المناطق_جدة

‏‎انطلقت بمحافظة جدة اليوم وبمناسبة الاحتفاء باليوم العالمي للصحة النفسية فعاليات “ملتقى البحث للصحة النفسية.. استراتيجيات لاستدامة الصحة والرفاه”؛ الذي يهدف إلى التوعية بأهمية الصحة النفسية ودورها المحوري في تحقيق جودة الحياة؛ كأحد الركائز الأساسية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بما يتعايش مع رؤية المملكة 2030، التي تسعى لتعزيز الرفاه النفسي والجسدي للمجتمع.

‏‎وتضمن الملتقى الذي تستضيفه كلية البترجي الطبية سلسلة من المحاضرات التي قدمها نخبة من المتحدثين الدوليين والمحليين من جامعات المملكة، والتي تشمل مواضيع حيوية تتعلق باستراتيجيات تعزيز الصحة النفسية، إلى جانب مجموعة من ورش العمل المتوازية في تعزيز التفاعل وتبادل الخبرات بين المشاركين.

وأستعرض الملتقى البحثي في الصحة النفسية مجموعة واسعة من المواضيع الحيوية التي تتعلق بتعزيز الصحة النفسية وتحسين الوعي المجتمعي حولها. ومن بين المواضيع التي نالت اهتمامًا كبيرًا كان العلاج النفسي الحديث وأساليبه المتقدمة، حيث ركز المتحدثون على أهمية تطبيق العلاجات النفسية المستندة إلى الأدلة، مثل العلاج المعرفي السلوكي والعلاج الجدلي السلوكي، والتي أثبتت فعاليتها في تحسين حالات الاكتئاب والقلق والاضطرابات النفسية الأخرى. كما تم استعراض أحدث الأبحاث حول العلاجات الدوائية وتأثيراتها على تحسين الصحة النفسية.

كما ناقش الملتقى دور التكنولوجيا الرقمية في الصحة النفسية، حيث أشار المتحدثون إلى الفوائد الكبيرة لتطبيقات الهاتف المحمول والمنصات الرقمية في تقديم الدعم النفسي عن بُعد، والتفاعل الفوري مع المختصين النفسيين. وتم تناول التحديات المرتبطة بهذا المجال مثل الخصوصية وسرية المعلومات، والتوجه نحو تطوير الذكاء الاصطناعي لمساعدة الأفراد في إدارة مشاعرهم وتحسين رفاههم النفسي.

وأوضحت وكيلة شؤون الطلاب ومدير وحدة البحث العلمي الدكتورة إخلاص عبد العزيز سندي؛ أن اليوم العالمي للصحة النفسية يهدف إلى رفع مستوى الوعي بقضايا الصحة النفسية التي تعد جزءًا لا يتجزأ من الصحة العامة؛ حيث يركز الملتقى على أحدث الأبحاث في مجال الصحة النفسية؛ مما يرسخ روح التعاون وتبادل المعرفة دفعاً لعجلة التقدم في هذا المجال وزيادة الثقافة المجتمعية حول فهم حالات الصحة النفسية.

وقالت: أن الملتقى قد خصص جلسات ومحاور بارزة لمشاركة المتحدثين حول الأساليب العلاجية الحديثة المستندة إلى الأدلة لتعزيز الصحة النفسية والتداخل بينها، بالإضافة إلى التحديات والفرص التي تواجه مجال الصحة النفسية؛ في ظل تعزيز التعاون بين المتخصصين والمنظمات المجتمعية لتحسين الصحة النفسية، مع العمل على الحد من الوصمة المرتبطة بالقضايا النفسية.

وأضافت الدكتورة سندي أن الملتقى يستهدف المهنيين والأطباء والممرضات والأطباء النفسيين وعلماء النفس، بالإضافة إلى الأخصائيين الاجتماعيين وطلاب التخصصات الطبية والمتدربين، إلى جانب مؤسسات المجتمع المدني ومراكز الصحة النفسية؛ مشيرة إلى أن الملتقى يعد منصة هامة للتواصل مع المتخصصين في مجال الصحة النفسية وتبادل الخبرات والتعرف على التجارب العالمية والقضايا المعاصرة وأفضل الممارسات في هذا المجال، خاصة من خلال استعراض الأبحاث المتطورة في مجالات علم الأعصاب وعلم الوراثة وتداخلاتها مع الصحة النفسية، وأساليب العلاج الفعالة المدعومة بالأدلة البحثية لمختلف حالات الصحة النفسية.

وخلص المشاركون في الملتقى إلى عدد من النتائج المهمة، بما في ذلك دمج الصحة النفسية في الرعاية الطبية الروتينية ضمن الرعاية الأولية، وتقديم الرعاية الصحية المتخصصة لتلبية الاحتياجات المختلفة للأفراد والمجتمع. كما تم التأكيد على أهمية استخدام التكنولوجيا لتحسين الوصول إلى خدمات الصحة النفسية، بالإضافة إلى استكشاف التحديات وأساليب العلاج للأشخاص الذين يعانون من حالات نفسية متزامنة مع اضطرابات تعاطي المخدرات.

وتناول المشاركون موضوع التداخل بين الصحة النفسية والصحة الجسدية، حيث تم التركيز على العلاقة الوثيقة بين الحالة النفسية والصحة البدنية، وخاصة فيما يتعلق بالأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم؛ مفيدين أن الضغوط النفسية المزمنة يمكن أن تؤدي إلى تفاقم هذه الأمراض، وأن إدارة الإجهاد والضغوط النفسية تلعب دورًا حيويًا في تحسين صحة الأفراد بشكل عام.
وأكدوا على أهمية التعاون بين المتخصصين في الصحة النفسية والمجتمع، ودور الأسرة في تقديم الدعم اللازم للأفراد الذين يعانون من مشكلات نفسية، وضرورة زيادة الاستثمارات في البحث العلمي في مجال الصحة النفسية لتطوير استراتيجيات فعالة لمواجهة التحديات المستقبلية.
يذكر أن الملتقى خصص جوانب لتسليط الضوء على الصحة النفسية للطلاب والطالبات؛ عبر مناقشة التحديات التي تواجه الشباب في العصر الحالي؛ وفي مقدمتها ضغوط الدراسة والعمل وتحديات التواصل الاجتماعي، وما يمكن أن ينتج عن ذلك من اضطرابات نفسية كالقلق والاكتئاب؛ مع أهمية توفير الدعم النفسي للطلاب، وتقديم برامج متكاملة للصحة النفسية داخل المؤسسات التعليمية.

في حين خصص الملتقى جلسات لاستعراض التغذية والصحة النفسية؛ حيث يلعب النظام الغذائي تأثيره على الحالة النفسية؛ وكيف يمكن لبعض الأطعمة مثل الأسماك الغنية بالأوميجا 3 والفواكه والخضروات تحسين المزاج والحد من القلق والاكتئاب؛ وفي المقابل؛ تم التحذير من الأطعمة الغنية بالسكريات والدهون المشبعة، والتي قد تزيد من العصبية والتوتر وتؤثر سلبًا على الصحة النفسية.



تم نسخ الرابط

شاركها.
Exit mobile version