المناطق_واس
تستقبل معاصر الزيتون في منطقة الجوف البالغ عددها ما يقارب 30 معصرة، إنتاج أكثر من 23 مليون شجرة زيتون بالمنطقة، حيث تتم الاستفادة من وفرة الزيتون لإنتاج أكثر من 18 ألف طن من زيت الزيتون بمنطقة الجوف سنوياً بنسبة تصل إلى 67% من إجمالي الإنتاج بالمملكة.
وأوضح المركز الوطني للوقاية من الآفات النباتية والأمراض الحيوانية ومكافحتها ” وقاء”، أن الزيتون يُعد من أبرز المنتجات الزراعية التي تشتهر بها المنطقة، وتتم زراعته في أكثر من 12500 مزرعة وعدد من المشاريع الزراعية إضافة إلى عدد من الشركات الزراعية الكبرى للزيتون بأكثر من 23 مليون شجرة تنتج نحو 150 ألف طن من زيتون المائدة سنوياً وما يعادل 30% من احتياج السوق لزيت الزيتون في المملكة، حيث تعتبر منطقة الجوف سلة غذاء المملكة لتنوع المنتجات الزراعية فيها وما تتميز به من تربة خصبة ومياه جوفية، وطقس معتدل مناسب لأغلب الزراعات، فضلاً عن المهارات الزراعية المتوارثة للمزارعين من أبناء المنطقة، والتي تعمل الجهات المختصة وفي مقدمتها وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة الجوف على تنميتها وتطويرها من خلال حزم من البرامج التدريبية ومبادرات تأهيل وإرشاد ودعم المنتجين في القطاع الزراعي، بالإضافة إلى خدمات مكافحة الآفات الزراعية والتي لها الأثر الاقتصادي على المزارعين، لتثمر هذه العوامل في إيجاد بيئة إنتاج مواتية لنجاح زراعة العديد من أنواع الاشجار المثمرة وطيف واسع من المحاصيل والمنتجات الزراعية بالمنطقة.
و دخلت الجوف موسوعة جينيس للأرقام القياسية العالمية منذ عام 2018 ، باحتضانها أكبر مزرعة حديثة لزراعة الزيتون في العالم تحتوي على أكبر عدد من أشجار الزيتون في بستان واحد حيث حصلت شركة الجوف للتنمية الزراعية على شهادة موسوعة جينيس للأرقام القياسية في حجم المساحة والإنتاج، بحوالي 5 ملايين شجرة زيتون، تنتج سنوياً 33 ألف طن من ثمر الزيتون، و 5500 طن من الزيت.
وقال رئيس مجلس إدارة الجمعية التعاونية متعددة الأغراض بالجوف محمد بن عبدالله الزقروطي إن معصرة الجمعية بدأت باستقبال ثمار الزيتون منذ عدة أيام، حيث تمر عملية عصر الزيتون واستخلاص أجود أنواع الزيت بعدة مراحل، وإثر قطفه من الأشجار، تبدأ المعاصر باستقبال الزيتون من المزارع، ووضعه في الأحواض، ليدخل بعدها مرحلة تسييره على الخطوط لإزالة الشوائب والعوالق والأغصان، ثم الغسيل الذي يستغرق بضع دقائق، وفصل لب الزيتون عن النوى، وبعدها ينتقل إلى مرحلة الطحن والعجن لفترة تتجاوز نصف ساعة، ثم يتم بعد ذلك فرز الزيت عن الشوائب والماء وتعبئته في عبوات متفاوتة الأحجام تطرح للمستهلكين في الأسواق الداخلية والخارجية، كما يستفاد من بقايا الزيتون بعد عصره في صناعات متنوعة منها الفحم والصابون الزيتي الطبي.
وأوضح أمين منطقة الجوف رئيس اللجنة العليا لمهرجان زيتون الجوف الدولي عاطف بن محمد الشرعان، أن زيت الزيتون وزيتون المائدة تسجل حضوراً دائماً في مهرجانات منطقة الجوف ومن أبرزها مهرجان الزيتون الدولي الذي أصبح بمثابة أيقونة للمنطقة ومزاياها الزراعية والسياحية وفعالياتها، فضلاً عن حضور نماذج مصغرة من معاصر الزيتون بالجوف في المهرجانات بمختلف أرجاء الوطن، ومنها مهرجان الجنادرية الذي شهد مشاركات متعددة لأبناء المنطقة بإحضار معصرة مصغرة للزيتون تحاكي المعاصر الضخمة التي تعمل في منطقة الجوف، ليتم عصر الزيتون واستخلاص الزيت مباشرة أمام زوار الجنادرية.
ويشير بعض المهتمين إلى دخول معاصر الزيتون الحديثة إلى منطقة الجوف قبل ما يقارب 4 عقود، وصادفت حينها قبولاً وسط العديد من المزارعين، كما لعبت دوراً في تحفيز نمو زراعة الزيتون وتعزيز العائد الاقتصادي من منتجات قطاع الزيتون المتنوعة التي باتت اليوم تشمل إلى جانب الزيت زيتون المائدة، وورق الزيتون وشامبو الشعر والصابون والفحم والعلف الحيواني وغيرها من الصناعات التحويلية والمشتقات، لتصبح المعاصر عنصراً أساسياً ضمن ركائز صناعة الزيتون ومنظومة الأمن الغذائي في منطقة الجوف والمملكة.
من جانبه أبان عالم الأبحاث الطبية الدكتور فهد الخضيري أن منطقة الجوف هي سلة غذاء المملكة حيث تميزت بمنتجات زراعية متعددة من أبرزها الزيتون وزيت الزيتون، مشيراً إلى أنه يرصد حالياً تطور المشاريع وتسارعها بوتيرة تواكب رؤية المملكة 2030 بحيث يضم المشروع الواحد 3 ملايين شجرة والآخر مليون شجرة، وأضاف أن هذه الملايين من أشجار الزيتون بالمنطقة ستكون رافداً للأمن الغذائي في المملكة والأسواق المجاورة، مشيراً إلى أن شعار صنع في السعودية سيحلق بعيداً حاملاً اسم الجوف وزيت زيتون الجوف.
وفي السياق ذاته أشارت هيئة الغذاء والدواء إلى أن زيت الزيتون يأتي على 5 أنواع منها زيت الزيتون البكر قطفة أولى الذي يتم الحصول عليه من أول عصرة لثمرة الزيتون، مبينة أنه أفضل أنواع زيت الزيتون من ناحية الجودة والقيمة الغذائية، ويستخدم في التتبيل والطبخ ، بالإضافة إلى زيت الزيتون البكر الممتاز، وجودته وقيمته الغذائية أقل من النوع الأول، ويستخدم في التتبيل والطبخ، وزيت الزيتون البكر العادي، ويعد من الزيوت المكررة وهو أقل قيمة غذائية من النوعين، ويستخدم لأغراض التتبيل والطبخ والقلي العميق، وزيت الزيتون المكرر الذي تستخدم الحرارة لاستخلاصه، ويناسب التتبيل والطبخ والقلي العميق، وكذلك الزيت المتبقي (ثفل الزيتون) الذي يعد أقل أنواع زيت الزيتون جودة وقيمة غذائية، ويستخدم للتتبيل والطبخ والقلي العميق.
وكانت الهيئة قد أجرت في وقت سابق دراسة حول سلامة وجودة منتجات زيت الزيتون المصنعة في مناطق الإنتاج بالمملكة، وتم جمع عينات من شركات ومصانع وبعض معاصر زيت الزيتون في منطقة الجوف، وتحليلها في المركز الوطني لرصد الملوثات بالأغذية حيث أظهرت النتائج أن العينات مطابقة للمواصفات السعودية والخليجية والدولية وصالحة للاستخدام الآدمي من حيث السلامة والجودة.