حسن الهيئة وضحكته مميزة، لكن كلما ضحك أو ابتسم وجد تنمراً وتعليقات ساخرة، وبدلاً من أن يطلقوا عليه «يابو ضحكة جنان» يسخرون منه ويقولون له «يا بو ضحكة سوداء»!
هذه التعليقات سببها أن أسنانه أصابها التسوس وصبغت باللون الأصفر القاتم الذي لم ينفع معها كل معاجين الأسنان، على الرغم من أن الفرشاة والمعجون لا تفارقان جيبه، كل ذلك لأنه من هواة ومدمني القهوة والشاي والكاكاو ومدخن شره، وهذه المشكلة ليست حصراً في صاحبنا، لكنها تظهر لدى الكثير من مدمني السجائر ومحبي القهوة والكاكاو بسبب خواصها الكيميائية.
لكن ما الحل في المحافظة على نصاعة الأسنان، وفي الوقت نفسه، المداومة على القهوة والكاكاو والشاي والتدخين؟
عليكم باللبان والنعناع!
هذا السؤال حملناه إلى استشاري طب الأسنان الدكتور منير حامد هرساني، الذي قال: القهوة والشاي يحتويان على الكافيين ومادة التانين والبوليفينولات، التي تؤدي إلى تآكل الطبقة الخارجية للأسنان وتلونها وزيادة خطر تكوّن التسوس، فتناول القهوة والشاي بشكل معتدل لا يسبب ضرراً كبيراً على الأسنان، فيما يتسبب النيكوتين الموجود في السجائر بمضاعفات خطرة على صحة الإنسان ومنها إصابة اللثة والأسنان واضطرابات في الدورة الدموية ما يجعل أنسجتها لا تتلقى العناصر الغذائية الضرورية ولا الأكسجين، ما يؤدي هذا النقص إلى تسوس وتفاقم مسام الأسنان وتلف اللثة؛ لذا ينصح بعدم المبالغة في المداومة عليها واتباع بعض الإجراءات الوقائية؛ منها: شرب الماء بعد تناول القهوة أو الشاي للمساعدة في شطف البقايا وتقليل تأثيرها على الأسنان، وتنظيف الأسنان بفرشاة ناعمة ومعجون يحتوي على مواد تبييض لإزالة البقع، مع تقليل تناول القهوة والشاي بما لا يزيد على ثلاثة أكواب في اليوم الواحد، ومحاولة شرب القهوة والشاي عبر أنبوب (قصبة) أو استخدام أكواب ذات أغطية للحد من ملامسة السوائل للأسنان، وتقليل تركيز القهوة، وتذوق حلوى النعناع، أو مضغ اللبان الخالي من السكر لتنظيف الفم وتنشيط اللعاب وتقليل تراكم البكتيريا، وزيارة طبيب الأسنان بانتظام للتأكد من صحة الأسنان واللثة.
الليمون والفحم.. ولكن
استشاري طب الأسنان هرساني، أشار إلى أن التسوس نتيجة تراكم البكتيريا على الأسنان وتفاعلها مع السكريات الموجودة في الطعام والشراب لإنتاج حمض يهاجم طبقة المينا في الأسنان، ومع ذلك يجب ملاحظة أن القهوة قد تساهم في زيادة خطر التسوس بشكل غير مباشر عن طريق عوامل أخرى؛ منها: إضافة السكر الذي يسبب تفاعلاً بكتيرياً مع السكريات الموجودة في الشراب، وكذلك إضافة الحليب والكريمة التي من الممكن أن تتسبب في ارتفاع محتوى اللاكتوز في المشروب؛ ولذلك دائماً ننصح هواة شرب القهوة والشاي والكاكاو بتناولها بشكل معتدل دون إضافات للسكر مع تنظيف الأسنان مع أهمية الابتعاد نهائياً عن التدخين كونه مضراً بصحة الإنسان وقاتلاً له. ويشير الاستشاري هرساني، إلى أن استخدام الماء والليمون لتنظيف الأسنان يعتبر تقنية شائعة لكنه غير موصى به، على الرغم من إعطاء الإنسان شعوراً بالانتعاش والنظافة، لكنه في الوقت نفسه ضار على صحته على المدى البعيد نتيجة الحموضة التي يتركب منها الليمون (حمض الستريك) فهذا الحمض يمكن أن يؤدي إلى تآكل طبقة المينا الخارجية للأسنان، ما يجعلها أكثر عرضة للتسوس والحساسية، ويجعلها أكثر هشاشة وعرضة للكسر، ويتسبب أيضاً في تلونها خصوصاً مع استمرارية استخدامها؛ لذا يُفضل تجنب استخدام ماء اليمون لتنظيف الأسنان. ويحذر طبيب الأسنان هرساني الأشخاص الذين يستخدمون رماد الفحم لتبييض أسنانهم، وقال: نعم هو نوع من العلاج الطبيعي الذي يلجأ إليه البعض، ومع ذلك يجب أن يتم التعامل معه بحذر وبطريقة صحيحة فاستخدام رماد الفحم له تأثير ميكانيكي، إذ يعمل كمادة احتكاك لفرك الأسنان، لكنه في الوقت نفسه له تأثير سلبي على المينا الخارجية للأسنان ويؤدي إلى تآكلها، ونتائجها مؤقتة وتتلاشى بمرور الوقت، ولها تأثيرات جانبية إذ تهيج اللثة والأنسجة المحيطة بالأسنان وتتسبب في تراكم الرماد في الفجوات والتجاويف بين الأسنان فيصعب إزالته؛ لذلك يُنصح بالحذر عند استخدام رماد الفحم لتبييض الأسنان والتأكد من عدم استخدامه بكميات كبيرة أو بشكل متكرر، والأفضل تركه وزيارة طبيب الأسنان.
احتسِها بـ «القصبة»
يقول طبيب الأسنان الدكتور فارس الكنج، إن تأثير القهوة على الأسنان يتمثل في نقاط عدة تشمل تصبغات الأسنان، فالقهوة تحتوي على مادة التانين (Tannins)، التي تتحطم في الماء وتسمح للون القهوة أن يلتصق بالأسنان ما يعطيها اللون الأصفر، ويمكن لفنجان واحد من القهوة يومياً القيام بذلك، مشيراً إلى أن القهوة تعد من المشروبات عالية الحمضية التي تعمل على إضعاف مينا الأسنان ما يجعلها أكثر عرضة للإصابة بالتسوس،؛ لذلك ينصح عادة بشرب كأس من الماء بعد كل فنجان قهوة، وتنظيف الأسنان بعد مرور 15 دقيقة من إنهاء شرب فنجان القهوة، لإعطاء مينا الأسنان الوقت الكافي ليزداد صلابة.
وأوضح طبيب الأسنان الكنج، أن مادة الكافيين الموجودة بالقهوة تتسبب في تقليل نسبة اللعاب في الفم؛ لذلك يتسبب شرب القهوة بالنفس السيئ والرائحة الكريهة للفم، مع تسببها بزيادة التوتر للإنسان عند تناولها بكميات كبيرة والإصابة بالتوتر ما يؤدي إلى مضار عدة منها: حدوث صرير للأسنان يؤدي إلى تدمير مينا الأسنان، مع جفاف بالفم المسبب لزيادة البكتيريا وبالتالي ظهور التسوس. ويشير الدكتور الكنج، إلى أهمية المداومة على زيارة الطبيب كل ستة أشهر، واستخدام خيط الأسنان للتخلص من الترسبات، والحرص على شرب القهوة بالقصبة «المصاص» الذي يبدو أكثر شيوعاً عند تناول القهوة المثلجة إلا أنه يمكن تطبيق ذلك للقهوة العادية أيضاً، مع شرب القهوة سريعاً دون إبطاء، فالاستغراق في شرب القهوة وقتاً طويلاً يؤدي إلى إصابة الأسنان بالتسوس، نتيجة ركود وزيادة تركيز مادة القهوة.
وينصح الدكتور الكنج، هواة القهوة والكاكاو والشاي بمضغ العلكة الخالية من السكر للتخلص من ترسبات الأسنان والأحماض العالقة.
أخصائي تقويم الأسنان الدكتور خالد شيبان، يرى أن أفضل علاج لتجنب إصابة الأسنان بالتسوس أو الصبغة الرمادية الداكنة، هو التقليل من شرب القهوة والكاكاو مع محاولة شربها بمصاص لتقليل الاتصال بين مادة القهوة والكاكاو والأسنان، والتنظيف بعد تناول القهوة بما لا يتجاوز عن نصف ساعة، وشرب الماء مع المضمضة والمداومة على تنظيف الأسنان ومراجعة الطبيب لإزالة أي صبغات فيها. واتفق أخصائي تقويم الأسنان الدكتور شيبان، مع زميله الدكتور هرساني، في التحذير من استخدام الليمون والبرتقال وزاد الأناناس في تنظيف الأسنان لاحتوائها على نسبة حموضة عالية، وقال: إن الإفراط فيها قد يسبب تقرحات، موضحاً أن ظهور أسطح خشنة على طبقات الإنسان هو نتيجة تراكم البكتيريا لعدم المداومة على تنظيفها باستمرار من المادة التي تحتويها القهوة والكاكاو الشاي والتي يسبب المداومة على شربها تصبغ للأسنان؛ لذلك ينصح دائماً بعدم الافراط والاكتفاء بما لا يزيد عن خمسة فناجين يومياً.
وينصح طبيب الأسنان شيبان، هواة شرب القهوة، بتناولها من خلال مصاص حتى لا يتأثر التقويم والأسنان وفي الوقت نفسه لا تتغير ألوان أسنانه بسبب الصبغات التي عادة تطلي الطبقات الخارجية والداخلية للأسنان وينتج عنها تسوس وتلون للأسنان.
فناجين تكفي