المناطق_واس
تنشط الأسواق الشعبية في منطقة الباحة خلال ليالي شهر رمضان، موفرة تجربة تسوق فريدة، وسط إقبال كبير من الأهالي والزوار من داخل المنطقة وخارجها، الذين يقصدونها للتسوق والاستمتاع بالأجواء الرمضانية التي تجمع بين التراث والتقاليد وملامح الحياة العصرية.
ويشهد سوق الخميس في الباحة، مهرجان ليالي رمضان الثاني، الذي أطلقته أمانة المنطقة، ويجمع بين التراث الأصيل بحداثة المدينة العصرية، والمأكولات الشعبية القديمة وعروض الطبخ الحيّ بأصنافه المتنوّعة، التي تقدّمها البسطات والعربات المُنتشرة على جانبَي المهرجان.
وفي سوق الثلاثاء بمحافظة المخواة دشنت بلدية المحافظة فعالية “بسطة خير السعودية” تنافست فيها الأسر المنتجة في تقديم المأكولات الشعبية، إلى جانب أعمال حية للحرف اليدوية، والعديد من البرامج الترفيهية للأطفال لتنمية مهاراتهم.
وأطلقت بلدية محافظة بلجرشى في سوق السبت فعالية “قناديل بلجرشي 4” التي تهدف إلى إحياء ليالي رمضان، بمشاركة واسعة من الجهات الحكومية والأهلية في المحافظة، حيث يُعد السوق من أشهر أسواق المنطقة، الذي يعود تاريخه إلى ما يزيد عن مئة عام، ويقع في مكان متسع من الأرض تحيط به الدكاكين الصغيرة ذات الطابع التراثي والمخصصة لبيع القماش والحُلي والعطور ولوازم النساء، إلى جانب بيع أنواع من الجنابي والسكاكين.
وأوضح أحد مرتادي الأسواق الشعبية علي الزهراني أن الأسواق الشعبية تقام على أيام الأسبوع وتسمى باسم اليوم الذي تعقد فيه، كسوق الثلاثاء في المخواة وسوق السبت ببلجرشي وسوق الخميس في الباحة وسوق ربوع قريش التاريخي، وسوق رغدان، مشيرًا إلى أن هذه الأسواق مشهورة بالبضائع والسكان البائعين من تهامة والسراة والبادية، خصوصًا سوق الخميس، مضيفًا أن السوق لا يقتصر فقط على الجانب الاقتصادي، بل يمتد للجوانب الثقافية والاجتماعية والإعلامية.
وبين عبدالاله الغامدي من جانبه أن هذه الأسواق تتميز بتنوع معروضاتها، التي تشمل المنتجات والمستلزمات التراثية القديمة والمأكولات والمشروبات الشعبية التقليدية، والحرف اليدوية، والنباتات العطرية مثل الكادي والريحان، إلى جانب السمن والعسل البلدي وأنواع البخور، والسلع المصوغة والمنسوجة، بالإضافة إلى الملابس التراثية وعدد من المشغولات اليدوية، التي يمتهن صناعتها الحرفيات أمام زوار السوق، مضيفًا أن أصوات الباعة تُضفي أجواءً مفعمة بالحيوية.
وتُعدّ الأسواق الشعبية في المنطقة والمحافظات التابعة لها جزءًا من الهوية الثقافية والاجتماعية للمنطقة، التي تحتفظ بمكانتها بصفتها مراكز تجمع بين التراث والتجارة، وفرصة لتبادل الأحاديث وإحياء العادات الرمضانية، وتعزيز النسيج الاجتماعي.
