أفصحت وكالة «بلومبيرغ» الأمريكية أن الخلاف حول كيفية تجديد مخزون أوكرانيا المنخفض للغاية من قذائف المدفعية وأماكن شراء هذه الإمدادات تحول إلى «صدع أعمق» في أوروبا بين دول الشرق والغرب، معتبرة في تقرير لها، اليوم (الأحد)، أن انتصار روسيا في الحرب سيدفع الكثير من دول أوروبا الشيوعية السابقة لعدم الثقة بجيرانها الغربيين مجددا.

وحذرت «بلومبيرغ» من أن مشروع التكامل الأوروبي معرض برمته للخطر الداهم لأول مرة منذ سقوط جدار برلين، إذ سيتحول هذا الصدع إلى ندبة لا تمحى.

وفي هذا السياق، قال مسؤول أوروبي بارز: «الحكومات في الغرب لا تدرك أن جيرانها في شرق القارة لن يثقوا بها مجددا».

وحذرت بعض دول شرق أوروبا، التي باتت تشعر بالقلق، من أن الدول في غرب القارة، وهي الأكبر والأكثر ثراء، لا تدعم مخزونها العسكري بدرجة كافية. كما أن تلك الدول تمنع أوكرانيا من الحصول على قدرات مثل القدرات العسكرية بعيدة المدى، وفق التقرير.

وبحسب تقرير الوكالة، تتركز القضية الأساسية في الافتقار إلى الهدف الاستراتيجي. وقال وزير الخارجية الليتواني غابريلوس لاندسبرغيس، قبيل اجتماع وزاري في بروكسل: «ما تدركه غالبية دول الشمال ودول البلطيق هو أنه إذا سقطت أوكرانيا فسنكون نحن الهدف التالي». وكتب على منصة «إكس»: «الأمور لا تسير بشكل جيد. نحن كتاب مفتوح بالنسبة لخصمنا». ولفت إلى أن هناك خطوطا حمراء واضحة لعدم الالتزام، وخلافات حول تمديد المساعدات، وتفاؤلا أعمى للمخاطر المتزايدة.

ونقلت عن مسؤول آخر قوله: «إن الإحباط بين زعماء أوروبا الشرقية يزداد؛ لأنه لا يبدو أن الغرب يتعامل مع الأمر بإلحاح أكبر». وأفاد مسؤولون مطلعون للوكالة بأنه من بين الأمثلة على ذلك رفض فرنسا بجانب اليونان وقبرص مقترحاً باستخدام أموال الاتحاد الأوروبي لشراء أسلحة من تركيا (حليف الناتو)، وتزويد أوكرانيا بها. وقال مسؤول أوروبي إن الفشل في زيادة شحنات الأسلحة لن يدفع بلادهم لشراء معدات عسكرية من فرنسا.

وناقشت دول الاتحاد الأوروبي على مدار أشهر إمكانية شراء أسلحة من خارج التكتل المكون من 27 دولة، في ظل فشلها في الوفاء بتعهداتها نحو أوكرانيا لتزويدها بمليون قذيفة مدفعية بحلول الشهر القادم.

شاركها.
Exit mobile version