قال وليام روتو المتحدث باسم الرئيس الكيني إنه شكل لجنة للتحقيق في وفاة أكثر من 100 شخص، يعتقد أنهم من أتباع طائفة دينية، أمرهم زعيمها بالإمساك عن تناول الطعام حتى الموت.

وتفيد السلطات بأن الضحايا من أتباع طائفة تطلق على نفسها اسم كنيسة “غود نيوز” الدولية. وقالت إن زعيم الطائفة بول نثينغي ماكنزي تنبأ بأن العالم سينتهي في 15 أبريل/نيسان، وأعطى توجيهات لأتباعه بأن يقتلوا أنفسهم ليصبحوا أول من يدخلون الجنة.

وقد عُثر على جثث هؤلاء الضحايا في ما بات يعرف بـ “مجزرة غابة شاكاهولا” لكنه قد يرتفع، في واحدة من أسوأ الكوارث المتعلقة بالطوائف الدينية في التاريخ الحديث.

وتسبّب اكتشاف هذه المقبرة الجماعية، الشهر الماضي في غابة قرب بلدة ماليندي الساحلية على المحيط الهندي، بصدمة في هذا البلد الذي تدين غالبية سكانه بالمسيحية.

وأمام محكمة ماليندي مثُل القسّ ماكنزي، الذي أسس كنيسة “غود نيوز” عام 2003، والمتّهم بتحريض أتباعه على الموت جوعا “للقاء يسوع”.

وقد غصّت القاعة بأقارب الضحايا، بينما اقتاد 6 شرطيين ماكينزي و8 متهمين آخرين.

وتأكّدت حتى الآن وفاة ما مجموعه 111 أشخاص، غالبيتهم أطفال. وأجريت أولى عمليات التشريح الاثنين لجثث 9 أطفال وامرأة.

وأكد تشريح الجثث أن سبب الوفاة هو الجوع، علما بأن بعض الضحايا قضوا اختناقا، وفق السلطات.

تهم بالإرهاب والخطف والقسوة

وبعيد جلسة استماع قصيرة، تم نقل القضية إلى المحكمة العليا بمدينة مومباسا، ثانية أكبر مدن كينيا حيث سيواجه المشتبهون تهما بالإرهاب، بحسب ما أعلنت المدعية فيفيان كامباغا لوكالة الصحافة الفرنسية.

وقالت أمام المحكمة في ماليندي “هناك محكمة (في مومباسا) مخولة بالنظر في القضايا المدرجة بموجب قانون منع الإرهاب”. وطالبت بنقل القضية إلى المحكمة العليا.

وبالإضافة إلى تهم الإرهاب، سيواجه ماكينزي تهم القتل والخطف والمعاملة القاسية للأطفال من بين عدة جرائم أخرى، بحسب وثائق قضائية.

ومثل أيضا القس الثري إيزكييل أوديرو، المعروف بخطبه على شاشات التلفزيون، أمام المحكمة في مومباسا، في أعقاب توقيفه الخميس الماضي.

ويُشتبه بأنّ أوديرو ارتكب جرائم قتل والمساعدة على الانتحار والخطف والتطرف وجرائم ضد الإنسانية، وسوء معاملة الأطفال والاحتيال وتبييض الأموال.

ويشير الادعاء إلى معلومات موثوق بها تربط بين الجثث التي عثر عليها في شاكاهولا، ووفاة العديد من “الأتباع الأبرياء والضعفاء” من كنيسة “نيو لايف” التي أسّسها.

بينما أكد محام آخر للقس أوديرو يدعى كليف أومبيتا -للصحفيين، الثلاثاء- عدم وجود أدلة تربطه بالجثث في شاكاهولا. وأضاف “يجب تقديم الأدلة. هذه قضية يتوجب إثباتها”.

واحتشد عدد من أنصاره أمام المحكمة، وغنوا وصلوا واغرورقت عيون بعضهم بالدموع.

وكان ماكينزي سائق سيارة الأجرة السابق سلّم نفسه في 14 أبريل/نيسان بعدما توجهت الشرطة -بناء على معلومات- إلى غابة شاكاهولا حيث عُثر على 30 مقبرة جماعية.

ويؤكد المدعون العامون وجود صلة بين أوديرو وماكينزي، ويقولون في مستندات المحكمة إن الاثنين يتقاسمان “تاريخا من الاستثمارات التجارية” من بينها محطة تلفزيونية تُستخدم لبث “رسائل متطرفة” تستهدف أتباعهما.

انتقادات

وبرزت تساؤلات حول كيفية تمكّن ماكنزي -الذي له سجل في “التطرف”- من الإفلات من قوات الأمن رغم شهرته، ودعاوى قانونية سابقة بحقه.

فقد انتقد بعض البرلمانيين أجهزة الأمن، واتهموها بالتقاعس كونها لم تحرك ساكنا لمنع ما حدث بغابة شاكاهولا، خاصة بعد إلقاء القبض على ماكنزي في وقت سابق من العام الجاري بشبهة قتل طفلين بتجويعهما وخنقهما، قبل أن يتم إطلاقه بكفالة.

ورفض محاميان يدافعان عنه الإدلاء بتعليق. وسيمْثل ماكنزي و17 متهما معه أمام محكمة بمدينة مومباسا الساحلية، اليوم الجمعة.

ولم يعلق ماكنزي، المحتجز لدى الشرطة، علانية على الاتهامات الموجهة إليه. كما أنه لم يطالَب بالدفاع عن نفسه ضد أي تهمة جنائية.

شاركها.
Exit mobile version