أعلن فريق الغوص التابع للمبرة التطوعية البيئية أمس إنجاز المرحلة الثانية من مشروع تنظيف السواحل الجنوبية في البلاد، حيث رفع الفريق 9 أطنان من المخلفات البلاستيكية والأخشاب وشباك الصيد المهملة.
وقال رئيس الفريق وليد الفاضل لـ «كونا» إن السواحل التي قام الفريق بتنظيفها هي: بنيدر والزور والخيران والنويصيب، إذ تم رفع عوامة جانحة تشكل خطرا على الملاحة البحرية، بالإضافة إلى إطارات كبيرة والعثور على سلحفاة نافقة في ساحل الزور.
وأضاف الفاضل أن «هذه المبادرة تأتي ضمن الحملة العالمية (بحار نظيفة) التي أطلقها المكتب الإقليمي للأمم المتحدة للبيئة في غرب آسيا من أجل حماية البحار من مخلفات البلاستيك والمخلفات الأخرى وحماية الكائنات البحرية».
وأوضح أن المخلفات البلاستيكية تشكل خطرا على البيئة والأحياء البحرية، إذ يتسبب البلاستيك في موت مليون طائر بالعالم سنويا إضافة إلى ربع مليون كائن بحري ومنهم السلاحف المهددة بالانقراض، وذلك حسب تقرير الأمم المتحدة.
وأفاد الفاضل بأن الفريق استعان بسيارة نقل وجرافات وبمعدات وقوارب نظرا للأوزان الثقيلة للمخلفات بمساندة فريق الإنقاذ الكويتي (صقور صباح)، مؤكدا استمرار الفريق بتنظيف سواحل البلاد منها: الجديليات ومحمية الجهراء وساحلي الشويخ وعشيرج بالتعاون مع الهيئة العامة للبيئة.
وأشار إلى استمرار الفريق بانتشال القوارب وشباك الصيد من الشعاب المرجانية وحملاته الخاصة بالتوعية بأهمية الحفاظ على البيئة البحرية عبر محاضرات ومطبوعات يتم توزيعها على كل أطياف المجتمع.
ودعا الفاضل إلى ضرورة الالتزام بقانون حماية البيئة لتجنب المخالفات البيئية والحفاظ على البيئة البحرية، مشددا على مرتادي البحر بضرورة حماية السلاحف البحرية كونها نادرة ومهددة بالانقراض وعدم رمي المخلفات في المياه.
وذكر أن تعلق السلاحف في الشباك يؤدي إلى اختناقها ونفوقها كما أن الأكياس البلاستيكية الشفافة الهائمة في الماء تعتبر من المخاطر التي تؤدي أيضا إلى نفوقها جوعا ظنا بأنها قناديل البحر والتي تعد أحد مصادر غذائها.
ولفت الفاضل إلى وجود سبعة أنواع من السلاحف البحرية عالميا ويوجد في بحر الكويت فقط نوعان منها، وهي السلاحف ذات منقار الصقر والسلاحف الخضراء ويصل طولها إلى ما يقارب المترين كما يصل وزنها إلى 900 كيلوغرام.
وبين أن هذه السلاحف تعيش في المياه الساحلية والضحلة والخلجان ومواقع الشعاب المرجانية إلا أنها تبيض وتدفن بيوضها في الرمال الساحلية خارج الماء وتتنقل وتسبح آلاف الكيلومترات في المحيطات والبحار ثم تعود وتبيض إناثها في نفس المواقع التي فقست فيها.
وذكر أن مواقع تعشيش السلاحف في الكويت انحسرت ولم تعد تعشش إلا في جزيرة قاروه التي تقع جنوب شرق بحر الكويت والكثير من الباحثين يقومون برصد مواقع أعشاشها، إلا أن السلاحف تنتشر في جميع المياه الكويتية ويتم مشاهدتها من قبل مرتادين البحر والغواصين.
وحول أنشطة الفريق لحماية السلاحف، أوضح الفاضل أن الفريق منذ تأسيسه عام 1986 قام بعدة أنشطة لحماية السلاحف وإنقاذها كان أبرزها عمليات بحرية صعبة لإنقاذ السلاحف البحرية في المنشآت البحرية وتحريرها من أحواض محطات التبريد وكذلك إنقاذها من شباك الصيد المهملة.
وقال الفاضل إن الفريق ساهم أيضا بحملات إعلامية توعوية لطلبة المدارس والمجتمع لحماية السلاحف وتبيان أهميتها وعدم التعرض إضافة إلى حملات عبر برامج التواصل الاجتماعي والمطبوعات والأفلام وورش تفاعلية لتعزيز هذا المفهوم.
وأضاف أن الفريق شارك أيضا ببرنامج بيئي متكامل في جزيرة هيرون الاسترالية اطلع من خلالها على البرامج المتطورة لحماية أعشاش السلاحف هناك والتي تعيش بجانب الحيد المرجاني العظيم.
وأعرب عن شكره للجهود الحكومية والمؤسسات العلمية والبحثية والبيئية في الكويت لاهتمامها بالسلاحف البحرية ورصد تحركها محليا وخليجيا واستخدام أجهزة التتبع عبر الأقمار الاصطناعية علاوة على انضمامهم الى الاتفاقيات والمعاهدات الدولية لحماية السلاحف.