أسامة دياب

قالت عميدة السلك الديبلوماسي بالإنابة سفيرة جمهورية سيراليون لدى البلاد حاجة ايشاتا توماس، إن الكويت وبحكم مؤسساتها المالية القوية وخبرتها العميقة في تطوير البنية التحتية، والتزامها بالتعاون فيما بين بلدان الجنوب، تعتبر في موضع جيد للعب دور حيوي في هذا العصر الجديد من النمو الاقتصادي الأفريقي».

وفي كلمة ألقتها خلال مؤتمر صحافي عقدته بمناسبة «يوم أفريقيا»، بحضور حشد كبير من السفراء الأفارقة المعتمدين لدى البلاد، قالت توماس «يعقد هذا المؤتمر الصحافي في إطار الاستعدادات للاحتفالات بيوم أفريقيا 2025، الذي يحتفل فيه الشعب الأفريقي، في جميع أنحاء العالم، احتفالا بالذكرى التاريخية لتأسيس منظمة الوحدة الأفريقية بتاريخ 25 مايو 1963، والتي تعرف اليوم بالاتحاد الافريقي (AU)».

وتابعت «تأسس الاتحاد الأفريقي عام 2002م خلفا لمنظمة الوحدة الأفريقية، وقد عملت المنظمة منذ تأسيسها على تعزيز رغبة القارة على تحقيق الاستقرار والتقدم والازدهار، وكان طوال هذه الفترة رمزا لعزيمة وإرادة الشعب الأفريقي الذي حرر نفسه من قيود القوى الاستعمارية وهيمنتها في ذلك الوقت، وعليه فإن يوم أفريقيا يمثل فرصة للاحتفال بالتنوع والإنجازات والنجاح الأفريقي، ويستغل هذا اليوم لتسليط الضوء على الإمكانات الثقافية والاقتصادية الموجودة في القارة الأفريقية وتطلعات الشعب الأفريقي».

وقالت السفيرة «يحتفل بيوم أفريقيا هذا العام في الكويت، تحت شعار «التعاون الأفريقي الكويتي ـ تعزيز الاستثمار الكويتي في أفريقيا من أجل الشراكة الاستراتيجية»، لافتة إلى أن «السفارات الأفريقية المعتمدة لدى الكويت، نظمت للاحتفال بيوم أفريقيا هذا العام عدة أنشطة»، مضيفة أنه «سيقام الحدث الرئيسي ليوم أفريقيا يوم 10 يونيو حيث ستشارك فيها السفارات الأفريقية المعتمدة لدى الكويت، في معرض يهدف إلى الاحتفال بالثقافات الأفريقية الغنية».

وقالت توماس «افريقيا اليوم على مفترق الطرق للتحول، وذلك بفضل مواردها الطبيعية الهائلة، وسكانها الشباب، وأسواقها المتوسعة، وإمكاناتها العميقة للتنمية المستدامة، وتمثل القارة فرصة ومسؤولية في نفس الوقت للأفارقة أنفسهم، ولشركائها الدوليين».

وتابعت «تعتبر الكويت، بحكم مؤسساتها المالية القوية، وخبرتها العميقة في تطوير البنية التحتية، والتزامها بالتعاون فيما بين بلدان الجنوب، في موضع جيد للعب دور حيوي في هذا العصر الجديد من النمو الاقتصادي الأفريقي»، مشيرة إلى أن «الكويت أظهرت على مر السنين الصداقة والتضامن والدعم للتطلعات التنموية للدول الأفريقية أبرزتها من خلال الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، الذي قام بتمويل أكثر من 300 مشروع في جميع أنحاء القارة».

وقالت «يتعين علينا الآن تحويل هذه المساعدات إلى الشراكات قائمة على الاستثمار، لذا فان أفريقيا ترحب بالمستثمرين الكويتيين المستعدين للعمل جنبا إلى جنب مع رواد الأعمال والحكومات الأفريقية لبناء مشاريع ذات منفعة متبادلة في قطاعات مثل الطاقة والزراعة والصحة والتعليم والبنية التحتية والتكنولوجيا الرقمية».

واختتمت السفيرة كلمتها بالقول «اختتم كلمتي بالإعراب عن خالص امتناننا وتقديرنا لصاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد وسمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، وحكومة الكويت لقيادته الحكيمة التي ساعدت في خلق بيئة مواتية للتعاون مع القارة الأفريقية».

من ناحيته، اشاد سفير مالي لدى الكويت علي ولد أحمد بالعلاقات الكويتية- الأفريقية والدور الذي تقوم به الكويت في المساهمة في عملية التنمية من خلال المشاريع التي يقولها الصندوق الكويتي للتنمية، فضلا عن النشاطات التي تقوم بها الجمعيات الخيرية الكويتية في العديد من الدول الأفريقية، لافتا في تصريح على هامش المؤتمر، إلى المبادرات الكويتية التي وصفها بالبناء في خدمة القارة السمراء.

وقال ولد أحمد «إن إفريقيا هي بلا شك قارة المستقبل، فهي تضم غالبية شبابية متزايدة تشكل ركيزة أساسية لأي نهوض تنموي، وقوة دافعة نحو الابتكار والاستقرار في العالم، فالشباب هو ثروة الأمم، وإفريقيا غنية بهذه الثروة، كما أن القارة الإفريقية تزخر بثروات طبيعية هائلة يحتاج إليها العالم أجمع، من معادن نادرة وموارد زراعية ومصادر طاقة متنوعة.

بدوره، قال السفير التونسي محمد بودالي إن العلاقات الافريقية- الكويتية تاريخية وتعود إلى 60 سنة ماضية، اتسمت بالاحترام المتبادل، مشيدا بدور الكويت الذي تقوم في تطوير وتنمية الدول الأفريقية وتقديم المساعدات لها، منوها إلى أن الاستثمارات الكويتية في أفريقيا قديمة وفعالة، وان اهتمام الكويت بأفريقيا واضح من خلال المساهمات والمبادرات سواء الحكومية والشعبية، لدعم أفريقيا، داعيا المستثمرين الكويتيين للاستثمار في بلاده وفي افريقيا التي قال ان «مستقبل الاستثمار فيها واعد لما تحتويه على ثروات مهمة».

وأشاد بالدور الذي قامت به الديبلوماسية الكويتية التي قال إنها تعتمد على ايجاد الحلول السلمية للنزاعات، متطلعا للعمل مع الكويت في مجال الأمن الغذائي سواء على المستوى الثنائي أو مع دول الاتحاد الافريقي.

وثمّن السفير المغربي علي ابن عيسى تعاون الكويت مع دول أفريقيا في مختلف المجالات، مشيدا بالاستثمارات الكويتية في القارة الأفريقية، داعيا في الوقت نفسه إلى توطيد التعاون في مجال الأمن الغذائي والبنى التحتية والربط الرقمي والطاقة.

وردا على سؤال عن احتمال أن نشهد في المستقبل القريب تأشيرة أفريقيا مشتركة على غرار شنغن وهل هناك إعفاء للكويتيين من الشينغن الافريقي»، قال ابن عيسى إن المواطن الكويتي لا يحتاج إلى تأشيرة لعدد من الدول الأفريقية، في حين لا تزال هناك بعض الدول يجب على الكويتي الحصول على تأشيرة لدخولها، وهذا الأمر يتم بكل سهولة، وبالتالي، لا يمكننا ان نتحدث عن صيغة شينغن حاليا، لأننا لم نصل إلى هذه المرحلة بعد في القارة، رغم وجود عزيمة وإرادة سياسية من الدول الافريقية للمضي قدما وصولا إلى اندماج اقتصادي.

أما السفير السوداني عوض الكريم الريح بلة، فأشاد بتعاون الكويت مع الدول الأفريقية سواء عبر صندوق الكويتي للتنمية أو المصرف العربي للتنمية، لافتا إلى أن قمة الكويت العربية- الأفريقية التي عقدت في الكويت عام 2013، وضعت إطارا للتعاون، الا أن هذا الإطار يحتاج إلى إرادة سياسية قوية لتفعيله، منوها إلى أن الكويت لديها إرادة قوية ومنفتحة للتعاون مع أفريقيا وتدرك جيدا إمكانيات القارة، مشيرا في الوقت نفسه، إلى مبادرة الأمن الغذائي المطروحة بين الاتحاد الافريقي والجامعة العربية والتي يمكن أن تحل مشكلة الأمن الغذائي.

وقالت سفيرة كينيا حليمة محمود، إن هناك تعاونا في المجال الأمني بين الكويت ودول أفريقيا خصوصا في مجال مكافحة الارهاب، مشيدة بهذا التعاون الجيد.

شاركها.
Exit mobile version