المناطق_واس

يشهد موسم حصاد نبات الذرة في منطقة عسير، هذه الأيام إقبال الكثير من الأهالي والسياح على تناول الأكلات الغذائية الطازجة والمتنوعة مباشرة من محاصيل أشهر أنواع الحبوب البلدية في فصل الخريف في منطقة عسير ، حيث تحمل هذه الأكلات العديد من المسميات التي تختلف من منطقة إلى أخرى ، ولها مدلولات كثيرة،وقيمة غذائية مفيدة.

وتأتي أكلات الصعيف “شوي أكواز الذرة الطرية”، والفيد ” غلي الأكواز في مقدمة تلك الوجبات الغذائية المشهورة لدى مزارعي المنطقة. الباحث والمهتم بالتقويم الزراعي في منطقة عسير الدكتور عبدالله علي الموسى أوضح في حديثه لهيئة وكالة الأنباء السعودية “واس”، أن نبات الذرة تبدأ زراعته في أواخر الربيع ” الصيف في عرف أهل المنطقة “وأفضل موسم لها موسم الثريا وهي ” قران حادي ” وتسمى في عرف أهل المنطقة ” مذاري الكفوف “ذلك أنهم يجعلون كفوفهم على الشفق وقت الغروب ليتراءوا نجم الثريا يقول راجزهم : مذاري الكفوف … تملأ الرفوف كنايةً عن غزارة إنتاج الذرة إذا زُرِعَت في هذا الوقت .

ويشير الموسى إلى أن أنواع الذرة المعروفة في السروات هي :الصفراء ، القشاشي ، الخيواني ، ومدة زراعتها ستة أشهر في الغالب، وهناك نوع يسمى “الحمري “ولونه أحمر.

وفي جهات أخرى من المنطقة يطلق على الذرة الصفراء :أبو شوكة ، والخيواني البيضاء ، والحمري الحشوي ،وقال في مثل هذه الأيام يتم حصاد الذرة الرفيعة في جبال السروات في منطقة عسير وما جاورها وقبل حصادها كان أهلنا الأولون يقومون بغلي بعض أكواز الذرة ويتناولونها وجبة يسدون بها جوعهم ومنهم من يشويها على الجمر وتسمى حميص ونظرًا لأن الذرة لا تعمر، إذ لا يتجاوز عمرها العام ثم يدخلها السوس وحفاظًا عليها يقومون بغلي أكوازها وهي ما زالت خضراء ثم يحتفظون بحبها ويسمونه” فيِّد”وهذا النوع يعمر فترة طويلة لأن حبته تكون صلبه فلا يدخلها السوس إلا أنها لا تستخدم إلا غلية أو عصيدة ولا تصلح للخبز، وللحفاظ على حب الذرة يقومون بدفنها في المدافن وهي عبارة عن خزانات أرضية تنحت في الصخر الجيري ويدفن فيها حب الذرة ويمكث أعواماً عديدة دون أن يدخله السوس، ويقومون بإخراجه وقت الحاجة ويعد صوامع غلال في زمنهم وتستخدم الذرة خبزاً وعصيد وغلية، إذ تغلى ويتم إعطاؤها للرعاة والمسافرين لسهولة حملها وتخزينها.

وخلال جولة هيئة وكالة الأنباء السعودية “واس” في عدد من مزارع الذرة بمنطقة عسير أوضح المزارع مسفرالوادعي (65 عامًا)أن الزراعة تعد أهم الحرف الأساسية التي ما زال الأهالي يمارسونها، لا سيما زراعة الحبوب، خاصة محاصيل الذرة والقمح والشعير التي تمر زراعتها وحصدها بعدة مراحل تبدأ بتهيئة تربة المزرعة ( الجربة) بحرثها وتسميدها وبذرها، ومن ثم حمايتها وسقيها إلى أن يتم حصد محاصيلها وتخزينها أو بيعها. ويشير الباحث في المركز الوطني للوقاية من الآفات النباتية والأمراض الحيوانية ومكافحتها “وقاء” المهندس الزراعي حسن بن عمير الوادعي أن نبات الذرة يتكون من جذور ليفية كثيفة وكثيرة وساق ذي عقد وسلاميات وأوراق شريطية ذات أغماد أي أن لكل ورقة غمد ونورات خليطة ذكرية وأنثوية وينتمي هذا النوع من الذرة للعائلة النجيلية Graminae ذوات الفلقة الواحدة.



تم نسخ الرابط

شاركها.
Exit mobile version