أسامة دياب

أكد السفير الفرنسي لدى البلاد أوليفييه غوفان أن اللغة الفرنسية هي ثالث أكثر لغة تدريسا في الكويت بعد العربية والإنجليزية، حيث يتعلمها أكثر من 30 ألف طالب سنويا، ويخوض نحو 10 آلاف منهم اختبار اللغة الفرنسية في الثانوية العامة.

جاء ذلك في حفل استقبال أقامه السفير الفرنسي مساء أمس الأول في محل إقامته بمناسبة «اليوم الدولي لمعلمي اللغة الفرنسية» واختتام دورة الألعاب الأولمبية و«البارالمبية – باريس 2024»، وذلك بحضور سفراء الدول المتحدثة باللغة الفرنسية. وأشار إلى أن قسم اللغة الفرنسية في جامعة الكويت يلعب دورا محوريا في تعزيز الثقافة واللغة الفرنسية، مع وجود 300 طالب مسجلين في القسم، مشددا على أهمية هذا التعاون التعليمي بين فرنسا والكويت، مشيدا في الوقت نفسه بإسهام المعلمين في نشر قيم الانفتاح والحوار والإدماج الثقافي.

وسلط الضوء خلال الحفل الذي خصص جزء منه لتكريم جهود 1500 معلم للغة الفرنسية في الكويت، الذين يعملون في المؤسسات التعليمية من المرحلة الابتدائية إلى الجامعات، على الجهود المبذولة لدعم الفرانكفونية في الكويت، لاسيما من خلال إنشاء المجلس لتعزيز الفرانكفونية عام 2021، والذي يضم سفراء الدول الأعضاء في الفرانكفونية، كما يحظى بدعم سمو الشيخ ناصر المحمد، الذي يترأس المجلس شرفيا.

وفي حين احتفى بالنجاحات البارزة لدورة الألعاب الأولمبية والبارالمبية باريس 2024، والتي جمعت 14.900 رياضي من 206 دول، أكد السفير الفرنسي أن مشاركة الكويت في أولمبياد باريس 2024 كانت مصدر فخر كبير. وأضاف «أهنئ الرياضيين الكويتيين الذين قدموا أداء مميزا، من بينهم خالد المضف ومحمد الديحاني في الرماية، يوسف الشملان في المبارزة، محمد زبيد ولارا دشتي في السباحة، أمينة شاه في الشراع، أمل الرومي في ألعاب القوى، ضاري بطي في رفع الجلة وسعاد الفقعان في التجديف وهي أول كويتية تنافس في مسابقة مائية أولمبية، وتعتبر مصدر إلهام للفتيات الشابات في الكويت».

كما أشاد السفير بإنجازات فيصل سرور، الذي أهدى الكويت أول ميدالية ذهبية بارالمبية في تاريخها في نهائيات دفع الجلة فئة إف 63، وفصيل الرجيحي، الحائز الميدالية البرونزية في سباق 5000 متر على الكراسي المتحركة فئة 54 تي. وأكد أن هذه الإنجازات تمثل مصدر إلهام للأجيال القادمة من الرياضيين الكويتيين.

واختتم السفير الفرنسي كلمته بالإشادة بالعلاقات الثقافية والتعليمية والرياضية بين فرنسا والكويت، مشيرا إلى أنها تتجسد في تعاون مثمر يمتد إلى مجالات الرياضة والفرانكفونية، والتعليم، وحتى الطبخ والعلوم، لافتا إلى أن هذه الجهود تعكس روح الحملة الإعلامية الفرنسية (اجعلها أيقونية، اختر فرنسا)، التي تسعى لترويج القيم الفرنسية عالميا من خلال الابتكار والجرأة والانفتاح.

من جانبه، وصف مساعد وزير الخارجية لشؤون أوروبا السفير صادق معرفي العلاقات الكويتية – الفرنسية بالاستراتيجية والمتميزة، لافتا إلى «أنه سيتم تعيين سفير كويتي جديد في باريس خلال الأيام القليلة أو الأسابيع المقبلة».

وقال معرفي «نتشارك مع دول ناطقة بالفرنسية مثل بلجيكا وسويسرا، ولنا علاقات مميزة معها»، والكويت كانت الدولة الأولى بالمنطقة التي لديها مدرسة فرنسية، مشيرا إلى ازدياد أعداد المواطنين الكويتيين الذين يدرسون الفرنسية، إضافة إلى تنامي أعداد المواطنين الذين يتحدثون الفرنسية.

التعليم استثمار طويل الأمد

في تصريح صحافي على هامش الحفل، أعلن السفير غوفان أن التعليم هو استثمار طويل الأمد، فالطالب الذي يتعلم اللغة الفرنسية هو شخص سيحمل معه بقية حياته الفرانكوفونية وبعض القيم الفرنسية مثل الاحترام والحوار والانفتاح على العالم والانفتاح على الآخرين، لذا فهو استثمار طويل الأمد.

وأضاف أن هذا الاستثمار مهم للغاية، فأي اتفاقية تجارية قد تستمر لبضع سنوات، لكن الطالب الذي يتعلم اللغة الفرنسية، فسيحملها معه لبقية حياته، وربما بعد ذلك سينقلها إلى أبنائه وأصدقائه وحتى إلى عائلته.

وتابع أن هناك 3 أمور رئيسية الأول هو تشجيع إرسال الطلاب إلى فرنسا، والثاني هو تعزيز التعاون بين الجامعات الفرنسية من جهة والجامعات الكويتية من جهة أخرى، والثالث هو تعزيز وجود المدرسة الفرنسية في الكويت، والتي تضم حاليا 1200 طالب وطالبة، وهدفنا هو العمل مع هذه المدرسة لزيادة طاقتها الاستيعابية ورفع مستوى تميزها من خلال إنشاء باك فرنسي دولي في نهاية المطاف.

شاركها.
Exit mobile version