بيزنس الأربعاء 10:40 ص
  • أتمنى اكتشاف سدم جديدة من سماء الكويت بحيث تكون صورة من كتالوج كويتي للسدم حديثة الاكتشاف يحمل اسم الكويت
  • الصبر والاستثمار في المعدات الصحيحة والتثقيف النظري والعملي ضروري لكل مصور مبتدئ يرغب في خوض مجال التصوير الفلكي
  • أشعر بالفخر والاعتزاز بعد نشر وكالة ناسا الأميركية صورة التقطتها لمجرة M106 فهو إنجاز باسم الكويت

 

أجرت الحوار: آلاء خليفة

الكويت تزخر بالكفاءات الشبابية الوطنية في كل المجالات، شباب وطني محب للوطن ويضع رفع اسم وطنه عاليا في المحافل الدولية دوما نصب عينيه، ومن تلك النماذج الشبابية الكويتية المشرفة التي تدعو للفخر والاعتزاز المصور الفلكي علي العبيدلي، الذي تخصص ودرس الصيدلة لكن لم يمنعه ذلك من ممارسه هوايته في التصوير الفلكي من سماء الكويت وفي وقت قياسي من بدء ممارسة هوايته وتصويره لسدم وكواكب وأجرام سماوية استطاع أن يجعل للكويت بصمة في هذا المجال أمام العالم، فقد حقق مؤخرا إنجازا كبيرا بعرض وكالة ناسا الأميركية صورته التي التقطها لمجرة M106 فضلا عن صورته لسديم الشبح التي حصلت على جوائز تقديرية عديدة من مصورين فلكيين عالمين ومن المجتمع الفلكي بشكل عام.

«الأنباء» التقت المصور الفلكي علي العبيدلي في حوار خاص تحدث فيه عن هوايته للتصوير الفلكي وعشقه لعالم الفلك، كما أشار إلى دعم الدولة للمصورين الفلكيين من خلال الجهات الداعمة كمؤسسة الكويت للتقدم العلمي.

وقدم العبيدلي النصائح للمصورين الفلكيين المبتدئين في هذا المجال، كما كشف لـ «الأنباء» عن طموحاتهم المستقبلية في مجال التصوير الفلكي والعديد من الأمور التي تحدثنا فيها مع العبيدلي، وإليكم التفاصيل:

في البداية.. من علي العبيدلي؟

٭ علي العبيدلي، هاوي رصد وتصوير فلكي من سماء الكويت، وأنا مصور فلكي ومهتم بعلم الفلك بشكل عام ونشر المحتوى العربي بكل ما يخص الفلك، درست الصيدلة في ايرلندا ومارست الفلك كهواية بعد التخرج عام 2020 وقمت بشراء أول تلسكوب، وأنا من عشاق علم الفلك منذ الصغر، وقبل 15 عاما ذهبت مع الوالدة إلى المركز العلمي وقمت بشراء تلسكوب صغير وبعد عودتنا من الدراسة في بريطانيا عدت إلى مجال الفلك مرة أخرى منذ 3 سنوات، وأخذت التلسكوب إلى بر الصبية وشاهدت لأول مرة كوكب زحل وهنا كانت البداية وعشق عالم الفلك عن قرب، وكانت لحظة رائعة لأنني وجدت كوكب زحل الحاد الرائع، ومعظم الصور التي أقوم بالتقاطها تكون من صحراء السالمي.

حدثنا عن الإنجاز الذي قمت به مؤخرا بعد عرض وكالة ناسا الأميركية احدى الصور الخاصة بك لسماء الكويت؟

٭ قامت وكالة ناسا الأميركية بنشر صورة التقطها من سماء الكويت وهي صورة لمجرة M106 «ميسيه 106»، وهي تعتبر مجرة حلزونية، وما يميزها أن بها نفاثة من الهيدروجين المتأين يخرج من المجرة، وقد حصلت تلك الصورة على تقدير عظيم من المجتمع الفلكي سواء من داخل الكويت أو خارجها.

سديم الشبح

نود تسليط الضوء على صورة سديم الشبح التي حصلت عليها على تقييمات جيدة من مصورين فلكيين؟

٭ قمت بالتقاط صورة لسديم الشبح وقمت بعرضها في موقع لعرض الصور الفلكية واللجان التي تقوم بتقييم تلك الصور تتضمن مصورين فلكيين، وحصلت على تقييمات عالية لتلك الصورة من المجتمع الفلكي، وكذلك نشرتها في مجلة sky at night والمسؤولة عنها مؤسسة الكويت للتقدم العلمي.

دعم المواهب

كيف ترى دعم الدولة للمواهب الكويتية الشابة في مختلف المجالات ومنها مجالك على وجه التحديد؟ وهل قمت بالانضمام الى الجهات الداعمة للشباب في الكويت.. وكيف تقيم تلك التجربة؟

٭ في الحقيقة كوني مصورا فلكيا أعمل بشكل منفرد، ولكن بشكل عام فإن مؤسسة الكويت للتقدم العلمي من الجهات الداعمة للمصورين الفلكيين في الكويت، وكذلك كل الشكر والتقدير إلى محمد العبيدي، وهو أكثر الداعمين من داخل المؤسسة وساعدني في نشر صور لي خاصة ببداياتي في مجلةBBC sky at night وهي مجلة عريقة في مجال الفلك، ويقومون بترجمتها إلى اللغة العربية، كما ان هناك جزءا خاصا لمعرض الصور الفلكية من السماء العربية، وأيضا النادي العلمي والمركز العلمي يدعمون الهواة وأصحاب المواهب.

نصائح لهواة التصوير الفلكي

ما نصائحك لهواة التصوير الفلكي من خلال خبرتك؟

٭ أود التوضيح أن التصوير الفلكي هو هواية تستغرق من الشخص الكثير من الوقت والجهد، وأنصح هواة التصوير الفلكي بأن الصورة ليست فقط توجيه تلسكوب وكاميرا والتقاط الصورة بل تحتاج إلى خطوات عدة وصبر وسهر أحيانا نظرا لأن بعض الصور تحتاج أحيانا يومين او ثلاثة للحصول على صورة علمية خالية من التلوث الضوئي الموجود داخل المدن، لذا عليهم قبل خوض المجال أن يكونوا على دراية وعلم بالصعوبات التي ستواجههم سواء التقنية أو على المستوى الشخصي، فلابد من الموازنة بين الوظيفة والحياة والأسرية وممارسة الهواية، وأود أن أنتهز الفرصة لأوضح أن الصورة عبارة عن لقطات مكدسة على بعضها البعض، لذا فإن التصوير الفلكي يبدأ بجمع البيانات ثم تأتي مرحلة المعالجة وتعديل الألوان بشكل علمي، كما أنه لابد ان نأخذ بعين الاعتبار مشكلة الإزعاج بالصورة، كوننا نقوم بتصوير أشياء خافتة جدا، وكلما كانت الإضاءة خافتة تزداد تلك الإشكالية، لذا نقوم بتصوير أكثر من لقطة، وعلى الراغبين في خوض مجال التصوير الفلكي تثقيف أنفسهم بشكل نظري وعلمي وعملي والتعرف على المفاهيم العلمية أولا ثم ممارسة الهواية، وأنصح كذلك بالبحث وتحديد الهدف من ممارسة هواية التصوير الفلكي قبل الخوض فيها، وبالطبع فإن تصوير الكواكب له معدات تصوير خاصة به تختلف عن معدات التصوير الخاصة بتصوير السدم والأجرام العميقة في السماء ومن ثم عليهم البحث في كيفية استخدام الأدوات التي سيحتاجها في التصوير، وأنصحهم بالتواصل مع الأشخاص الذين سبقوهم في المجال للأخذ من خبراتهم، وعلى المصور الفلكي أن يهتم بقاعدة التتبع الاستوائي نظرا لأن الكرة الأرضية تدور ويدور معها الجرم السماوي، لذا على المصور اقتناء متتبع للنجوم دقيق وخفيف الوزن في حال يتنقل من مكان إلى آخر.

ما طموحاتك الفترة الحالية ومشاريعك المستقبلية؟

٭ في الحقيقة، أشعر بالفخر والاعتزاز بالصورة التي قامت وكالة ناسا الأميركية بنشرها لي مؤخرا خاصة انهم كتبوا في وصف الصورة انه قد تم التقاطها في صحراء السالمي في الكويت، وفي الحقيقة ان مجال التصوير الفلكي مجال عميق جدا، وأطمح لان يتم نشر صوري في مواقع أخرى ومنها موقع AstroBin وهو موقع تقني بشكل اكثر ولقد حصلت منه على جوائز في المركز الثالث والثاني، ولكن اطمح للمركز الأول، كما أطمح لان أقوم بعمل دراسة فلكية من سماء الكويت

ومن طموحاتي كذلك ان يكون هناك اكتشاف لسديم جديد من سماء الكويت ويسمى على سبيل المثال KW1 بحيث تكون صورة في كتالوج كويتي للسدم حديثة الاكتشاف، ومن ناحية أخرى لدي طموحي في الدخول بمجال تصوير الشمس، وأود ان اذكر في هذا المجال ان لدينا زميلا وهو عبدالمحسن الريش متخصص في تصوير الشمس ومتميز ومتعمق به، موضحا انه قام بتصوير الشمس بتقنية white light ولكن لم يقم حتى الآن بتصويرها بتقنية الهيدروجين ألفا، وكذلك هناك الكثير من الأهداف الفلكية التي أرغب في تصويرها مستقبلا، كما انني أرغب في إعادة تصوير سدم قد أكون غير راضية بشكل تام عن تصويرها في الماضي وأرغب في إعادة تصويرها بشكل أفضل.

السديم يكون مشعاً أو عاكساً

ذكر علي العبيدلي ان السديم عبارة عن غبار كوني يكون مشعاً او عاكسا والسديم العاكس يعكس لون النجوم المحيطة به، أما السديم المشع مثل السديم الجبار فهو من أشهر السدم في السماء يشع من نفسه دون الحاجة للنجوم المحيطة به.

ولفت العبيدلي إلى ان النجم يسبب تأين في المادة التي يتكون منها السديم وغالبا تكون مادة الهيدروجين «وهو أكثر إشعاع نراه في الفضاء» وبالتالي يشع السديم وهذا الوضع له طريقة معينة في التصوير تسمى «تقنية النطاق الضيق» تصور إشعاع الهيدروجين في حال كان السديم يتكون من هيدروجين متأين أو أكسجين متأين ويتم وضع فلاتر الأكسجين وفلاتر الهيدروجين أمام الكاميرا الفلكية ويتم التقاط الإشعاع الذي يبعثه السديم من تلقاء نفسه.

نطمح لأن يكون لدينا في الكويت محمية ضوئية بعيدة عن المدينة

أعرب علي العبيدلي عن طموحاته بأن يكون لدينا في الكويت محمية ضوئية بعيدة عن المدينة خالية من التلوث الضوئي، موضحا ان المصورين الفلكيين وهواة الفلك يعانون من التلوث الضوئي داخل المدينة، مشيرا إلى ان التقدم الاقتصادي والاجتماعي أمر لابد منه ولكن بسبب تلك الثورة الصناعية بدأنا نخسر جمال السماء وبدأنا نخسر النجوم التي كان العرب في يوم من الأيام يسمونها بأسمائهم، متمنيا ان الكويت في يوم من الأيام تكون لديها محمية للنجوم ليس فقط للمصورين الفلكيين انما للمهتمين كذلك بالأبحاث الفلكية، كما تمنى العبيدلي ان يكون في الكويت مرصد ثابت في صحراء السالمي يساعد هواة الفلك على ممارسة هوايتهم.

اختلاف ألوان النجوم

أشار علي العبيدلي إلى اختلاف ألوان النجوم، فهناك نجمة زرقاء وأخرى حمراء، موضحا ان النجم الأزرق هو نجم جديد، موضحا ان النجم يشع بسبب الدمج النووي الذي يحدث بين الهيدروجين بما ينتج عنه مادة الهيليوم، لافتا إلى ان هذا الاندماج يؤدي إلى الانبعاث وتصدر عنه طاقة، لافتا إلى انتهاء الأوكسجين من داخل النجم يؤدي إلى كبر النجم حتى نصل إلى نفاذ الوقود النووي للنجم بما يؤدي إلى انكماشه او انفجاره او ان يصبح ثقبا أسود.

التلوث الضوئي

قال علي العبيدلي انه يبحث دوما عن الأماكن التي تتميز بقلة التلوث الضوئي، لافتا إلى ان داخل المدينة يصعب تصوير السدم بسبب التلوث الضوئي فيقوم بالخروج إلى أماكن قليلة التلوث الضوئي، موضحا ان داخل المدينة يمكن تصوير الكواكب والقمر نظرا لأنها أجرام ساطعة ولا تحتاج لأماكن قليلة في التلوث الضوئي.

شاركها.
Exit mobile version