- نبال بورسلي: نسلّط الضوء على أحدث الطرق التعليمية والأكاديمية التي تتوافق مع هذه الحالات ومناقشة الجانب القانوني لتعليمهم
حنان عبدالمعبود
أكد نائب مدير الهيئة العامة لشؤون ذوي الإعاقة لقطاع الخدمات الطبية والنفسية والاجتماعية ومراكز رعاية المعاقين د.خليفة الهيلع أن التمكين التعليمي للطلبة المصابين بالأمراض المزمنة والمستعصية قضية سامية، مشددا على حرص وزيرة الشؤون الاجتماعية وشؤون الأسرة والطفولة د.أمثال الحويلة بالتعاون الوثيق مع وزارتي الصحة والتربية، على دعم هذا الجانب إيمانا بأن التعليم حق للجميع دون تمييز، حتى في أقسى الظروف الصحية، وهو ما يؤكده الدستور وتتبناه السياسة الوطنية.
جاء هذا في كلمة ألقاها في افتتاح مؤتمر «التمكين التعليمي للطلبة المصابين بالأمراض المزمنة والمستعصية»، أعرب خلالها عن سعادته بالمشاركة في المؤتمر الذي يعد الأول من نوعه في الكويت ويحمل هذه القضية السامية، والرسالة الإنسانية النبيلة، لافتا إلى أن المؤتمر يجسد الشراكة الحقيقية بين قطاعات الدولة المختلفة الصحية، التربوية، والاجتماعية من أجل توفير بيئة تعليمية دامجة، تراعي الفروق الفردية وتدعم الطلبة المرضى نفسيا وتعليميا واجتماعيا وقال «نحن، وبظل وزارة الشؤون الاجتماعية ومن خلال جمعية (أبي أتعلم)، كجمعية أهلية فاعلة، نحتفل بإنجاز وطني وإنساني مشرف، فقد حرصت الكويت على توفير التعليم للأطفال المرضى داخل المستشفيات، وذلك من خلال تخصيص أجنحة تعليمية خاصة تعرف بـ «مدرسة المستشفى»، بإشراف وزارة الصحة، لتقديم خدمات تعليمية
مخصصة للأطفال المصابين بأمراض السرطان والأمراض المزمنة، إيمانا بأن المرض يجب ألا يوقف حق الطفل في التعلم.
وأشار إلى أن الكويت انفردت عالميا بتقديم التعليم عن بعد لطلبتها أثناء تلقيهم العلاج خارج البلاد، عبر تجربة ملهمة تستحق الإشادة والدعم، والفخر أن الكويت سباقة في تحويل التحديات إلى فرص.
وأضاف: «إن هذه الجمعية، وبدعم مشترك من الدولة وجمعيات النفع العام، تقوم بدور رائع في تدريس الطلبة المرضى من مختلف الفئات، وخاصة مرضى السرطان والأمراض المزمنة، سواء داخل المستشفيات أو منازلهم أو خارج الكويت. ودعا جميع الجهات المتخصصة، والشخصيات الوطنية، وجمعيات النفع العام، الى الانضمام إلى هذه المبادرة، ودعم الجمعية، لوضع منظومة تعليمية مرنة، دامجة، وإنسانية». بدورها، ألقت رئيسة الجمعية د.منى بورسلي كلمة أكدت خلالها أن في الجمعية ايمانا راسخا بأن المرض يجب ألا يوقف الحلم، ولا يغلق باب المعرفة. وقالت «أطفالنا المرضى، رغم الألم والتعب، يملكون طموحا لا يقل عن غيرهم، ويستحقون فرصة عادلة في التعليم، تزرع فيهم الأمل وتمنحهم القوة»، مضيفة «دعم تعليم الأطفال المصابين بأمراض مزمنة أو السرطان، ليس رفاهية، بل ضرورة إنسانية وتربوية وحق، ونحن هنا اليوم، لنعمل معا على تحويل غرف العلاج إلى فصول تعلم، ونقل الكتاب إلى جانب السرير، ليظل الأمل حيا في قلوبهم». واختتمت بورسلي مؤكدة أن أبواب الجمعية مفتوحة دوما لتلقي الاقتراحات التي تسهم في تطوير العمل، وتعزز من تحقيق الأهداف الإنسانية والتعليمية.
من جهتها، أكدت عضو مجلس إدارة جمعية «أبي أتعلم» د.نبال بورسلي أن هذا المؤتمر هو الثاني الذي تنظمه الجمعية والذي يسلط الضوء على فئة مهمة للأطفال المصابين بالأمراض المستعصية والمزمنة، حيث يجمع باقة من أعضاء هيئة التدريس بجامعة الكويت المتخصصين في مجال التربية الخاصة، والمهتمين بمجال استمرار تعليم الطلبة المرضى، لمناقشة أهمية استمرار تعليم هذه الفئة، والتطرق إلى أساليب تعليمهم، بالإضافة إلى استعراض أحدث الطرق التعليمية والأكاديمية التي تتوافق مع هذه الحالات مع مراعاة الجانب الاجتماعي، بالإضافة إلى مناقشة الجانب القانوني لتعليم هؤلاء الأطفال.
وأشارت إلى أن هناك العديد من المستشفيات التي تضمن فصولا دراسية كان أولها بمستشفى البنك الوطني التخصصي، ومستشفى الرازي لمن يعانون الكسور ويمكثون فترة طويلة بالمستشفى، ومؤخرا يجري العمل لفتح فصل جديد بمستشفى العدان. من جانبه، أكد رئيس اللجنة التعليمية بجمعية «أبي أتعلم» د. علي الأنصاري أن الطفل المريض يحتاج إلى دعم، خاصة انه قد يكون متفوقا ومميزا وفجأة يصاب بالمرض، مما ينهي حياته التعليمية والأكاديمية وحتى الاجتماعية.
وقال «من هنا يأتي دور الجمعية لتدريس الطفل في المستشفى أثناء تلقيه العلاج، إضافة إلى دعمه نفسيا وأكاديميا حتى يجتاز جميع المراحل بنجاح وتفوق وهناك العديد من الحالات تخرجوا في الثانوية، كما درسوا بالخارج بعد تلقي العلاج، وهناك طلبة تخرجوا وأصبحوا قياديين بالجمعية بعد تخرجهم وتعافيهم من الأمراض.