- الديبلوماسية الكويتية علامة مميزة في مجال الوساطة والعمل الإنساني
- الجامعة العربية تواصل مساعيها لإصلاح الميثاق رغم غياب التوافق التام
أسامة دياب
أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط أمس الثلاثاء أهمية القمة العربية المقبلة المقرر عقدها في بغداد الشهر المقبل كونها تأتي في توقيت حرج يشهد تصاعدا في التحديات الإقليمية لاسيما في ظل عدوان الاحتلال الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة.
وقال أبو الغيط في تصريح عقب محاضرة ألقاها في معهد سعود الناصر الصباح الديبلوماسي تحت عنوان (تحديات الاستقرار في المنطقة العربية في عالم متغير) إن القمة تمثل فرصة لتوحيد الصف العربي وتعزيز العمل المشترك خاصة مع تزايد الضغوط الخارجية والتدخلات في الشؤون الداخلية للدول العربية.
وأضاف أن القمة التي تعد منصة لتعزيز التضامن العربي ومواجهة التحديات المشتركة ستتناول ملفات مهمة من بينها القضية الفلسطينية والأزمات في سورية واليمن وليبيا وقضايا التنمية والاقتصاد، معربا عن أمله في أن تسفر القمة عن قرارات تسهم في تحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة. وذكر أنه في إطار التحضيرات للقمة سيقوم الأمين العام المساعد حسام زكي بزيارة بغداد للوقوف على الترتيبات الجارية.
وأعرب عن ارتياحه للتسهيلات التي تقدمها الحكومة العراقية لاستضافة القمة، مشيدا بالجهود المبذولة لضمان نجاحها.
وحول القمة المقرر عقدها في نيويورك في يونيو المقبل بمبادرة سعودية – فرنسية لطرح قضية حل الدولتين، قال أبو الغيط إن الجامعة العربية هي أحد أطراف اللجنة العربية الإسلامية التي كلفت من القمة العربية الإسلامية في الرياض للتحرك في هذا الاتجاه وهي جزء من الجهد الديبلوماسي الإسلامي والعربي في دفع هذه الأفكار وطرحها أمام المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي.
وأكد أن الجامعة العربية تتابع عن كثب المشاورات بين واشنطن وطهران رغم عدم وجود دور مباشر لها في هذه المحادثات، مشيرا إلى أن سلطنة عمان تؤدي دورا في هذا السياق.
وأكد أن قضية الاستقرار في منطقتنا العربية تأتي على رأس أولويات جامعة الدول العربية وذلك في ظل عالم يشهد تغيرات متسارعة وتحولات جيوسياسية عميقة.
ولفت ابو الغيط إلى أن المنطقة تواجه جملة من التحديات المتشابكة، التي تتطلب منا جميعا، حكومات وشعوبا، أقصى درجات اليقظة والتضامن والعمل المشترك.
وشدد أبوالغيط على أن وسط هذه التحديات، تبرز منطقة الخليج العربي كنموذج للاستقرار، بفضل السياسات المتزنة والرؤية الاستراتيجية التي تنتهجها دول المجلس في إدارة شؤونها الداخلية والخارجية، وهذا الاستقرار يمثل ركيزة أساسية للأمن العربي الجماعي، ويجب الحفاظ عليه وتعزيزه من خلال الحوار والتعاون بين دول المنطقة. وقال أبو الغيط: «يشهد العالم حاليا حالة من عدم الاستقرار الدولي، تتسم بتصاعد التنافس بين القوى الكبرى وظهور ظواهر غير مسبوقة، مما يثير احتمالات نشوب حرب باردة جديدة ومنافسة شديدة بين القوى العظمى، كما نشهد حروبا مشتعلة في منطقة الشرق الأوسط، وتوترات أيضا على الساحة الأوروبية».
وقال إن من بين الصعوبات التي تواجهها المنطقة الملف النووي الإيراني والصعوبات في التعامل مع هذا الملف، وهناك تحديات أخرى ولكن رغم كل هذا فإن العالم العربي مستمر في عملية التطور والتنمية والخروج من الأزمات والتحديات التي يواجهها للوصول إلى الاستقرار.
وتابع أبو الغيط «إقليميا، الوضع في فلسطين مأساوي، وهو كذلك منذ أكثر من 15 عاما، كما أن هناك دولا عربية تواجه مخاطر جدية، سواء من حيث الفشل أو التقسيم أو حتى الزوال، ولا أرغب في تسمية تلك الدول، لكن الأوضاع مقلقة بحق». وأكد أن «القانون الدولي الإنساني يتعرض لانتهاكات واضحة، لاسيما من قبل إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وسط تقاعس دولي مخجل، ولقد كشفت هذه المرحلة ازدواجية المعايير لدى العديد من الدول الغربية، خصوصا فيما يتعلق بمواقفها من حقوق الإنسان واحترام القانون الدولي، فبينما يتحدثون عن القيم، نشهد القتل والدمار صباحا ومساء في فلسطين وفي أكثر من منطقة عربية».
وختم أبو الغيط بالقول «رغم كل هذه التحديات، فإن الأمل لا يزال قائما بأن يواصل العالم العربي مسيرته نحو التطور والخروج من أزماته المتعددة، ولاسيما أن منطقة الخليج العربي تمثل اليوم نموذجا للاستقرار والهدوء، ونتمنى لها مزيدا من التنمية والازدهار». وفي مجمل كلمته خلال المحاضرة، أكد أن الكويت مجتمع قديم له وضعه وأهميته في العالم العربي والخليج، كما أن الديبلوماسي الكويتي لديه قدرة ومعرفة بالأحداث الاقليمية والدولية، مؤكدا حضور الكويت على الساحة الإقليمية والدولية، مشيرا إلى أن الديبلوماسية الكويتية باتت «علامة مميزة» في مجال الوساطة والعمل الإنساني.
وأضاف أن الكويت لديها مواقف واضحة في الدفاع عن القضية الفلسطينية والقضايا العربية، لافتا إلى ان معرفته بالكويت بدأت عام 1973 إبان حدوث ازمة بين الكويت والعراق، حيث أوفد الرئيس المصري انور السادات وزير الاعلام لنزع فتيل الأزمة وكانت اول زيارة له كديبلوماسي إلى الكويت والعراق.
وفي تحليله للواقع الدولي الراهن، طرح أبو الغيط ثلاث نقاط رئيسية أولها أن العالم اليوم تحكمه ثلاث قوى كبرى هي الولايات المتحدة، والصين، وروسيا، موضحا أن هذا التوازن الجديد سيحدد طبيعة النظام الدولي في القرن الحادي والعشرين، وأن التنافس بين هذه القوى سيمتد لعقود، وستطول آثاره العالم بأسره.
وعلى الصعيد العربي، أشار أبو الغيط إلى أن المنطقة تمر بمرحلة بالغة الصعوبة، مؤكدا أن حالة الاضطراب الدولي تتيح لإسرائيل فرصا لفرض وقائع جديدة على الأرض دون رادع دولي، خصوصا في غزة، منتقدا صمت المجتمع الدولي إزاء انتهاكات الاحتلال، معتبرا أن ما يحدث يمثل انهيارا تاما لمنظومة القواعد الدولية التي طالما بشر بها الغرب، وأكد أن المرحلة المقبلة تتطلب تماسكا داخليا أكبر، وعملا عربيا مشتركا، ويقظة سياسية شاملة لمواجهة هذه التحديات.
وختم أبو الغيط كلمته بالتأكيد على أن العرب قادرون على تخطي هذه المرحلة إذا نجحوا في صياغة مفهوم عملي لأمنهم القومي الجماعي، معتبرا أن هذا هو المفتاح الحقيقي لمواجهة تحديات المستقبل.
حسام زكي: موقف ثابت ومسؤول من الكويت تجاه القضايا العربية
أشاد الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي بالتزام الكويت بدفع حصتها كاملة في ميزانية الجامعة، مؤكدا أن هذا الالتزام يعكس موقفا ثابتا ومسؤولا من الكويت تجاه القضايا العربية والعمل العربي المشترك.
جاء ذلك في تصريح صحافي أدلى به زكي على هامش مشاركته في المحاضرة التي ألقاها الأمين العام للجامعة العربية، د.أحمد أبو الغيط، في معهد سعود الناصر الصباح الديبلوماسي صباح أمس.
وقال زكي: «أثناء زيارتنا إلى الكويت التقينا بسمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، وكان لقاء مهما ومثمرا، تناول مختلف القضايا المطروحة على الساحة العربية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، كما التقينا بوزير الخارجية الشيخ عبدالله اليحيا، حيث ناقشنا القضايا ذاتها».
وأكد زكي أن الزيارة «كانت ناجحة بجميع المقاييس، وجاءت في إطار المشاورات الجارية قبيل انعقاد القمة العربية المقبلة في بغداد في 17 مايو»، مشيرا إلى أن «الخطة العربية بشأن غزة لاتزال مطروحة، ونحن ننتظر تنفيذ وقف إطلاق النار».