محادثات الترويكا الأوروبية وإيران: تحديات وآفاق

تجتمع اليوم (الجمعة) الدول الأوروبية الثلاث، المعروفة بالترويكا الأوروبية، مع إيران لمناقشة البرنامج النووي الإيراني، في ظل تهديدات بإعادة فرض العقوبات الأممية على طهران. تأتي هذه المحادثات في وقت حرج حيث يزداد التوتر بين الأطراف المعنية حول مستقبل الاتفاق النووي.

خلفية تاريخية وسياسية

في عام 2015، توصلت إيران إلى اتفاق نووي مع مجموعة “51”، التي تضم الولايات المتحدة والصين وروسيا إلى جانب الترويكا الأوروبية. نص الاتفاق على فرض قيود صارمة على برنامج إيران النووي مقابل رفع تدريجي للعقوبات الاقتصادية. ومع ذلك، انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق في عام 2018 تحت إدارة الرئيس دونالد ترامب، مما أدى إلى تصاعد التوترات وزيادة الضغوط على الأطراف الأخرى للحفاظ على الاتفاق.

التحديات الحالية

أفاد مصدر أوروبي بأن الأوروبيين يستعدّون لتفعيل آلية إعادة فرض العقوبات إذا لم يتم التوصل إلى حل تفاوضي مع إيران. ودعا المصدر الإيرانيين إلى استئناف تعاونهم مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لضمان الشفافية والامتثال للالتزامات الدولية.

من جهتها، اعتبرت الخارجية الإيرانية أن اجتماعها مع الترويكا الأوروبية يمثل فرصة لاختبار واقعيتها وتصحيح نظرتها بشأن الملف النووي. وأعربت عن أملها أن تستفيد بريطانيا وفرنسا وألمانيا من الاجتماع لتعويض مواقفها السابقة التي وصفتها بغير البناءة.

الموقف الإيراني

وصف نائب وزير الخارجية الإيراني كاظم غريب آبادي اللجوء إلى آلية “سناب باك” بأنه غير قانوني تمامًا، مشيرًا إلى أن الدول الأوروبية أنهت التزاماتها بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق. وأكد أن إيران ما زالت تسعى لإيجاد أرضية مشتركة رغم التحذيرات المتكررة للأوروبيين من المخاطر المحتملة.

التوترات الإقليمية والدولية

تهدد إيران بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي إذا أعادت الدول الأوروبية فرض العقوبات عليها. كما تحمل وكالة الطاقة الذرية جزءًا من المسؤولية عن الضربات الإسرائيلية والأمريكية التي استهدفت أراضيها مؤخرًا. وقد علقت رسميًا كل أشكال التعاون مع الوكالة مطلع الشهر الجاري.

يأتي لقاء إسطنبول كأول اجتماع بين الطرفين منذ الهجوم الإسرائيلي الواسع النطاق على مواقع نووية وعسكرية إيرانية في يونيو الماضي، والذي أشعل فتيل حرب قصيرة الأمد تدخلت فيها الولايات المتحدة بضرب ثلاثة مواقع نووية إيرانية.

آفاق الحلول الدبلوماسية

بينما تظل الخيارات محدودة أمام الأطراف المعنية، يبقى الحوار والتفاوض السبيل الأمثل لتجنب التصعيد العسكري وضمان الاستقرار الإقليمي والدولي. وفي هذا السياق، تلعب المملكة العربية السعودية دورًا محوريًا في دعم الجهود الدبلوماسية الرامية لتحقيق توازن استراتيجي يضمن أمن المنطقة واستقرارها.

إن استمرار الحوار بين الأطراف المختلفة يعكس رغبة مشتركة في تجنب المواجهة العسكرية والسعي نحو حلول سلمية مستدامة تعزز الأمن والاستقرار العالميين.

The post إيران والترويكا الأوروبية: مواجهة حاسمة في إسطنبول appeared first on أخبار السعودية | SAUDI NEWS.

شاركها.
Exit mobile version