Close Menu
أيام جدةأيام جدة
  • الرئيسية
  • الاخبار
    • العالم
    • السعودية
    • الإمارات
    • الكويت
  • السعودية
    • الرياض
    • مكة المكرمة
    • المدينة المنورة
    • المنطقة الشرقية
    • القصيم
    • تبوك
    • الجوف
    • جازان
    • حائل
    • الباحة
    • عسير
    • نجران
  • سياسة
  • اسواق
    • بورصة
    • طاقة
    • بنوك
    • عقارات
  • تكنولوجيا
  • ثقافة
  • رياضة
  • صحة
  • علوم
  • فنون
  • منوعات

النشرة البريدية

اشترك معنا في خدمة النشرة البريدية ليصلك اخر الاخبار المحلية والعالمية مباشرة الى بريدك الإلكتروني.

رائج الآن

سفير باكستان لأبناء الجالية: مواصلة العمل بجد للمساهمة في النهضة

الخميس 14 أغسطس 8:28 م

تقرير يوثق جرائم مروعة في جنوب شرق نيجيريا.. العفو الدولية: أكثر من 1800 قتيل خلال عامين

الخميس 14 أغسطس 8:24 م

يتراجع اليورو/الدولار الأمريكي أثناء كرات مرتدة بالدولار الأمريكي على تضخم مؤشر أسعار المنتجين الأكثر سخونة

الخميس 14 أغسطس 8:14 م
فيسبوك X (Twitter) الانستغرام
بيزنس الخميس 8:46 م
أيام جدةأيام جدة
اختر منطقتك
  • الرئيسية
  • الاخبار
    • العالم
    • السعودية
    • الإمارات
    • الكويت
  • السعودية
    • الرياض
    • مكة المكرمة
    • المدينة المنورة
    • المنطقة الشرقية
    • القصيم
    • تبوك
    • الجوف
    • جازان
    • حائل
    • الباحة
    • عسير
    • نجران
  • سياسة
  • اسواق
    • بورصة
    • طاقة
    • بنوك
    • عقارات
  • تكنولوجيا
  • ثقافة
  • رياضة
  • صحة
  • علوم
  • فنون
  • منوعات
أيام جدةأيام جدة
الرئيسية»الاخبار»الكويت
الكويت

السَّنَــعْ.. بقلم: د. يعقوب يوسف الغنيم

فريق التحريربواسطة فريق التحريرالخميس 14 أغسطس 6:26 م
فيسبوك تويتر لينكدإن رديت تيلقرام واتساب بينتيريست Tumblr VKontakte البريد الإلكتروني

السنع من الأمور التي أرى أن التنبه إليها مهم بسبب صلته بحياتنا العامة، وبسبب أثره في ترابط أبناء المجتمع، ما يكفل للجميع حياة هانئة سعيدة ومستقرة.

والسنع لفظ يدل على حرص المرء على الانتظام في حياته، وعلى أن يكون سائرا على الطريق السوي في تعامله مع الغير، وأن يؤدي كل ما يرغب في أدائه بإتقان تام.

ونحن نقول في لهجتنا: فلان سنع، بمعنى أنه حريص على أن يضع كل شيء في موضعه المناسب، في ترتيب ملائم، وهو إذا تحدث إلى غيره من الناس جاء حديثه لائقا، دالاً على تقديره لمستمعيه، وعلى احترامه لمقامهم، فلا ينطق بألفاظ تجلب الضيق لهم بسبب خروجه عن الذوق السليم في المحادثة.

ومن أجل ذلك، فإننا نقول عن أي شيء تم فعله على صفة منتظمة لا اضطراب فيها: هذا هو السنع. ونقول للرجل: إنه رجل سنع لا يعرف إلا السنع، والمرأة سنعة.

ولفظ (سنع) من ألفاظ اللهجة الدارجة التي يجري نطقها عند الرجال والنساء. وترد في الحديث العادي وفي الشعر الشعبي الذي ينتشر بين الناس وهذا هو شاعر الكويت فهد بورسلي ينشد شعرا يذكر فيه هذا اللفظ ضمن قصيدة من قصائده التي يتردد صداها في الاحتفالات الشعبية، فيقول:

يا ناس دلوني

درب السنع وينه

يريد الشاعر من مستمعيه من الناس الذين عاشوا في زمنه أن يأخذوا بيده إلى الطريق الذي يؤدي به إلى اعتدال أموره في الحياة يعد أن اضطربت بسبب ما حدث له.

والسنع في اللهجة الكويتية هو انتظام الأعمال، وسيرها سيرا حسنا لا يدركه مكدر، ولا ينتقده منتقد.

ولفظ السنع في لهجتنا من الألفاظ الدارجة التي لا يخفي العلم بمدلولها على أحد، ومعانيها متعددة ومتشابكة، بل ومتشابهة.

ومنها الاعتدال في السلوك البشري، والانتظام التام في الأعمال، وحسن التعامل مع الغير في كل المجالات، ومخالفة الفوضى، وحسن الترتيب بوضع كل شيء في مكانه الذي ينبغي أن يستقر فيه.

ولهذا اللفظ عدة تصريفات، فهو وصف يطلق على الرجل المعتدل في سلوكه مع الآخرين، الذي يحسن معاملته لهم، ومن أجل ذلك يوصف بأنه: سنع، وينظر إليه فيقال: هذا رجل سنع. وإلى عمله فيقال عنه: هذا هو السنع، كما يطلب منه الاعتدال، وعدم التمادي في إزعاج الآخرين فيقال له: تسنع يا فلان، بمعنى الزم جانب السنع بحسب الوصف الذي ذكرناه، كما توصف المرأة بأنها سنعة، ويطلب منها ذلك فيقال لها: تسنعي يا امرأة، ويطلب منها ذلك، فيقال: عليك بالسنع.

إذن! فإن الرجل السنع هو الذي يدبر أموره تدبيرا حسنا، وهو الذي يحسن مخاطبة الآخرين، ويتعامل معهم بالحسنى في كافة شؤون الحياة، وعلى المرأة أن تكون كذلك.

والمجتمع الكويتي يحبذ السنع، ويدعو إليه. ومن أجل ذلك فإننا نرى حسن سير أبناء مجتمعنا في اتصالهم ببعضهم وفي كل ما يجري منهم ولهم من شؤون الحياة، وهذا أمر ممتد في صفات مجتمعنا منذ نشأ، ونتمنى أن يكون كذلك بصورة دائمة. ولا يتم هذا إلا بالإصرار على الاعتدال وحسن الأخلاق، وأداء الواجبات الاجتماعية على أكمل وجه. ولا يتم إلا برفض العادات المذمومة التي إذا تسللت إلى أي مجتمع أفسدته، وأبعدته عن السنع.

ونحن نأسف أن نرى اليوم من بيننا من يتخلى عن هذه الصفة الكريمة، ويتجه إلى الاتصاف بعادات وأخلاق بعيدة عن كل ما كان يتمتع به السابقون من أبناء وطننا الذين وصفهم الشيخ يوسف بن عيسى القناعي في كتابه: «صفحات من تاريخ الكويت» الصادر في سنة 1946م، فقال بعد أن ذكر أن بلاد الدنيا لا تخلو من الطيبين: «إلا أن الكويتيين نسبة لحالتهم المالية، وقلة عددهم، يفوقون غيرهم». وإليك بعضا من مناقبهم الجالية:

1- التآلف والتوادد فيما بينهم فكأنهم بيت واحد وإن اختلف الجنس والنسب.

2- لا يجري بينهم تقاتل ولا تضارب، وإذا جرى شيء من بعض السفهاء لم يرفع الأمر إلى الحاكم، بل يتوسط خيارهم ويزال الخلاف.

3- مساعدات بعضهم لبعض متواصلة، للمنكوبين والمعوزين من الفقراء واليتامى والمساكين وأبناء السبيل وتجد المساعدات لهؤلاء البائسين لا تنقطع يوميا.

4- إكرام الضيف، والأجنبي إذا نزل بساحتهم لا يعد إلا كواحد منهم.

5- منازلهم في رمضان مفتوحة لإفطار الصائمين من الفقراء والمساكين، وتجد الفقير في رمضان كالشاة في أيام الربيع.

6- لا تجد في الكويتي كبرياء ولا يحتقر الناس مهما كانت منزلته من الرفعة، وهذه الخصلة الشريفة تشمل الأمير والمأمور وأصحاب الوظائف الحكومية.

7- جميع الأعمال الخيرية يعملونها بتكتم ولا يحبون أن يطلع عليها أحد ولا يتباهون ولا يتفاخرون بهذه الأعمال بل تنسى كأن لم تكن.

وفي الختام أقول إن قول الشاعر:

وإن كانت النعمى عليهم جزوا بها

وإن أنعموا لا كدروها ولا كدوا

ينطبق عليهم تماما. والله أسأل أن يتم عليهم نعمته ويوفقهم لرضائه».

هذا، وللفظ (السنع) في اللغة العربية الفصحى معان قريبة جدا من المعاني التي نجدها في لهجتنا الدارجة، ولقد ذكر ابن منظور في كتابه «لسان العرب» من معاني هذا اللفظ: الجمال، وقال: «إن لفظ (سنيع) يطلق على الحسن الجميل»، والفعل الحسن مطلوب.

٭ ٭ ٭

يأمرنا ديننا الحنيف باتباع كل ما يؤدي إلى الترابط من الأعمال فيما بيننا، ويحث على نزع الخلاف من بين جميع أفراد مجتمعنا، وإذا أردنا أن نقدم إيضاحا لهذا اللفظ الذي كان آباؤنا يقولونه فإنه لفظ يدلنا على ضرورة اتباع «السنع» في حياتنا العامة، وفي جميع صلاتنا مع أبناء المجتمع الذي نتعايش فيه.

ولقد وردت الأوامر الدينية بهذا الشأن في القرآن الكريم، وفي الأحاديث الشريفة، وفي أقوال الحكماء والعلماء من أفذاذ هذه الأمة، الذين كانت حياتهم مثالا للاتزان، والتحلي بكل صفة جميلة تحسب لهم، وكانوا يمدحون بتمسكهم بها. فهم يراعون مجتمعهم، ويجنحون – دائما – إلى الاعتدال والتعاون وحب الخير والنأي عن الإضرار بالغير. وهذا كله من: السنع.

في القرآن الكريم تنبيه إلى ضرورة التمسك بمكارم الأخلاق، والتعامل بين الناس بالحسنى، وتجنب مخاطبتهم بقول فاحش، لأن المسلم هو من سلم المسلمون من لسانه ويده، وهذا هو ما أخذناه من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وفي القرآن الكريم النهي عن ارتكاب الآثام لما تؤدي إليه من فساد وما تسببه من انتشار العداوات بين الأفراد، وما تلقي به من ظلال سيئة على المجتمع كله فتحدث هذه الظلال ما تحدثه عادة من التنافر واشتداد الخلافات.

وفي الآية الكريمة رقم 188 من سورة البقرة نهي عن أكل أموال الناس بالباطل عن طريق الغش والخداع، أو عن طريق الربا المحرم، أو عن طريق أي نوع غير مشروع من أنواع الاستيلاء على أموال الغير التي لها حرمتها، ولا يجوز لأحد أن يمتلكها إلا بالحق.

وفي الآية رقم 120 من سورة الأنعام نهي صريح عن ارتكاب الآثام، وتهديد بأشد العذاب لمن يخالف ذلك، وهذا لما يسببه ارتكاب الإثم من إخلال بالنظام العام للحياة، وإساءة للمجتمع كله: (وذروا ظاهر الإثم وباطنه إن الذين يكسبون الإثم سيجزون بما كانوا يقترفون – 120).

وفي القرآن الكريم أمور أخرى كثيرة لا بد أن يتوقف أمامها المسلم، فيأخذ بما تأمر به، ويبتعد عما تنهى عنه، فقد وصانا الله عز وجل بطاعة الوالدين، وعدم التذمر منهما، وذلك لما لهما من فضل على أبنائهما وبناتهما من حيث تحمل أعباء الحمل والولادة والرعاية والتربية، وتلبية كل الحاجات التي تدعو إليها الحياة، مما يكفل مستقبلا طيبا وكريما لنسلهما.

ونهانا الكتاب الكريم عن الاستيلاء على أموال اليتامى، فلا يحق لكافل اليتيم أن يستولي على ماله بالباطل، لأنه مستأمن عليه، ولأن محاولة سلبه منه خيانة للأمانة وإضرار بمستقبل هذا اليتيم ومخالفة لما أمر الله سبحانه وتعالى به من تأكيد على عدم خيانة الأمانة.

وبمثل هذا حثنا القرآن الكريم على عدم وضع الأموال في أيدي السفهاء الذين يضيعونها، ولا يحسنون حفظها أو تنميتها.

ونهانا عن المكر بالآخرين، لأن المكر مفسد لكل شيء، والماكر مفسد في الأرض، وضار بكل العلاقات الإنسانية التي ينبغي أن تسودها المودة وحسن المعاشرة، من أجل استقرار أبناء المجتمع الواحد.

هذا، وكل ما يخالف (السنع) فهو منهي عنه في القرآن الكريم، ولذا فإننا نجد فيه النهي عن الجهر بالقول السيئ، والنطق بقبيح السباب والشتائم، فهذه أمور ممقوتة منهي عنها. ولقد أبان الله عز وجل لخلقه مقته لكل هذا، وعده من الأعمال الرديئة التي ينبغي على المسلم أن ينأى بنفسه عنها. ولقد أكد ذلك بقوله الكريم: (لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظُلِم).

وهناك أمور كثيرة حث كتاب الله عز وجل على اتباعها لأنها كفيلة بأن تفتح أمام المجتمع: طرق السنع، وتبعده عن طرق السوء كلها.

٭ ٭ ٭

وفي الحديث الشريف توجيهات كثيرة إلى الأخذ بالأمور النافعة المؤدية إلى صلاح المجتمع المسلم، كما أن فيه ما يدعو إلى نبذ كل ما يخالف الدين، ويفسد العلاقات بين المسلمين بين المسلمين، لأن التوجيهات التي ترد في أقوال رسول الله صلى الله عليه وسلم تفتح الطريق للمسلمين كي يسيروا على الطريق المستقيم الذي رسمه لهم الإسلام الحنيف، وينبذوا عن أنفسهم ما هو سوى ذلك.

وأول ما نجده من ذلك التوصية بالوالدين، لأن الاهتمام بهما أمر ضروري يكفل حماية المجتمع، ويضمن استقرار الحياة بين الناس دون منغصات. والتوصية بالوالدين مما وصى به الله عز وجل في كتابه الكريم، كما وصى به النبي صلى الله عليه وسلم.

وبعد هذا يأتي التوجيه إلى أهمية صلة الأرحام، وتنمية أفضل العلاقات بين الأقارب وتحريم هجر الأهل والأصحاب فوق ثلاث ليال، وتحريم سوء الظن، والتجسس، والظلم، كما تأتي الدعوة إلى حرص المسلمين كافة على أن يتراحموا، ويتعاطفوا، ويعاون بعضهم بعضا في الأمور التي تقتضي ذلك.

ويضاف إلى ذلك، البعد عن الفحش في القول والتلفظ بالألفاظ النابية في أثناء الحديث، فكل مخالفة لذلك إنما هي خروج عن الأدب والاتزان، وإثارة للاضطراب بين أبناء الأمة، مما يؤدي إلى الخروج عن السنع، وتفكك المجتمع الواحد.

وإذا تتبعنا ما ورد في الأحاديث النبوية الشريفة، وجدنا أمورا أخرى كثيرة إذا تظافر أبناء المجتمع على الأخذ بها واتباع ما تدعو إليه ساد الناس كلهم جو من التراحم والتآلف، وانجابت عنهم الخلافات، ومن أجل ذلك فإننا نرى أن حرص رسول الله صلى الله عليه وسلم على نقاء المجتمع المسلم، ودوام الصلة الطيبة بين المسلمين جميعا قد جعله يكرر التوصية بمثل ما ذكرناه، فهو ينهى عن الكذب ويأمر بالصدق في القول والعمل، وينصح بإزالة الأذى عن الطريق، وتحريم تعذيب الحيوان، ويوصي بالجار خيرا، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، والأحاديث التي وردت في هذا الشأن كثيرة، وأبناء الأمة الإسلامية ملزمون باتباع ما تدعو إليه تلبية لأمر الله عز وجل، ولدعوة رسوله صلى الله عليه وسلم.

٭ ٭ ٭

وللشعر دور مهم في الدعوة إلى اتباع (السنع) والنهي عن كل ما هو من أسباب فساد المجتمعات، ونشأة الخلافات بين أهلها، وهذا هو ما نراه في أقوال الشعراء الأوائل الذين قدم بعضهم النصح لمعاصريهم حرصا منهم على إبعاد هؤلاء المعاصرين عن الطريق الممجوجة التي يكون من نتائجها الإفساد في الأرض والتفريق بين الناس.

وهذا واحد من الشعراء الأوائل هو الأفوه الأودي، وقد كان من شعراء عصر ما قبل الإسلام، وله شعر غزير فيه نصائح وجهها إلى مستمعيه، وفيها دلالة على الطريق المستقيم الكفيل بهداية الناس إلى العيش الهادئ، وكان قد توفي سنة 560م.

يقول في قصيدة مشهورة له:

لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم

ولا سراة إذا جهالهم سادوا

تُهدى الأمور بأهل الرأي ما صلحت

فإن تولت فبالأشرار تنقاد

إذا تولى سراة الناس أمررهم

نما على ذاك أمر القوم فازدادوا

كيف الرشاد إذا ما كنت في نفر

لهم عن الرشد أغلال وأقياد

أعطوا قيادتهم جهلا مقادتهم فكلهم

في حبال الغي منقاد

وللشاعر أبي الأسود الدؤلي قصيدة طويلة تدعو سامعها إلى اتباع الرشد، والنأي عن الإفساد في الأرض، ومنها ما قاله عن مجاراة السفية في كافة أفعاله وأقواله، وذلك بالسير على كل ما يسير عليه من أمور مخالفة مضرة:

وإذا جريت مع السفيه كما جرى

فكلاكما في جريه مذموم

وإذا عتبت على السفيه ولمته

في مثل ما تأتي فأنت ظلوم

يا أيها الرجل المعلم غيره

هلا لنفسك كان ذا التعليم

نصف الدواء لذي السقام وذي الضنا

كيما يصح به وأنت سقيم

ومما ورد في الدعوة إلى التزام (السنع)، والبعد عن ارتكاب الأخطاء التي يسيء بها المرء إلى مجتمعه، ويظهر بها أمام الناس في مظهر لا يليق بالإنسان السوي، الذي يستحق تقدير واحترام الجميع، وما ورد في ذكر الصفات المهمة التي يتميز بها الرجل الفاضل البعيد عن الشرور، الخالي من الحقد والحسد، القريب إلى السنع في شعر الشاعر أبي الفتح البستي المتوفى سنة 1122هـ، ضمن قصيدة له مطلعها قوله:

زيادة المرء في دنياه نقصان

وربحه غير محض الخير خسران

وفيها مما أشرنا إليه:

من يتق الله يحمد في عواقبه

ويكفه شر من عزوا ومن هانوا

من استعان بغير الله في طلب

فإن ناصره عجز وخذلان

من كان للخير مناعا فليس له

على الحقيقة إخوان وأخدان

ويمضي الشاعر في قصيدته مبينا السلوك الحسن الذي يجدر بالمرء السوي أن يسلكه، فينهى عن ارتكاب المساوئ التي تجعله مكروها بين الناس، مبعدا عنهم.

ومما جاء في قصيدته هذه، أن المال فتنة للإنسان، وأن خير ما يستفيده المرء منه هو ما يتم بذله للمحتاجين، وبذلك يكتسب ميل الناس إليه. ومن سالم الناس سلم، وعاش سعيدا وبعيدا عن الشرور كلها. ومن حكّم عقله فاز، ومن مال إلى الهوى أضاع دنياه وآخرته.

ويستمر على هذه الشاكلة من النصائح حتى يأتي إلى آخر بيت من قصيدته، فينبه إلى أهمية التمسك بأهداب الدين لما في ذلك للإنسان من فوز في الدنيا وفي الآخرة فيقول:

وكل كسر فإن الدين يجبره

وما لكسر قناة الدين جبران

والشعر في هذا المجال غزير ومتنوع، وإذا فتح لنا مجال الاختيار منه وجدنا ما يعجب ويسر. على أن من أجمل ما رواه أبوالفرج الأصفهاني في كتابه الأغاني هو ما قاله أبوالأسود الدؤلي، وهو قول يتعلق بأمر «السنع» والدعوة إليه وقد جاء به في أبيات جميلة تحدث الشاعر فيها عن خيبة أمله في امرأة كان قد تزوجها بناء على نصح ناصحيه له بذلك.

يقول الأصفهاني عن هذا الشاعر إنه كان قد عرف امرأة هو لها جار، وكان بسبب هذه الجيرة يكثر التحدث إليها، فعرضت عليه أن يتزوجها، وامتدحت نفسها له ملصقة أجمل الصفات بسلوكها وعملها، مدعية أنها حسنة التدبير، قانعة بالميسور، فوافق على ذلك، وجمع أهله وأصحابه احتفالا بذلك، وبعد الزواج وجدها بخلاف ما وصفت نفسها به، ووجد سلوكها معه غير سليم، فدعا أولئك الذين حضروا تزويجه بها، ثم قال لهم:

أريت امرءاً كنت لم أبله

أتاني فقال اتخذني خليلا

فخاللته ثم أكرمته فلم

أستفد من لديه فتيلا

وألفيته حين جربته

كذوب الحديث سروقا بخيلا

فذكرته ثم عاتبته

عتابا رفيقا وقولا جميلا

وألفيته غير مستعتب

ولا ذاكر الله إلا قليلا

ألست حقيقا بتوديعه

واتباع ذلك صرما طويلا

فقالوا له: بلى يا أبا الأسود، فقال: تلك صاحبتكم، وأنا أحب أن أستر ما أنكرته منها. فطلقها.

ومن الواضح من أبيات هذا الشاعر أن المرأة التي ارتبط معها بالزواج، لم تكن كما يتمنى، وأنها كما توصف عند أمهاتنا في الكويت: ما عندها سنع.

٭ ٭ ٭

أخشى أن يكون حديثنا عن السنع قد طال. لكنه لا بد وأن يكون كذلك، لأنه يعبر عن أمر من أمور السلوك الإنساني بلفظ من ألفاظ اللهجة الكويتية السائدة بيننا، ذات الأصل العربي الفصيح. وقد ذكرته هنا لكي أوجه من خلال ما ذكرت دعوة إلى سلوك درب السنع الذي تساءل عنه الشاعر فهد بورسلي وفق ما قال في السامرية المشهورة التي قدمت بيتا من أبياتها.

وبقيت كلمة أخيرة، لا بد أن تذكر في ختام هذا الفصل، وهي أن «السنع» بصفته نوعا من أنواع السلوك الإنساني المطلوب، وهو صفة ينبغي أن يتصف بها جميع الناس، وبه تمتنع المشكلات، وتعم المودة، وتختفي الخلافات، فهو أمر يجدر بنا أن نوجه أولادنا إليه منذ صغرهم، لأنه – ولا شك – جزء من التربية الوطنية التي لا ينبغي أن يتراجع الاهتمام بها، فهي رمز محبتنا لوطننا العزيز.

شاركها. فيسبوك تويتر بينتيريست لينكدإن Tumblr البريد الإلكتروني رديت تيلقرام واتساب

مقالات ذات صلة

سفير باكستان لأبناء الجالية: مواصلة العمل بجد للمساهمة في النهضة

10 أطنان مساعدات غذائية للأشقاء في غزة حملتها الطائرة الإغاثية الثالثة من الجسر الجوي الكويتي

«هيئة الشباب» تطلق مشروع «البراعم» للسنة الثانية

«القوى العاملة»: إطلاق «شهادة استيفاء الرواتب» عبر «سهل»

«الديوان» لـ «الأنباء»: مراجعة المرشحين الجدد لـ «التوظيف» الجهة الحكومية متاحة حتى 22 سبتمبر المقبل لضمان التعيين

نائب رئيس الأركان تفقد إجراءات تفعيل البصمة البيومترية

رئيس الوزراء بالإنابة بحث مع وزير الخارجية في أنتيغوا وباربودا تعزيز العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك

الحرس الوطني بحث تعزيز التعاون مع «الطيران المدني»

بالفيديو.. تكويت القضاء بالكامل 2030

اخر الاخبار

تقرير يوثق جرائم مروعة في جنوب شرق نيجيريا.. العفو الدولية: أكثر من 1800 قتيل خلال عامين

الخميس 14 أغسطس 8:24 م

يتراجع اليورو/الدولار الأمريكي أثناء كرات مرتدة بالدولار الأمريكي على تضخم مؤشر أسعار المنتجين الأكثر سخونة

الخميس 14 أغسطس 8:14 م

الشرطة الإسرائيلية تزعم إحباط عملية طعن شمال القدس

الخميس 14 أغسطس 8:11 م

من يقف وراء حظر الاحتفالات الإسلامية في خوميا الإسبانية؟

الخميس 14 أغسطس 8:10 م

الدينار العراقي يستقر مقابل الدولار بنهاية الأسبوع

الخميس 14 أغسطس 8:09 م

النشرة البريدية

اشترك معنا في خدمة النشرة البريدية ليصلك اخر الاخبار المحلية والعالمية مباشرة الى بريدك الإلكتروني.

اعلانات
Demo
فيسبوك X (Twitter) بينتيريست الانستغرام لينكدإن تيلقرام

السعودية

  • الرياض
  • المدينة المنورة
  • مكة المكرمة
  • المنطقة الشرقية
  • القصيم
  • الباحة

مال وأعمال

  • بورصة وشركات
  • بنوك واستثمار
  • سوق الفوركس
  • العملات الرقمية
  • عقارات
  • طاقة

دوليات

  • الإمارات
  • الكويت
  • مصر
  • المغرب
  • الولايات المتحدة
  • اوروبا

مواضيع هامة

  • تكنولوجيا
  • ثقافة وفنون
  • رياضة
  • سياسة
  • صحة وجمال
  • علوم وفضاء

النشرة البريدية

اشترك معنا في خدمة النشرة البريدية ليصلك اخر الاخبار المحلية والعالمية مباشرة الى بريدك الإلكتروني.

2025 © أيام جدة. جميع حقوق النشر محفوظة.
  • من نحن
  • سياسة الخصوصية
  • اتصل بنا

اكتب كلمة البحث ثم اضغط على زر Enter