- التحديات الخطيرة أمام أمتنا العربية تستوجب من جامعاتنا العربية التعاون فيما بينها لتجاوز المعوقات والعراقيل
- العجمي: التعليم العالي يعد من أرفع المؤسسات العلمية والتعليمية وتلعب دوراً محورياً في النهوض بالبحث العلمي
- سلامة: تطوير المنظومة التعليمية وتعزيز الشراكات البحثية بين الجامعات العربية أهم محاور المؤتمر
- إنصاف: تأطير برامج التعاون العلمي والمعرفي العربي ضمن بيئة مفتوحة ومتكاملة أبرز الإنجازات في الدورة الـ56
آلاء خليفة
عقدت الجامعة الدولية في الكويت المؤتمر العام لاتحاد الجامعات العربية في دورته السابعة والخمسين بحضور نخبة من رؤساء الجامعات العربية وممثلي الهيئات العلمية والبحثية لمناقشة أبرز القضايا والتوجهات الإستراتيجية في مجال التعليم العالي، وذلك بحضور عدد من سفراء الدول العربية والأجنبية في الكويت.
وفي كلمته التي ألقاها في افتتاح المؤتمر، ذكر رئيس الجامعة الدولية د.بركات الهديبان، أن المؤتمر يعقد بمشاركة اثنتين وعشرين دولة عربية شقيقة، لافتا إلى أن عدد ضيوف المؤتمر من الجامعات العربية بلغ 300 ضيف بهدف خدمة العلم والبحث العلمي والتماس كل السبل الكفيلة بالارتقاء بهما، واستعادة المجد العلمي العظيم لأمتينا العربية والإسلامية في عصرهما الذهبي.
وأكد الهديبان أن القيادة السياسية الكويتية تحرص دوما على العلم والعلماء بقيادة قائدها صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، وكلمات سموه تظل نبراسا هاديا لنا في العمل وحافزا على العطاء والإبداع ومواصلة العمل الجاد، من أجل خدمة قضايا التعليم والبحث العلمي في الكويت والدول العربية عموما، والإسهام في تنشئة أجيال تؤمن بقيمة العلم، وتكون قادرة على خدمة أوطانها وأمتها وخدمة الإنسانية كلها.
وتابع الهديبان قائلا «يتزامن انعقاد المؤتمر مع التحديات الخطيرة التي تواجه أمتنا العربية ما يستوجب من جامعاتنا العربية أن تكون على قدر هذه التحديات وأن تتعاون فيما بينها من أجل تجاوز المعوقات والعراقيل التي تواجهها جامعات عربية عديدة خصوصا في قطاع غزة المحاصر، وفي السودان واليمن وسوريا وهو ما يحتم علينا أن نقوم بواجبنا في دعم هذه الجامعات ومد يد التعاون لها، من أجل إنقاذ المستقبل العلمي للشباب العربي، الذين يدرسون بها، والذين فرضت عليهم ظروف الحروب والنزاعات الانقطاع عن الدراسة المنتظمة بشكل موقت أو دائم.
ولفت الهديبان إلى أن محاور وفعاليات ومبادرات المؤتمر تتضمن إعلان تأسيس بنك المعرفة العربي في جمهورية مصر العربية، كمبادرة طموحة لتقريب مصادر المعرفة وتيسير الوصول إليها وإطلاق مبادرة منطقة التعليم العالي العربية في جمهورية العراق، والتي تهدف إلى تعزيز التكامل الأكاديمي العربي وتوحيد المعايير وضمان الجودة، بالإضافة إلى جلسة حوارية حول دعم الجامعات المشاركة للقضية الفلسطينية، وتأكيدا على أن العلم يجب أن يكون سندا للحق.
وقال: «نعتقد أن هذا الدعم المقترح للجامعات الفلسطينية الشقيقة أصبح الآن «فرض عين»، على كل الجامعات العربية من أجل مساعدة هذه الجامعات، على تجاوز المحنة القاسية، التي تمر بها منذ سنوات طويلة، وازدادت حدتها وقسوتها عقب بدء الحرب على قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023، والتي امتدت وتوسعت لتشمل أيضا معظم مدن وبلدات الضفة الغربية».
وختم قائلا «إن ما يميز هذا المؤتمر هو جمعه بين الخبرة والتنوع والانتماء العربي الأصيل في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى التآزر والعمل المشترك لمواجهة التحديات التي تعصف بعالمنا، سواء في مجال التكنولوجيا، أو في ميدان البحث العلمي، أو على صعيد الحوكمة الأكاديمية والتنمية المستدامة، وهو ما نعتقد أن هذا المؤتمر سيعمل من أجله ويسعى في سبيله بكل ما يملك من إمكانات وقدرات».
بدوره، قال أمين عام اتحاد الجامعات العربية د.عمرو سلامة إن التعليم العالي العربي يشهد تحولات جذرية، تبدأ من الثورة التكنولوجية التي يقودها الذكاء الاصطناعي، مرورا بتسارع الرقمنة وتغيرات سوق العمل، وانتهاء بمتطلبات التنمية المستدامة التي تفرض علينا جميعا الاستجابة السريعة والفاعلة، مشيرا إلى أن اتحاد الجامعات العربية يتحمل مسؤولية محورية في تعزيز التعاون الأكاديمي والبحثي بين الجامعات العربية، وهو ما ينعكس مباشرة في قدرتنا على تقديم حلول مبتكرة للتحديات وتحقيق الأهداف الاستراتيجية للتعليم العالي في وطننا العربي الكبير.
وأفاد سلامة بأن المؤتمر يعرض أبرز إنجازات ومشاريع اتحاد الجامعات العربية خلال العام الماضي، والتي تعكس التقدم الملحوظ في مسيرة دعم التعليم العالي وتعزيز جودة مخرجاته ويأتي في طليعة هذه المشاريع تطوير التصنيف العربي للجامعات بما يسهم في رفع معايير التقييم والشفافية، وتوسيع مظلة «بنك المعرفة المصري» لينطلق «بنك المعرفة العربي» بهدف دعم البحث العلمي وتيسير الوصول إلى مصادر معرفية موثوقة، إلى جانب تفعيل الإطار العربي المشترك للمؤهلات لتعزيز الاعتراف المتبادل بالشهادات الأكاديمية بين الدول العربية وقد حقق الاتحاد هذه المشاريع تنفيذا للخطة الاستراتيجية 2020-2030 ودعم الجامعات الفلسطينية التي تواصل عملها في ظل ظروف استثنائية صعبة، وكذلك مبادرة منطقة التعليم العربية التي تعتبر خطوة استراتيجية نحو بناء فضاء أكاديمي عربي موحد، والارتقاء بتصنيفات الجامعات العربية عالميا حيث شهدت الجامعات العربية تطورا ملموسا في حضورها ضمن التصنيفات العالمية، وأيضا يناقش المؤتمر التحول الرقمي في التعليم الجامعي والذي يعد فرصة استراتيجية لتحديث المنظومة التعليمية.
وذكر «كما يناقش المؤتمر تنامي دور الذكاء الاصطناعي في التعليم حيث شهدت الجامعات العربية خلال السنوات الأخيرة توجها متصاعدا نحو إنشاء كليات وأقسام وبرامج أكاديمية متخصصة في الذكاء الاصطناعي، كما ناقش الاعتماد الأكاديمي الدولي لكليات إدارة الأعمال (AACSB)».
من ناحيته، قال ممثل أمين عام جامعة الدول العربية د.فراج العجمي إن التعليم العالي يعد من أرفع المؤسسات العلمية والتعليمية التي تلعب دورا محوريا في النهوض بمنظومة البحث العلمي والتطوير في الدول التي تنشد الرقي والتقدم»، مشيرا إلى أن الاهتمام بتطوير الجامعات أصبح ضرورة وليس اختيارا، الأمر الذي يتطلب وضع معايير عربية موحدة لضمان جودة التعليم الذي تقدمه الجامعات العربية.
ولفت العجمي إلى أن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية عملت على تنفيذ عدة مشروعات بالتعاون مع منظمات العمل العربي المشترك والجهات ذات الصلة، من أهمها دعم تطوير التعليم العالي في دولنا العربية، بالإضافة إلى التعاون في تنفيذ برامج منح جامعية للطلبة العرب من جامعة الأمير محمد بن فهد وجامعة فودان بالجمهورية الصينية.
وأفاد العجمي بأن الجامعات تلعب دورا حاسما في تطوير القدرات المهنية للطلاب، مؤكدا أن جامعة الدول العربية على استعداد للتعاون مع المؤسسات التعليمية والبحثية والمنظمات الدولية والاقليمية المعنية بهدف تطوير الجامعات العربية والنهوض بالبحث العلمي في الوطن العربي.
من جهته، أشار رئيس جامعة بغداد ورئيس الدورة الـ56 للمؤتمر العام لاتحاد الجامعات العربية د.بهاء إنصاف إلى أبرز الإنجازات التي تحققت في الدورة الـ56، منها، العمل على تأطير برامج التعاون العلمي والمعرفي العربي ضمن بيئة مفتوحة ومتكاملة، وتعزيز الشراكات الأكاديمية من خلال توسيع قنوات التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف بين الجامعات العربية، وتشجيع توقيع مذكرات التفاهم وبرامج التوأمة بين المؤسسات، فضلا عن دعم البحث العلمي المشترك، من خلال إطلاق مبادرات لتحفيز المشاريع المشتركة بين الجامعات العربية ومنها بنك المعرفة المصري.
وبين أن أبرز الإنجازات هي العمل على التحضير لاستضافة «المنتدى العربي ـ الصيني للطاقة» بالتعاون مع جامعة شمال الصين للطاقة الكهربائية، المقرر عقده خلال سبتمبر 2025 في بكين، والذي نسعى من خلاله إلى توسيع آفاق التعاون العربي الصيني، خصوصا ضمن إطار برنامج «10+10» بين الجامعات العربية والصينية.
ولفت إلى تشجيع الأنشطة الطلابية المشتركة والمنتديات الشبابية التي تكرس مفهوم المواطنة العربية وتبادل الثقافات والخبرات.
وقال إنصاف «إننا ندرك حجم التحديات التي تواجه جامعاتنا في خضم التحولات السريعة التي يشهدها العالم اليوم، لاسيما في ميدان الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته المتنامية في مختلف القطاعات»، داعيا إلى أهمية التعاون البناء بين الجامعات العربية، في بناء أطر استراتيجية تنظم استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم والبحث بما يضمن تعزيز التنمية المستدامة ويحفظ القيم الإنسانية والمجتمعية.
محمد عاشور لـ«الأنباء»: ضرورة تطوير منظومة التعليم العالي في جامعاتنا العربية
ذكر وزير التعليم العالي والبحث العلمي بجمهورية مصر العربية أ.د. محمد عاشور في تصريح خاص لـ«الأنباء» على هامش المؤتمر أن تواجده في المؤتمر العام لاتحاد الجامعات العربية والذي تستضيفه الجامعة الدولية في دولة الكويت الشقيقة يهدف إلى عرض تجربة مصر الرائدة مع بنك المعرفة المصري والذي تطور اليوم واصبح بنك المعرفة الدولي بعد اعتماده رسميا من اليونسكو واليونيسيف بأن يكون بنك المعرفة الرئيسي لنشر المعرفة على مستوى العالم، وبناء عليه استضفنا وفودا من أكثر من 23 دولة من دول العالم حضروا إلى مصر لحضور دورات تدريبية وورش عمل للتعرف على محتويات هذا البنك.
وكشف عاشور أن إطلاق بنك المعرفة العربي بدعم من بنك المعرفة المصري سيتيح للجامعات الاعضاء بالاتحاد الوصول إلى مصادر المعرفة العالمية، حيث سيوفر البنك الولوج الى أكثر من 100 مليون مادة معرفية من أكثر من 1000 دار نشر دولية وإقليمية ومحلية، مما يمنح الباحثين فرصة للاطلاع على أحدث الأبحاث والدراسات العلمية في مختلف المجالات.
وذكر عاشور اننا عرضنا خلال المؤتمر تجربة مصر الرائدة في هذا المجال وتعاونا مع الجامعات العربية لنشر المعرفة ووصولها الى جميع الباحثين والطلاب وأعضاء هيئة التدريس في جامعاتنا العربية وذلك من خلال جلسة حوارية حول بنك المعرفة العربي شاركت فيها مع امين عام اتحاد الجامعات العربية أ.د.عمرو سلامة وامين عام اتحاد مجالس البحث العلمي العربية أ.د.عبدالمجيد بن عمارة والمشرف العام على بنك المعرفة المصري أ.د.جينا الفقي وامين بنك المعرفة المصري م.ماجد الصادق
وتابع قائلا «نسعد اليوم بحضور هذا المؤتمر لما له من أهمية في خدمة تطوير منظومة التعليم العالي والبحث العلمي في جامعاتنا العربية، موضحا ان اتحاد جامعات الدول العربية يضم اكثر من 500 جامعة، ووجودنا اليوم في فعاليات لتطوير منظومة التعليم العالي يعتبر شرفا كبيرا لي بوجود الوفد المصري المكون من اكثر من 40 رئيس جامعة حاضرين في تمثيل الجامعات المصرية في هذا المؤتمر».
الهديبان يتسلم الدورة الـ 57 لرئاسة المجلس التنفيذي
قام رئيس جامعة بغداد ورئيس الدورة السابقة للمؤتمر أ.د.بهاء إنصاف بتسليم علم الدورة 57 الى أ.د.بركات الهديبان ليتولى رئاسة الدورة 57 ورئاسة المجلس التنفيذي، كما تم خلال حفل الافتتاح تكريم الفائزين بجائزة اتحاد الجامعات العربية للرسائل العلمية المتميزة «دكتوراه، ماجستير» وتم الإعلان عن أسماء الفائزين بجائزة يوسف بن سعيد لوتاه للعلماء الشباب وتبادل الدروع الرسمية، والجدير بالذكر ان المؤتمر مستمر في عقد جلساته على مدار يومين في جلسات صباحية ومسائية.