- محمد ثلاب: الكويت رائدة في مجال رسم البورتريه الكاريكاتيري
- وليد الجاسم: الذكاء الاصطناعي دخل كل المجالات ولكن تبقى البصمة الإنسانية هي الجوهر
ندى أبونصر
افتتحت جمعية الكاريكاتير الكويتية المعرض الشخصي للفنان محمد القحطاني، بحضور الموجه الأول السابق للتربية الفنية في منطقة مبارك الكبير التعليمية فهد العيسى، ورئيس تحرير جريدة «الراي» وليد الجاسم، ورئيس جمعية الكاريكاتير الكويتية محمد ثلاب وأعضاء الجمعية ونخبة من المهتمين بفن الكاريكاتير.
وقال الفنان محمد القحطاني إنه أول معرض شخصي له ينظمه في جمعية الكاريكاتير الكويتية، وإنه حرص على أن يكون افتتاحه بحضور فهد العيسى، الذي كان له فضل كبير في بداياته، وهو أقل ما يمكن تقديمه له من باب رد الجميل، بدعوته لافتتاح المعرض.
وأوضح القحطاني أن رحلته مع فن الكاريكاتير بدأت منذ عام 1996 عندما كان في المرحلة المتوسطة، حيث كان فهد العيسى معلمه آنذاك، وبتشجيعه شارك في مسابقة للرسم فاز فيها بالمركز الأول على مستوى الكويت، وكانت الرسمة تعبر عن «إعادة إحياء المناهج الدراسية»، وهي معروضة ضمن لوحات المعرض.
وأضاف القحطاني أن المعرض يتضمن ما يقارب 95 بورتريه، تصور شخصيات معروفة من مجالات متعددة، منها الفن والرياضة والسياسة والمجتمع، إلى جانب بورتريهات شخصية لزبائن، تم عرضها بعد أخذ موافقتهم، كما يضم المعرض نحو 30 عملا كرتونيا، ما بين كرتون عرض في جريدة «الراي»، وأخرى ظهرت في جريدة «الغد» الكويتية، بالإضافة إلى كاريكاتيرات سبق أن فازت بجوائز في مسابقات محلية وعالمية.
من جانبه، تحدث رئيس تحرير جريدة الراي وليد الجاسم عن ذكرياته مع الفن قائلا «كنت في يوم من الأيام فنانا أرسم بالألوان الزيتية والرصاص والفحم، لكنني توقفت منذ نحو ثلاثين عاما، إلا أن الحنين للريشة والألوان لا يزال يهزني، ورائحة الألوان الزيتية ما زالت تنعشني، فأنا أعشق الفن وأعشق البصمة الإنسانية».
وقال إن «الكاريكاتير يختصر الكثير في كلمة، هو مانشيت، ونقد لاذع، تعبير عن موقف، ويختصر قصه كبيرة بلحظة وومضة، لكن تعبيره وأثره قوي جدا، ومخيف جدا، لأنه يصل إلى الجميع دون جهد في التفسير، كما أن جماله يكمن أحيانا في إمكانية التهرب من المسؤولية القانونية، وتستطيع أن تفسره مثلما تريد، لكن الكاريكاتير في جوهره الصادق يؤدي الغرض».
وأشاد الجاسم بجمعية الكاريكاتير الكويتية قائلا «إنها كيان جميل يضم فنانين يستحقون كل دعم وتشجيع، وأتمنى الإقبال على هذه المعارض بأكبر عدد من الجمهور».
وفي حديثه عن تأثير التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي على الفن، أوضح الجاسم أن «الذكاء الاصطناعي دخل كل المجالات، ولكن تبقى البصمة الإنسانية هي الجوهر مهما كان في ذكاء اصطناعي وتكنولوجيا دون البصمة الإنسانية الخاصة لا يمكن أن تستمر الحياة، وأعطى الجاسم مثالا وهو فن البورتريه».
وقال «حتى الفنان إن رسم البورتريه لشخص من واقع فهم الفنان لشخصيته، أو إنسانيته أو عدائيته أو سلوكه يستطيع أن يعبر عنها في الريشة وقد يستخدم التكنولوجيا الحديثة فن الرسم، ولكن التكنولوجيا لا يمكن أن تختزل عقل الإنسان، متمنيا أن يظل العقل البشري والإبداع الإنساني هما الأساس.
وعن لوحات الفنان محمد القحطاني، قال الجاسم إن لكل فنان بصمته الخاصة، كما أن لكل إنسان بصمة إصبع تميزه، وقد يتشابه الفنانون أحيانا في استخدام الألوان أو الخطوط، لافتا إلى أن كل إنسان له بصمته لأن في النهاية هي فكره تعبر عن فكره والأفكار مثل البصمة تختلف من شخص لشخص بالإضافة إلى الرؤية النقدية.
وذكر أن القحطاني لديه رسومات من واقع تجربته كمعلم، ونضيف عليها أنه فنان فهنا رؤيته تكون مختلفة عن غيره الذي يمكن أن يعمل في مجال آخر، ولن تجد بصمات متطابقة.
من جانبه، قال رئيس جمعية الكاريكاتير الكويتية الفنان محمد ثلاب «تشرفت بافتتاح المعرض الشخصي للفنان محمد القحطاني، والمعرض هذا يعتبر من المعارض الفنية الفردية لأعضاء جمعية الكاريكاتير الكويتية».
وأشار ثلاب إلى أن الفنان القحطاني يتميز برسومات البورتريه وأيضا الرسومات التعبيرية، مؤكدا أن الكويت رائدة في مجال رسم البورتريه الكاريكاتيري، خاصة أن لديهم نخبة متميزة من الفنانين الشباب الذين يبدعون في هذا النمط الفني، لافتا الى أن هناك تطورا بهذا الفن.
وتابع ثلاب أن جميع الأعمال المعروضة في المعرض تم تنفيذها باستخدام الرسم الرقمي (الديجيتال)، ما يعكس تطور أدوات التعبير الفني وتواكب الفنانين مع التقنيات الحديثة.
وحول الأنشطة المستقبلية للجمعية، قال ثلاب «لدينا أجندة صيفية حافلة، تتضمن دورات تدريبية، إلى جانب تنظيم معارض فنية بالتعاون مع عدد من الجهات الرسمية في الدولة، وسيتم الإعلان عنها في الوقت المناسب».
من جانبه، أشاد فهد العيسى بموهبة الفنان محمد القحطاني، مؤكدا أنه يتمتع ببصمة مميزة في فن الكاريكاتير منذ مراحل مبكرة من عمره.
وقال العيسى «أعرف الفنان محمد القحطاني منذ أن كان طالبا، فقد كنت معلمه في مادة التربية الفنية، وأتذكر جيدا أنه حصل على الجائزة الأولى على مستوى الكويت في مجال الكاريكاتير حينها، ومنذ ذلك الوقت كانت موهبته لافتة بشكل كبير، وقد شعرت فعلا بأنه يمتلك موهبة فطرية استثنائية»، لافتا الى أن القحطاني في المرحلة المتوسطة اكتسح المراكز الأولى في مختلف المسابقات.
من جانب آخر، أكد العيسى أهمية الدور التعليمي في صقل المواهب، قائلا «نحن ككادر تعليمي، نحرص دائما على دعم وتنمية قدرات الطلبة الموهوبين في شتى مجالات الفنون التشكيلية، سواء في الرسم، أو الخزف، أو التصوير، أو الطباعة».
كما أعرب عن فخره بمتابعة مسيرة القحطاني الفنية، قائلا إنه لا يزال حريصا على حضور معارضه ومتابعة تطوره، مبينا أنه فنان متميز ومبدع، وهو من الفنانين الذين يمثلون الكويت في المحافل الدولية، ويشرفونها بإبداعهم، مضيفا أن القحطاني قد سلك الطريق الصحيح منذ بداياته، مستفيدا من التوجيهات التي تلقاها، وهذا ما جعله يتألق.
