الشارقة – «الأنباء» – يوسف غانم

أكد الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب أحمد بن ركاض العامري أن معرض الكويت الدولي للكتاب يحظى بمشاركة كبيرة من دور النشر التي تحرص على عرض أحدث وأهم إصداراتها في مختلف المجالات الأدبية والثقافية والمعرفية لجمهور القراءة والمهتمين من خلاله.

وستكون للهيئة مشاركة في المعرض الذي سيعقد بعد أيام في الكويت الشقيقة التي أرست قواعد راسخة للثقافة العربية عبر إبداعاتها المتنوعة وما قدمته من إصدارات على مدى عقود، وكذلك من خلال المشاركة الإماراتية الفاعلة في هذا المعرض الذي يعتبر تظاهرة ثقافية سنوية مميزة، حيث نعتبر مشاركتنا في معرض الكويت امتدادا لمعرض الشارقة للكتاب نسعى من خلالها لاستقطاب ناشرين ومؤلفين وكتاب كويتيين، وكذلك لإبراز ما تحتويه إمارة الشارقة ودولة الإمارات العربية المتحدة من كنوز ثقافية ومعرفية أمام جمهور المعرض وزواره، لاسيما أنه يحظى بإقبال جماهيري كبير ومشاركة كبريات دور النشر العربية والدولية.

جاء ذلك خلال لقاء صحافي مع عدد من ممثلي وسائل الإعلام المشاركة في تغطية فعاليات الدورة الـ 43 من «معرض الشارقة الدولي للكتاب» تحت شعار «هكذا نبدأ»، في مركز إكسبو الشارقة.

مواكبة التغيرات

وعن انطباعه عن المعرض، قال: إن صاحب السمو الشيخ د.سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، يضع على عاتقه كل سنة هما أكبر لخدمة الثقافة العربية. ونحن دائما في تحد مع ذاتنا، فللسنة الرابعة على التوالي احتل معرض الشارقة الدولي للكتاب المركز الأول في بيع وشراء حقوق النشر. ونتابع تطلعات زوار المعرض، كما نحاول أن مواكبة التغيرات الموجودة في سوق النشر وعالمه.

ضيف الشرف

وعن اختيار الدولة «ضيف الشرف»، قال إن الدول ذاتها هي التي تتقدم بطلب لتكون ضيف الشرف، وكل دول العالم مرحب بها في معرض الشارقة الدولي للكتاب، وتواجد الدولة «ضيف الشرف» في المعرض يعتبر فرصة ومناسبة لإبراز الكنوز الثقافية التي لديها، وفرصة لإثراء المشهد الثقافي عموما، مشيرا إلى أن نجاح المعرض ليس نجاحا للشارقة فقط أو للإمارات، وإنما للوطن العربي، «والدليل على ذلك وجود كل الإخوة العرب معنا، ومشاركة 2500 دار نشر، منهم 58 ناشرا من أفريقيا، وأكثر من 200 ناشر هندي»، موضحا أنه تم إطلاق وتوقيع أكثر من ألف كتاب في لغات مختلفة.

وأضاف العامري: «لدينا طموحان، أولا أن ننشر الثقافة العربية عالميا، وثانيا ربط العالم بنا عبر جسور المعرفة، والتواجد الدولي الكبير وهذا الزخم دليل على نجاح مشروعنا الثقافي. والشارقة اليوم ودولة الإمارات تربط الثقافة الشرقية مع الثقافة الغربية والعالم كله بنكهة عربية، وكما نريد أن نفهم الآخر ونتعلم منه، أيضا نريد أن يفهمنا ويتعلم منا».

مبادرة انشر

ولفت الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب إلى وجود مبادرات عدة بين الأجنحة المشاركة، ومن أهمها مبادرة «انشر» التي أطلقتها الشيخة بدور القاسمي، كبرنامج لدعم الناشرين الجدد والذين ليس لديهم دور نشر أو هم قراء لديهم شغف القراءة ولديهم قصة جميلة لنشرها. وما تقوم به الشارقة اليوم يفتح منافذ للبيع حول العالم، ومن خلال شركة «لايتينغ سورس»، لدينا 12 مليون عنوان كتاب للطباعة. ويستطيع أي شخص طباعة كتاب حسب الطلب، وأيضا برنامج «سبارك» للنشر الذاتي، وهناك اتفاقات عدة ستبصر النور قريبا.

وأشار إلى إعفاء الناشرين من لبنان وفلسطين والسودان من رسم المشاركة، بسبب الأزمات التي تمر بها دولهم. وهذا الإعفاء جاء كدعم من صاحب السمو حاكم الشارقة، وبمتابعة من الشيخة بدور، ولم يكن في الحسبان، حيث إن كتبهم كانت قد وصلت سابقا، وقبل بدء الأزمة، حيث كانت في الرياض، ومنها وصلت إلينا، وهذا الدعم يغطي الكثير من المصاريف. إضافة إلى المنحة التي وجه بها صاحب السمو حاكم الشارقة، والبالغة 4.5 ملايين درهم مقدمة لدعم مكتبات الشارقة بأحدث الإصدارات المتوافرة في المعرض.

الأمة تقرأ

وبالنسبة لدور معارض الكتب، قال: «إن تأثير المعرض على القراءة كبير، ففي أول معرض للكتاب أقمناه لم تكن هناك دور نشر إماراتية، اليوم أصبح عدد دور النشر أكثر من 300، والازدحام الذي نراه في المعرض هو أمر نادر، وهذا دليل آخر يفند النظرية التي تقول «إننا أمة لا تقرأ». «إن القراءة موجودة، ولكن بعض الجهات تحاول أن تظهر أن الأمة لا تقرأ، ولكنها تقرأ».

وعن استضافة بعض المشاهير والنجوم والفعاليات المختلفة، أكد العامري «أن الهدف منه الجذب، فبعض الأشخاص الذين يأتون لمشاهدة هؤلاء لم يسبق لهم حضور أي معرض للكتاب، وهي وسيلة جذب جديدة لمجموعة من الناس أصحاب الاهتمامات الأخرى»، فالمعرض يجذب المجتمع الأوروبي والآسيوي والأفريقي الموجود في الإمارات، فنحن لدينا 200 جنسية تعيش هنا، ونحاول جذبهم من خلال برامج معينة مخصصة لهم، مثلا كل جلساتنا تتم ترجمتها ترجمة فورية، ونقوم بدعم مستمر لهذه المجتمعات لأننا نؤمن بأن من أفضل الأمور هنا في الإمارات هو هذا الانسجام والتناغم الذي نراه بين الجميع.

وأشار إلى أن مشاركة معرض الشارقة في المعارض الدولية بهدف استقطاب دور نشر جديدة وكتاب، فلكل معرض فلسفته الخاصة في التنظيم.

مواكبة التطور التقني

وتحدث العامري كذلك عن إقامة دورة تدريبية قبل بداية المعرض للناشرين العرب، حضرها أكثر من 160 ناشرا عربيا وأفريقيا، تناولت وسائل التواصل والذكاء الاصطناعي الذي تم التأكيد على أهميته في صناعة النشر. نظرا لأهمية التقنيات، وأخذ المعطيات لتحليلها في المستقبل، لتجويد العمل في معرض الشارقة الدولي للكتاب، مؤكدا أن الاجتياح التكنولوجي ما زال بعيدا عن الكتاب، وأكبر سوق في العالم، أي الولايات المتحدة الأميركية، لم يتأثر، ولا يزال هناك إقبال على الكتاب الورقي.

برامج واستطلاعات

بدورها، قالت المنسقة العامة لـ «معرض الشارقة الدولي للكتاب» خولة المجيني: نحن قريبون من جمهور المعرض، وهناك استطلاعات رأي ننفذها لتحديد البرامج التي سنقدمها للجمهور، مع مراعاة الفئات العمرية المختلفة واهتماماتها، في اختيار البرامج، فالمعرض يرفع نسبة الوعي عند الأطفال والأهالي. وقد تغيرت الثقافة وزاد الإقبال على القراءة من خلال وجودهم في المعرض.

وشددت المجيني على «أهمية التركيز على الأطفال، لأنه إذا أردنا أن نخلق جيلا قارئا علينا أن نبدأ معه منذ مرحلة الطفولة، لذلك يجب إعداد برامج مناسبة تفاعلية وتعليمية لهم بما ينمي قدراتهم ويشجعهم على البحث المعرفي».

شاركها.
Exit mobile version