أسامة دياب

استضافت السفيــرة البريطانية لدى الكويت بليندا لويس عددا من ممثلي وسائل الإعلام المحلية في مقر إقامتها، وذلك في لقاء وداعي بمناسبة اقتراب انتهاء مهامها الرسمية في البلاد، بعد أربع سنوات حافلة من العمل الديبلوماسي.

وخلال اللقاء استعرضت السفيرة لويس أبرز محطات فترة عملها، مؤكدة متانة الشراكة «الاستثنائية والعريقة» التي تجمع المملكة المتحدة ودولة الكويت.

ولفتت إلى أن عام 2025 يصادف مرور 250 عاما على بدء العلاقات التجارية بين البلدين، في دلالة رمزية على عمق الروابط التاريخية التي تربط الجانبين.

وقدمت السفيرة شكرها الى الشعب الكويتي على حسن الضيافة ودفء الاستقبال، مشيرة إلى أن من أبرز التجارب الثقافية التي تركت أثرا بالغا في ذاكرتها كانت المشاركة في الدواوين الرمضانية التقليدية، وحضور مراسم «القفال» التي تعتبر نهاية موسم الغوص من أجل اللؤلؤ.

وسلطت الضوء على إطلاق نظام تصريح السفر الإلكتروني (ETA) للكويتيين في فبراير 2024، واصفة إياه بالعلامة الفارقة والخطوة المهمة في تسهيل حركة السفر وتعزيز العلاقات الثنائية.

وأوضحت أن عدد الزوار الكويتيين إلى المملكة المتحدة بلغ نحو 162 ألفا في عام 2024، بزيادة قدرها 6% مقارنة بالعام الذي سبقه، في ظل توافر 19 رحلة جوية أسبوعيا عبر الخطوط الجوية الكويتية إلى لندن ومانشستر.

وفيما يتعلق بالتبادل الأكاديمي، أعربت لويس عن فخرها بالأعداد المتزايدة من الطلبة الكويتيين في الجامعات البريطانية، والذين تجاوز عددهم حاليا 10 آلاف طالب، مؤكدة أن التعليم يظل ركيزة مهمة في العلاقات الثنائية.

وأشارت السفيرة إلى أبرز المحطات السياسية والديبلوماسية خلال فترة عملها، منها الاحتفالات المشتركة بمرور 125 عاما على العلاقات الديبلوماسية، وزيارة صاحب السمو الأمير إلى اسكتلندا ولقاء سموه جلالة الملك تشالز الثالث، وكذلك زيارته الرسمية إلى لندن في أغسطس 2023، والتي شهدت توقيع شراكة استثمارية استراتيجية بمناسبة الذكرى السبعين لتأسيس الهيئة العامة للاستثمار.

وذكرت أن صاحب السمو الأمير أجرى خمس زيارات رسمية إلى المملكة المتحدة خلال فترة عملها، في مقابل زيارة أربعة وزراء بريطانيين إلى الكويت، بينهم وزير الخارجية الحالي ديفيد لامي، إلى جانب مسؤولين رفيعي المستوى ودوق إدنبرة، ما يعكس الزخم المتنامي في العلاقات الثنائية.

وفي الشأن الاقتصادي، كشفت لويس عن أن المملكة المتحدة تقترب من إبرام اتفاقية تجارة حرة مع مجلس التعاون الخليجي، مشيدة بالشراكة الإنسانية المتصاعدة مع الكويت، والتي أثمرت تمويلا مشتركا بين وزارة الخارجية البريطانية والصندوق الكويتي للتنمية لدعم جهود الإغاثة في غزة واليمن والسودان والصومال.

وردا على سؤال حول الوضع الإنساني في غزة، أعربت السفيرة عن إدانة بلادها الشديدة لمقتل مدنيين أثناء محاولتهم الوصول إلى المساعدات، مطالبة بوقف فوري لإطلاق النار، مشيرة إلى البيان المشترك الذي صدر في 21 يوليو عن المملكة المتحدة و27 دولة أخرى.

وفي ختام كلمتها، أعربت لويس عن ثقتها في أن خلفها، السفير المعين قدسي رشيد، سيحظى بتجربة ثرية ومثمرة في الكويت، مؤكدة أن التعاون بين البلدين في مجالات التجارة، الدفاع، التعليم، الثقافة، المناخ، والبيئة سيستمر في التوسع والازدهار في المرحلة المقبلة.

شاركها.
Exit mobile version