المناطق_واس
تشهد فعاليات ومهرجانات محافظة الأحساء، حضور الحرف اليدوية كأبرز الصناعات المتوارثة بين الأجيال، التي ارتبطت بطبيعة وبيئة واحة الأحساء، ومن أشهرها: صناعة الخوصيات، والفخار، والنجارة، والحدادة، والحياكة، والخبز.
وتسجل ساحة الحرفيين في مهرجان تمور الأحساء المصنعة بنسخته العاشرة، تحت شعار “تمرنا من خير واحتنا”، حضورًا ملفتًا من داخل المملكة، ومن دول الخليج العربية.
وتضم الساحة سلسلة أركانًا متنوعة، يستعرض فيها الحرفيين 40 حرفة يدوية ويقدمون فيها منتجاتهم بأشكال وألوان وأحجام متعددة، تستقطب الزوار وتلقى اهتمامهم، حتى أصبحت هذه الساحة من أبرز معالم المهرجان.
وأوضح عدد من الحرفين والحرفيات في حديثهم لهيئة وكالة الأنباء السعودية أن هذه المهن الحرفية توارثوها من الآباء والأمهات والأجداد والجدات، واكتسبها بعضهم بالتعلم والتدرب كحرفة للكسب أو كهواية يمارسها في أوقات الفراغ، مشيرين إلى أن هذه الحرف تفتح أيضًا نوافذ اقتصادية رحبة في تسويق المنتجات إلى كثير من أبناء المنطقة الذين يفضلون اقتناءها في منازلهم أو مزارعهم أو مخيماتهم.
وأبانت الحرفية ضحى أخضر، أنها تخصصت في “فن المكرميات”، أو ما يسمى بـ “فن العقدة” وأنه سمي بذلك لاستخدام العقد اليدوية للخيوط القطنية في صناعة المنسوجات وعدم استخدام الإبرة، مشيرة إلى أن هذا الفن تطور مع مرور الزمن؛ ليدخل في العديد من الصناعات، منها شباك الصيد، والكراسي المعلقة، والحقائب، والميداليات، والتعليقات، وبعض المستلزمات المنزلية، لافتةً النظر إلى مشاركتها في العديد من المهرجانات والفعاليات، وكذلك تدريبها لعددٍ من المهتمات في هذا المجال.
وأفاد النحات عبد الهادي الفرحان، أنه يهوى النحت على الأخشاب والرمال، وصناعة المجسمات الخشبية، مثل الطيور والخيول والمناظر وغيرها، مستخدمًا أنواعًا متعددة من الأخشاب، أبرزها أخشاب أشجار الصفصاف، مشيرًا إلى أنه تعلم هذه الهواية منذ سنوات، ويسعد في صناعتها، خاصة عندما تحظى بإعجاب الآخرين.
وبين الحرفي عباس الحمود الذي يعمل في صناعة المجسمات منذ أكثر من 20 سنة، أنه يقوم بعمل مجسمات للبيوت القديمة والحديثة، بعد مشاهدتها في الواقع أو عبر الصور، مشيرًا إلى أنه يمارس هواية النحت على الأخشاب والرسم.
فيما يمارس حسين الغراش، صناعة الفخار التي تعلمها من والده منذ سنوات، والتي تعتمد على نوعية خاصة من التربة (الطين)، بعد استخراجها من باطن الأرض من بلدة الشعبة بالأحساء من عمق ستة أمتار تقريبًا، نتيجة لتميزها بخصائص تلائم صناعة الفخار.
وأوضح الغراش، أن تجهيز الطين يمر بعدة مراحل، تبدأ باستخراجه ثم نشره وتهويته، ثم رصه ووضعه في مكان معزول عن الهواء؛ ليتكون ما يسمى بـ (العجينة)، التي يضعها الحرفي على مكنة دوارة، ويقوم بتشكيلها بالشكل الذي يريده من الأدوات الفخارية، مستخدمًا في ذلك يده وقطعة خشبية.
وسميَ عام 2025 بعام “الحِرف اليدوية”؛ للاحتفاء بالقيمة الثقافية التي تُمثّلها الحِرف اليدوية في الثقافة السعودية وفي الحياة المعاصرة، وليعكس الإبداعات التي تميّزها من صناعةٍ إبداعية، ومشغولاتٍ يدوية فريدة من نوعها، وإظهار إبداعات الحِرفيين السعوديين لدى المجتمع الدولي.