المناطق_واس

كشفت دراسة علمية حديثة أجراها باحثون في مركز الأمير فيصل بن مشعل بن سعود لعلاج وجراحة البدانة بمستشفى بريدة المركزي عضو تجمع القصيم الصحي، بالتعاون مع كلية الطب البشري بجامعة القصيم، عن فعالية جراحة السمنة في علاج العقم وتحسين الخصوبة لدى النساء، حيث قاد فريق البحث من مستشفى بريدة المركزي الدكتور محمد سليمان الضالع والدكتور محمد عبدالغني المعاز.

 

 

وتهدف الدراسة إلى تقييم تأثير جراحة السمنة على الصحة الإنجابية لدى النساء اللاتي يعانين من العقم، وذلك عبر مراجعة منهجية وتحليل تلوي للدراسات التي نُشرت في الفترة ما بين 2017 و2023.

 

 

وأظهرت جراحة السمنة وفقًا للدراسة تأثيرًا ملحوظًا على تحسين الخصوبة من خلال عدة عوامل، أهمها استعادة الانتظام الطبيعي للدورة الشهرية، حيث تبيّن أن النساء اللاتي خضعن لهذه الجراحة شهدن تحسنًا كبيرًا في انتظام الحيض، كما أظهرت التحليلات انخفاضًا واضحًا في حالات عدم انتظام الدورة الشهرية بنسبة كبيرة (p = 0.01).

 

 

وعلى صعيد العقم، أوضحت الدراسة أن جراحة السمنة أدت إلى انخفاض كبير في معدلات العقم، حيث انخفضت النسبة بنحو 45 في المئة (RR 0.55)، مما يشير إلى تحسن ملموس في قدرة النساء على الحمل بعد الجراحة، كما أن جراحة السمنة قللت بشكل كبير من معدلات الإجهاض، التي انخفضت بنسبة 49 في المئة (p = 0.01)، وهو ما يمثل تطورًا إيجابيًا لصحة الأم والجنين.

 

وأكد الباحثون أن تحسين فرص الحمل لدى النساء المصابات بالعقم نتيجة السمنة قد يعود إلى عدة عوامل متداخلة، من بينها استعادة التوازن الهرموني وتحسين وظائف المبايض، ما يسهم في استعادة الدورة الشهرية المنتظمة وزيادة فرص الحمل التلقائي، كما تم رصد انخفاض في معدلات الخلل الخلقي لدى الأجنة، على الرغم من أن هذا التأثير لم يصل إلى درجة دلالة إحصائية قوية، وفي ضوء النتائج التي توصلت إليها الدراسة، أوصى الباحثون بضرورة تقديم رعاية ما قبل الحمل ومشورة طبية شاملة للنساء اللواتي يخططن للحمل بعد الخضوع لجراحة السمنة، وذلك لضمان تحقيق أفضل النتائج الصحية للأم والجنين.

 

 

كما دعت الدراسة إلى ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث المستقبلية التي تركز على أنواع محددة من جراحات السمنة، بهدف تحديد النوع الأكثر فعالية في علاج العقم لدى النساء المصابات بالسمنة.

 

 

 

وتُعد هذه الدراسة خطوة مهمة نحو فهم أعمق لتأثير جراحة السمنة على الصحة الإنجابية، حيث تبرز الأهمية المتزايدة لهذه الجراحات ليس فقط في إنقاص الوزن وتحسين الصحة العامة، بل أيضًا في تحسين فرص الحمل والإنجاب لدى النساء اللاتي يعانين من السمنة، وتفتح هذه النتائج آفاقًا جديدة لعلاج العقم عبر التدخلات الجراحية، مما يتيح للنساء فرصة تحقيق حلم الأمومة مع تحسين جودة حياتهن الصحية.



تم نسخ الرابط

شاركها.
Exit mobile version