيني وإصابة آخرين جراء قصف جوي على جنوب مدينة دير البلح وسط القطاع.
عشرات الشهداء والمصابين
من جهتها، أعلنت وكالة الصحافة الفلسطينية (صفا) عن استشهاد طفلة فلسطينية صباح اليوم متأثرة بجروحها التي أصيبت بها في قصف إسرائيلي سابق استهدف مدينة خان يونس جنوبي القطاع.
كما ذكرت الوكالة أن فلسطينيا استشهد وأصيب آخرون جراء نيران جيش الاحتلال قرب مركز مساعدات تابع للشركة الأميركية (مؤسسة غزة الإنسانية) في محور نتساريم وسط القطاع.
وأضافت الوكالة أن 4 فلسطينيين آخرين استشهدوا وأصيب العشرات بنيران الاحتلال قرب مركز مساعدات آخر تابع للشركة ذاتها غربي مدينة رفح، في وقت تواصل فيه القوات الإسرائيلية عملياتها العسكرية بالمدينة.
وفي منطقة المواصي غربي خان يونس استشهد 5 فلسطينيين -بينهم طفلتان- إثر قصف استهدف خيام النازحين الذين كانوا قد لجؤوا إلى المنطقة في وقت سابق هربا من العدوان الإسرائيلي العنيف بمناطق أخرى.
وفي شمال القطاع، أكد مصدر في مستشفى الشفاء استشهاد 8 فلسطينيين جراء قصف استهدف جباليا البلد شمالي القطاع، كما أصيب مسن وطفلة في قصف على منطقة العطاطرة ببيت لاهيا.
المستشفيات على شفا الانهيار
بدوره، حذر المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى -اليوم الأحد- من أن مستشفيات قطاع غزة تواجه أزمة إنسانية خانقة مع قرب نفاد الوقود اللازم لتشغيلها، في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي المشدد على القطاع.
وقال المتحدث في تصريح للجزيرة “كميات الوقود المتوفرة حاليا في مستشفيات غزة تكفي ليومين فقط، بعد ذلك سنواجه شللا تاما في الخدمات الصحية”.
وأضاف “ندعو المجتمع الدولي إلى الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لفتح المعابر بشكل عاجل والسماح بدخول المواد الطبية والوقود إلى غزة، لتفادي كارثة صحية وشيكة”.
وأشار المتحدث إلى أن الوضع الميداني يفاقم الأزمة الصحية، إذ إن المصابين يواجهون صعوبة بالغة في الوصول إلى المستشفيات -خصوصا في جنوب غزة- بسبب استمرار العمليات العسكرية والإغلاق الكامل للطرقات.
كما كشف أن قسم الكلى الصناعية في مستشفى شهداء الأقصى توقف عن العمل نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة التي عطلت عمل الأجهزة الطبية.
وفي تصريح له، قال مدير عام وزارة الصحة في غزة الدكتور منير البرش للجزيرة إن القطاع الصحي يواجه كارثة غير مسبوقة، محذرا من أنه “بعد 48 ساعة ستتحول مستشفيات غزة إلى مقابر بسبب نفاد الوقود”.
وأوضح البرش أن منع قوات الاحتلال إدخال الوقود هو بمثابة قطع شريان الحياة عن المستشفيات، مشيرا إلى وجود نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية.
وأضاف أن “شاحنات منظمة الصحة العالمية لا تزال متوقفة في العريش منذ أيام”، داعيا إلى إدخالها فورا.
وأكد أن خطط الطوارئ الصحية التي نفذتها الوزارة وصلت إلى الحد الأقصى، لافتا إلى أن استمرار هذا الوضع “سيؤدي إلى عجز كامل عن تقديم الرعاية الصحية للجرحى والمرضى”.
وتساءل البرش في ختام تصريحه “متى ستتحرك المنظمات الدولية والإسلامية لكسر الحصار المفروض على غزة؟”.
تصعيد عسكري مستمر
ميدانيا، أفاد مراسل الجزيرة بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي فجّرت مباني سكنية شرق مخيم جباليا شمالي القطاع، كما أطلقت مروحية إسرائيلية نيرانها على منازل في شرق مدينة غزة، في تصعيد متواصل منذ ساعات الفجر.
وتأتي هذه التطورات فيما يعيش قطاع غزة وضعا إنسانيا كارثيا في ظل الحصار المستمر ونقص الإمدادات الطبية والإنسانية، وسط تحذيرات متكررة من انهيار القطاع الصحي إذا لم يُسمح بإدخال الوقود والمستلزمات الطبية.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل بدعم أميركي إبادة جماعية في غزة، مما أسفر عن استشهاد وإصابة أكثر من 180 ألف فلسطيني -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين -بينهم أطفال- فضلا عن الدمار الواسع.