المناطق_أبها
في جبال عسير الخلابة، حيث تتعانق الطبيعة بجمالها مع عبق التاريخ، وُلدت فكرة جمعية البن كحلم يُلامس تطلعات مجتمع يعشق الأرض والزراعة. تلك المنطقة التي عُرفت بمزارعها الغنية وأشجارها المميزة، استحقت أن تكون موطنًا لجهدٍ جماعي يهدف إلى الحفاظ على هذا الإرث وتطويره.
بدأت القصة حين اجتمع مجموعة من المزارعين والمهتمين بالقهوة المحلية لتشكيل رؤية موحدة تسعى إلى النهوض بالقطاع الزراعي، وتحقيق الاستدامة الاقتصادية، وتحويل زراعة القهوة إلى رمز من رموز الهوية الوطنية. كانت هذه البداية خطوة أولى في رحلة طموحة مليئة بالتحديات والإمكانات التي تستحق الاستكشاف.
البداية: تأسيس الجمعية
في أكتوبر عام 2022م، تأسست جمعية البن في منطقة عسير كأول كيان متخصص في خدمة مزارعي القهوة في المنطقة. كان الهدف الأساسي هو تقديم الدعم الفني والتدريبي للمزارعين، وإعادة تأهيل الأراضي الزراعية، وتحسين جودة المحاصيل من خلال تبني أفضل الممارسات الزراعية.
التحديات والإنجازات
لم تكن الرحلة خالية من التحديات. واجهت الجمعية نقصًا في الموارد، وضعفًا في البنية التحتية، وتفاوتًا في مستوى المعرفة الزراعية بين المزارعين. ولكن بروح التعاون والإصرار، استطاعت الجمعية أن تتجاوز تلك العقبات وتحقق إنجازات ملموسة.
أبرز الإنجازات:
1.تدريب أكثر من 700 مزارع على تقنيات الزراعة الحديثة.
2.استصلاح العديد من الأراضي المهملة وزراعتها بأشجار القهوة.
3.إطلاق شراكات استراتيجية مع جهات محلية ودولية لتسويق القهوة السعودية عالميًا.
القهوة السعودية: من المحلية إلى العالمية
تحت شعار “قهوة سعودية بروح أصيلة”، سعت الجمعية إلى إبراز القهوة المحلية كمنتج عالي الجودة يحمل بصمة ثقافية مميزة. وبفضل دعم الحكومة والمجتمع، أصبحت القهوة السعودية جزءًا لا يتجزأ من الهوية الوطنية، تُقدَّم في المحافل المحلية والدولية كمثال على التميز الزراعي والثقافي.
الرؤية المستقبلية
تمتد طموحات الجمعية إلى ما هو أبعد من الإنتاج الزراعي. تسعى الجمعية إلى تحويل عسير إلى مركز رئيسي لصناعة القهوة في الشرق الأوسط، من خلال:
•إنشاء مصانع متخصصة في معالجة القهوة.
•تطوير البنية التحتية لدعم زراعة القهوة وتسويقها.
•تعزيز السياحة الزراعية وربطها بالثقافة المحلية في المنطقة.
رسالة إلهام
قصة جمعية البن في منطقة عسير ليست مجرد حكاية نجاح، بل هي شهادة حية على ما يمكن تحقيقه عندما يجتمع الشغف بالإرادة. إنها قصة مجتمع اجتمع لتحقيق حلم مشترك، لينبض بالحياة في مزارع عسير مع كل شجرة قهوة تنمو وكل كوب قهوة يُقدَّم بفخر.
ختامًا:
جمعية البن في منطقة عسير ليست فقط منظمة، بل هي رمز لثقافة وإرث يستحق الفخر. ومع استمرار الجهود، تُكتب فصول جديدة من هذه القصة، تُلهم الأجيال القادمة للإيمان بأحلامهم والعمل من أجل تحقيقها، لتبقى القهوة السعودية أيقونةً تتحدث عن أصالة الوطن وكرم أرضه.