Close Menu
أيام جدةأيام جدة
  • الرئيسية
  • الاخبار
    • العالم
    • السعودية
    • الإمارات
    • الكويت
  • السعودية
    • الرياض
    • مكة المكرمة
    • المدينة المنورة
    • المنطقة الشرقية
    • القصيم
    • تبوك
    • الجوف
    • جازان
    • حائل
    • الباحة
    • عسير
    • نجران
  • سياسة
  • اسواق
    • بورصة
    • طاقة
    • بنوك
    • عقارات
  • تكنولوجيا
  • ثقافة
  • رياضة
  • صحة
  • علوم
  • فنون
  • منوعات

النشرة البريدية

اشترك معنا في خدمة النشرة البريدية ليصلك اخر الاخبار المحلية والعالمية مباشرة الى بريدك الإلكتروني.

رائج الآن

مفاجآت ترمب

الأحد 11 مايو 9:27 م

مجدداً.. نيوكاسل إلى دوري أبطال أوروبا

الأحد 11 مايو 9:26 م

بالفيديو.. المفوضية السامية تشيد بدور الكويت الإنساني وجهودها في دعم قضايا اللاجئين

الأحد 11 مايو 9:01 م
فيسبوك X (Twitter) الانستغرام
بيزنس الأحد 9:28 م
أيام جدةأيام جدة
اختر منطقتك
  • الرئيسية
  • الاخبار
    • العالم
    • السعودية
    • الإمارات
    • الكويت
  • السعودية
    • الرياض
    • مكة المكرمة
    • المدينة المنورة
    • المنطقة الشرقية
    • القصيم
    • تبوك
    • الجوف
    • جازان
    • حائل
    • الباحة
    • عسير
    • نجران
  • سياسة
  • اسواق
    • بورصة
    • طاقة
    • بنوك
    • عقارات
  • تكنولوجيا
  • ثقافة
  • رياضة
  • صحة
  • علوم
  • فنون
  • منوعات
أيام جدةأيام جدة
الرئيسية»الاخبار»الكويت
الكويت

منازل عبدالله بن المعتز.. بقلم د. يعقوب يوسف الغنيم

فريق التحريربواسطة فريق التحريرالأحد 11 مايو 3:39 ص0 زيارة
فيسبوك تويتر لينكدإن رديت تيلقرام واتساب بينتيريست Tumblr VKontakte البريد الإلكتروني
  • خليفة عباسي أديب وشاعر وصاحب مؤلفات.. ولُقّب بـ «المرتضي بالله»
  • امتاز شعره بالتعبير الصادق عن الذات ووصف الطبيعة بكل ما فيها من محاسن
  • صاغ أروع القصائد العربية التي جسّدت هموم نفسه وتقلبات حياته وسوء سلوك صَحبه
  • عارض عبدالله الأنصاري قصيدة لابن المعتز مطلعها «ما في حياة المرء غير نكد»

عبدالله بن المعتز، رجل سجل له التاريخ أنه كان خليفة من خلفاء المسلمين وهو من بني العباس (ضمن الدولة العباسية) وأنه كان أديبا وشاعرا.

واشتهر هذا الرجل بأدبه وشعره ومؤلفاته «فهو شاعر له ديوان مطبوع» وله كتب أخرى، حرص على أن تكون توثيقا للشعر والشعراء، منها كتاب: «البديع» وكتاب: «طبقات الشعراء»، و«فصول التماثيل» وكلها مطبوعة، وله كتب أخرى غيرها لم تطبع حتى الآن. منها رسائل تناولت موضوعات مختلفة لا تخرج عن الاتجاه العام الذي اختاره لنفسه.

ولد في سنة 861م، وتوفي (قتيلا) في سنة 908م، ونشأ في نعيم الملك حتى وصفه أبو الفرج الأصفهاني صاحب كتاب «الأغاني»، فقال عنه إنه: «نشأ في ميادين من النور والبنفسج والنرجس.. وفاخر الفرش، ومختار الآلات، ورقة الخدم».

وقد دفع به كل ذلك إلى الحياة اللاهية، يقضيها مع عدد من أصحابه الذين اختارهم لمنادمته، ثم لم يجد منهم وفاءً له بعد أن حل به ما حل مما سوف نذكره فيما بعد.

كانت حياته في بداية وقت اضطربت فيه أمور الخلافة العباسية، وكثر الاعتداء على خلفائها، ودبت الفوضى في أركانها، نجد تفصيل هذه الأحوال في مقدمة ديوان ابن المعتز المطبوع في لبنان سنة 1969م، ونصه:

«توفي (الخليفة) المكتفي سنة 908م، واستخلف المقتدر، غير أن هذا الأخير، أساء الإدارة، فاستولى الخدم والنساء على الأمور، وعمت الفوضى والفتن، فتململ القضاة والعلماء، وخلعوا المقتدر، وبايعوا ابن المعتز بالخلافة ولقبوه «المرتضي بالله»، إلا أن أصحاب المقتدر حشدوا صفوفهم، واستعدوا لمقاومة عنيفة انتهت بالقبض على الخليفة الجديد الذي قتل خنقا، ثم وضعت جثته في كيس، وبعثت إلى أهله الذين دفنوه في خربة قرب قصره. دامت خلافته يوما وليلة، ولذلك لما يعد من الخلفاء».

أما ما يتعلق بشعر ابن المعتز، فهو يمتاز بالتعبير الصادق عن الذات، وبوصف الطبيعة بكل ما فيها من محاسن ومظاهر، فهو يذكر الكواكب والزهور والحيوانات ومياه الأمطار. وكان متأثرا بمن سبقه من الشعراء مثل: امرؤ القيس، وعمر بن أبي ربيعة، دون أن يكون شعره مطابقا لشعرهما، ولكنه كان يعبر عن كل ما عبرا عنه بروح استقلالية جعلت له مكانة بين الشعراء.

٭ ٭ ٭

لعبدالله بن المعتز قصيدة تعد من أروع القصائد العربية، يبدو أنه كان قد نظمها معبرا عن هموم نفسه في أيامه الأخيرة. يشكو فيها تقلبات حياته بين علو وانخفاض، ويشكو سوء سلوك صحبه معه بعد أن تغيرت له الحياة. لقد لاحظ – بعين الشاعر – مدى ما حل به حين رأى أموره التي سارت من قبل في طريق سمح نيِّر، وقد بدأت في الخروج عن هذا الطريق كي تسلك به طريقا آخر كان في آخره فراقه لهذه الدنيا: قتيلا.

والقصيدة التي مرت الإشارة إليها توحي بأنه قد قالها في أيامه الأخيرة، لأنها تعبر تعبيرا شديد الوضوح عن حالة بائسة في شكوى من انتقال الزمان إلى الأسوأ، ومن تنكر الرفاق لقائلها، بعد أن كانوا يحيطون به، وينعمون بما كان يحظى به من نعم الحياة ورغد العيش. فقد كان يملك المال والسلطان، وكانوا يحيطونه بالمودة التي تبين له أنها كانت زائفة بدليل أن منازله قد أقفرت منهم بعد أن أصابه الدهر بسهامه، حتى قال:

ما بالمنازل لو سألت أحد

ولقد يكون هوىً بهنّ وَوُد

وهو هوى كان يلقاه في زمن قد تغير له، ولم يعد كما كان من قبل فهو يصفه بقوله إن ما جرى في الماضي كان في حين:

أزمان أمرح في عنان هوى

أجري إلى لَهوي ولست أُرد

وكان الدهر – آنذاك – رائقا، لم تختفِ ملاحته، ولم تتجه صفته إلى السماجة (القبح). وكان ذلك في وقت مر به حين كان غافلا يجهل ما يمكن للدهر أن يفعله به من الفجائع، وكان متَّبعا للهو لا يتركه أبدا، يقول:

حتى شغلني ذلك عن كل شيء في حياتي بل صار اللهو هو حياتي كلها. ولذا فقد مرت بي غفلة ما كنت أعرف خلالها هما ولا غما. وكنت متجها للهزل. في حين كان الزمان يجد بي إلى غايته، ويسير بي وفق طريقه المرسوم:

والدهر لم تسمُج ملاحته

في أعصر أيامهن جُدد

غِرٌ بفجع الدهر متبع

للّهو، حتى قام بي، وقعد

في غفلة لا همّ يعرفها

فطفقت أهزلٌ بالزمان، وجد

ثم مضى ابن المعتز يحدث نفسه، ويستعرض ما آل إليه حاله إثر مرور الزمان الذي استهان به، وبما قد يأتي معه من أمور غير متوقعة. وفي هذه الأثناء يقدم لنفسه العذر ويطلب منها الصبر على نوائب الدهر، فيقول:

فلئن أصبت بما تُسر به

ما كنت أول واجد فَفَقَدْ

فإن هذا الدهر:

بلــغت مســـرته مســاءتـه

وأصاب عيشا صالحا ففسد

ويستمر في ذكر ما فعل به هذا الزمان الذي بلغت مسرته مساءته، فقضت تلك المساءة على ذلك العيش الصالح الذي كان راغدا فيه فصار عيشا فاسدا، نكيدا.

وليس هذا فحسب، فإن ما حل بهذا الشاعر أكبر مما صوره هنا فإنه يقول إضافة إلى ذلك:

ومحا المشيب خطوط زينته

ورمى قوام قناته بأود

(الأود: الاعوجاج)

وطواه خلان الزمان كما

يطوى رداء البيع حين يرد

شد الزمان عليه قبضته

فمضوا، وقبضتهم عليه أشد

إننا لنحس به وكأنه يردد هذا البيت الأخير بصوته الحزين، المستنكر لما لقيه من أصحاب الأمس. فهو على الرغم من أنه قد لقي العنت من قبضة زمانه. فهو يرى أن قبضة أصحابه عليه هي الأشد، لأنه لم يكن يتوقعها. وهو يأسف على كل ما قد قدمه لهم في الماضي من منافع، وأحاطهم به من اهتمام فيقول:

كم أنعم لي عندهم هلكت

لو عددت كان التراب يعد

ذلوا لفضلي وهو غائظهم

وتناولوا جودي بكف حسد

فمددت إذ عثر الزمان يدي

لتنالني منهم فأنهض يد

فوهت وردوها مُخذلة

لا تتقي محذورها بسند

وثنوا أعنتهم كما صدفت

أعيار ماء خفن فيه رصد

(الأعيار: الحمير الوحشية. الرصد: الحرس).

ومن أجل هذا الذي ناله من أصحابه الذين كانوا يحيطون به من قبل. وكان له فضل عليهم، فقد استكثر عليه آخرون أن يتمتع بحياته، فصاروا يذكرونه بتقدمه في السن، والشيب الذي لاح على رأسه. فرد عليهم بقوله: إن الأمر كما قلتم ولكن شيب رأسي قد نهاني عن السير فيما كنت أسير عليه قبل أن يغشاني. وفوق هذا، فإني نلت من دنياي كل ما أريد، وقضت نفسي مآربها، وتبعت غياً مرة ورشدا.

(الغي: الضلال – والرشد: الهداية).

وأنا أدرك أن شيب الرأس كالنهار يوقظ كل من رقد مطمئنا إلى ليل الشباب.

٭ ٭ ٭

ويذهب عبدالله بن المعتز – بعد ذلك – بقصيدته مذهبا آخر، فيذكر أيام شبابه، وما كان يقوم به حين يخرج إلى تلك الأراضي التي كان يمر بها وهو فتى قوي البنيان لا يهمه أمر من أمور الدهر المتقلب، ولا يعبأ وهو يشق طريقه إلى من يود بما قد يعيقه أو يقصّر خطوه:

يا من لسارية سهرت لها

غراء، بشَّر بَرْقها ورعد

إنها سحابة سارية غراء بشر برقها بالمطر ورعد، لا تكاد الرياح تحملها حتى تستند إلى الجبل، مضيئة ومشتعلة ببرق كلهب الحريق حين يضيء ثم يخمد، ملأى بالماء، تطأ آثار المحل وتتبع مكانه حتى تقضي عليه. وما زالت هكذا حتى ملأت النواحي كافة، وأصبحت مياهها تنساب في الأودية كما تنساب الثعابين، فالسيل يجري مغطى بالزبد والأرض التي فقدت نضارتها في الصيف قد استعادتها في الربيع.

ذلك المكان هو مثوى من أحبها الشاعر، وأحب المكان من أجلها ولذلك قال عنه:

«سَقياً لذاك معاهدا وبلد»

٭ ٭ ٭

تلك المعاهد التي يشير إليها هذا الشاعر تمثل أرضا لا ينسى أنه كان ينطلق فيها أثناء صباه، في وقت لم يكن يرده أمر عن كل ما يريد أن يفعله، وكان غافلا فيه عن ما قد يسببه الدهر له من مشكلات. أو أن يجد شخصا يعاتبه على قيامه بما فعل.

أما التي أهواها – يقول: فهي بيضاء تغطى بلثامها ضوء قمر أراه يشع من وجهها: وتُجمِّل فمها بالسواك.

وفي ذلك الزمن مررت فوق ماء المطر يحملني إليه حصان لونه لون الورد الباهر، يسير بي سيرا يوحي بأنه مأخوذ بالدلال الذي يحس به. يعرض عن عنانه ويصد – أحيانا – إعراض المدلل وصدوده. تطير به رجل يرجم بها – في سيره – حصى الطريق، قاذفا به نحو يديه.

يجري – هذا الحصان – وراء البقر الوحشي، فيطأهن حتى يُبلُّهُن بدمائهن، وهو غير عابئ بذلك، فلا يدركه العرق بسبب جريه الشديد وراءهن:

أرض بها خلّى الصبا رَسَني

غِرا ولم يقدر علي فند

غراء تكفر باللثام سَنَى

قمر ونظلم بالسواك برد

ولقد وطئت الغيث يحملني

طرفٌ كلون الورد حين وفد

يمشي فيعرض في العنان كما

صدف المُعشَّق ذو الدلال وصد

طارت به رجل مُلسّعة

رجامة لحصى الطريق ويد

جماع أطراف الصوار فما الـ

أولي عليه إذا جرى بأشد

بل المها بدمائهن ولم

يبتل منه بالحميم جسد

وكأنه رشأٌ برابية

يعطو بأكرم صفحتين وخد

ولا يكتفي ابن المعتز بما ذكره من وصف لحصانه، فهو يضيف إلى جانب ما شبهه به مما ذكرناه آنفا، أنه جعله كالرشأ وهو ابن الغزال، الذي يمد رأسه فتبدو صفحتا خديه الجميلين، حين يريد أن يتناول شيئا من أوراق الشجر، وهو يجري كالموج في سرعته إذا أطلقه صاحبه.

وإذا أوقفه وقف جامدا. ثم يصوره مرة أخرى بحبات البرد التي تطير بها الرياح ثم تهدأ بها فتسقط على الأرض، ثم يستعجله الفارس فيضربه بسوطه، فيجرى جريا يشبه الطيران في سرعته.

ومما ينبغي ذكره أن حديثه عن الرشأ قد ورد في شعر سابق له هو قول الشاعر الجاهلي: عن زوجته:

ويوما توافينا بوجه مقسم

كأن ظبية تعطو إلى وارق السلم

رويت القصيدة التي تضمنت هذا البيت منسوبة على عدد من الشعراء، لكننا نطمئن إلى ما ورد عن عبدالملك بن قريب الأصمعي في كتابه: «الأصمعيات» الذي نسبها إلى الشاعر علباء بن أرقم بن عوف، وذلك لأن الأصمعي راوية موثوق به، وله مجموعة شعرية مهمة هي: «الأصمعيات» ضمنت عددا كبيرا من الأشعار العربية القديمة.

تضمن القسم الأول من هذه القصيدة شكوى الشاعر من سلوك زوجته معه، فقد كانت تكثر من إيذائه حتى جعلت حياته مضطربة. وكانت متقلبة المزاج، ذات مطامع متعددة، كثيرة الطمع عالية الصوت عليه حتى علم كل جيرانه بما كان يحدث منها.

كانت تصد عنه، وتزعم لجاراتها أن زوجها يظلمها. وهو يرى أنه لم يفعل ذلك، ولكنها قد نقمت منه أن تخلل رأسه الشيب وكبر سنه.

ألا تلكما عرسي تصد بوجهها

وتزعم في جاراتها أن من ظلم

أبونا ولم أظلم بشيء عملته

سوى ما ترين في القذال من القدم

فيوما توافينا بوجه مقسم

كأن ظبية تعطو إلى ناضر السلم

ويوما تريد مالنا مع مالها

فإن لم ننلها لم تنمنا ولم تنم

نبيت كأنا في خصوم عرامة

وتسمع جاراتي التألي والقسم

فقلت لها إن لم تناهي فإنني

أخو النكر حتى تقرعي السن من ندم

لتحتنكنك العيس خنسا عكومها

وذو مرة في العسر واليسر والعدم

(السلم: شجر بري – ذو مرة: شديد البأس).

وهي لا تبقى على حال، فإنه يراها يوما بوجه جميل القسمات يحوطه الحسن. وكأنها الظبية التي تمد عنقها لكي تتناول شيئا من ورق شجر السلم المعروف في البادية.

ويوما يشتد بها الطمع فتطلب مال زوجها حتى يكون كله لها. وإن لم ينلها ذلك أسهرته وسهرت هي معه حتى يمضي الليل وهم في خصومة شديدة، تسمع صوتها الجارات، ويرتفع خلالها صوت هذه الزوجة الشرسة بالحلف والقسم.

ثم يقول:

ولكنني لم أصبر على هذه الحال، واضطرني أمرها إلى أن أقول لها: إن لم تنته عن هذا الذي تفعلينه بي كل يوم، فإنني لن أترك عقابها فأنا ذو دهاء وفطنة (أخو التُّكى)، وسوف تندم إذا جزيتها بمثل فعلها، فحملتها الإبل إلى أهلها بعيدا عني.

٭ ٭ ٭

وبعد أن ينتهي ابن المعتز من ذكر حصانه يعود إلى خصمه فيقول:

ولرُب خصم جاش مرجله

أطفأت حر جحيمه فبرد

ولقيته مني بقاطعة

ملأته تصديقا بها، وكمد

وسفرت عن وجه اليقين له

وهدمت باطله وكان ألد

(المرجل: القدر، الألد: الأكثر خصومة).

ويمضي في وصف من هو مثل هذا الخصم. وهو هنا خصم كان يعده من أصحابه، ولكنه في الحقيقة خصم عنيد لا يعرف قيمة الصلة التي ينبغي أن تكون بين الأصحاب بل هو صاحب مصلحة يبحث عنها أينما كانت. يقول ابن المعتز:

لي صاحب إن غبت يأكلني

وإذا رآني في الندي سجد

كم قد هممت بأن أعاقبه

يوما، فما وجد العقاب أحد

وفقدت قومي غير شرهم

وطلبت خيرهم فلست أجد

(النّدي: مجلس القوم).

هذا المنافق يغتابني وينهش جلدي إن غبت عنه. ولكنه إذا رآني في مجلس قومي سجد لي تعظيما. فهو ذو وجهين لا خير فيه أبدا، وكم أردت عقابه، فامتنعت لأنني أراه لا يستحق حتى العقاب.

ولقد بحثت عن قومي الذين كانوا يحيطون بي فلم أجد منهم إلا الأشرار. ولم أجد فيهم من ينسب إلى الخير.

ولقد صرت بسبب هذا الذي ذكرته أبكي أصدقائي الآخرين الأصفياء الذين فقدتهم بموتهم، فهم خيار قومي الذين حل الأشرار في محلهم. فأنا اليوم أتذكر أولئك الذين جار عليهم الزمن وأهلكهم متمردا عليهم. ولقد كانوا بالنسبة لي زينة دنياي. وهكذا هو الدهر، يبني بيد ويهدم بأخرى ويزرع السرور ثم يحصده:

والدهر يهدم ما بنى بيد

منه وإن زرع السرور حصد

يا ليت من أبقاه مخترم

منا، ومن أفناه كان خَلَد

٭ ٭ ٭

تتكون قصيدة عبدالله بن المعتز هذه من سبعة وأربعين بيتا، وهي في الديوان الذي بين أيدينا، وأشرنا إليه في هذا الفصل لا تزيد على خمسة أبيات. ولقد أتحفنا بها شيخنا الجليل الأستاذ محمود محمد شاكر، حين قرأها علينا، وسمح لنا بنقلها عن أوراق كان يحتفظ بها. ولم نجرؤ على سؤاله عن مصدرها، وإن كان لا يبخل علينا بالرد على مثل هذا السؤال.

كان شيخنا يقرأها علينا بطريقته المعبرة التي تميز بها، والتي نلحظها في وقفاته، وعلو صوته في بعض المواقف، وخفضه في مواقف أخرى. والضغط على الحروف خاصة حروف القافية التي اختار لها ابن المعتز جرسا قويا، يزيده حرف الدال الساكتة قوة وتأثيرا.

ولا تزال هذه القصيدة على البال، وقد قرأناها مرارا في ديوانية الثلاثاء التي نلتقي فيها بعدد من المهتمين بهذا النوع من أنواع الأدب الذي يعتمد على الاختيار من فاخر ما كتبه السابقون من أبناء أمتنا. ومن الملاحظ أننا كلما عدنا إلى قراءتها تكشفت لنا مظاهر جديدة تدل على حسنها.

ومن المصادفات المتعلقة بهذا الذي أذكره الآن عن هذه القصيدة أننا كنا قد قرأناها في ليلة من ليالي سنة 1997م وكان أحد إخوتنا الحاضرين وهو المرحوم محمد أبو خليفة يرتاح لسماع الشعر الجيد، وقد أعجبه ما سمع فنهض لساعته حاملا معه نسخة من القصيدة وأوصلها إلى الأستاذ المرحوم عبدالله زكريا الأنصاري الذي كان يتابع أنشطتنا هذه عن بعد بواسطة الأخ أبي عبدالله – محمد أبو خليفة.

ولقد فوجئنا بالأستاذ عبدالله زكريا وقد تأثر بما قرأ، ثم صنع قصيدة جميلة يعارض بها قصيدة ابن المعتز، سائرا في قصيدته على ما سار عليه الأول من حيث الوزن والقافية. وقد أسعدتنا هذه المشاركة، وقرأنا القصيدة في تلك الليلة واحتفظنا بنسخ منها.

وكان مطلع القصيدة الجديدة هو:

ما في حياة المرء غير نكد

ومصائب تترى بدون عدد

في أمسه مما يضيق به

ضيقا، لذاك بيومه وبغد

أبدا تحيط به متاعبه

هم وغم تارة ونكد

في الجسم آفات ينوء بها

كم قام يبغي ردها فقعد

لا خير في عيش يكدره

كذب به غش وفيه حسد

إلى أن يقول في الختام:

لله تاريخ صحا وزها

وبنا أضاء الكون ثم خمد

كانت به أيامنا مثلا

بيض الصحائف فاستدار وصد

فغدت به سودا صحائفنا

أسفا ومن زرع السواد حصد

إن الليالي لا تدوم على

حال ومن عرف السبيل قصد

وخلاصة القول، إن تجاوب الأستاذ عبدالله زكريا الأنصاري مع قصيدة ابن المعتز، ومتابعته لما كنا فيه من اهتمام بمثل هذه المواقف الأدبية الجميلة كانا مدعاة سرور لنا جميعا. وكان تعبيره في قصيدته دليلا على مدى إعجابه بالقصيدة الأولى، وتجاوبه مع الشاعر الذي أبدعها. مع تفهم واضح للحال التي كان الشاعر الأول يعيشها. وهذا هو ما جعل لقصيدة الأستاذ عبدالله زكريا الأنصاري مكانة في نفوسنا جميعا.

هذا، ومن الجدير بالذكر أن قصيدة الأستاذ عبدالله زكريا التي أشرنا إليها هنا منشورة في ديوانه الذي أصدرته مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري في سنة 2012م.

شاركها. فيسبوك تويتر بينتيريست لينكدإن Tumblr البريد الإلكتروني رديت تيلقرام واتساب

مقالات ذات صلة

بالفيديو.. المفوضية السامية تشيد بدور الكويت الإنساني وجهودها في دعم قضايا اللاجئين

محافظ العاصمة: الكويت تمتلك طاقات شبابية واعدة قادرة على المنافسة والتميز عالمياً

بوحمد: تعزيز فرص ذوي الإعاقة في الوصول الشامل والعادل للمعلومات الإلكترونية

عبدالله الوشمي: الكويت مركز إشعاع ثقافي ودورها محوري في إثراء الفكر في محيطها العربي والخليجي

الديوان الوطني لحقوق الإنسان يحتفل بتأهيل دفعة برنامج مبادرة «ساندهم»

خليفة الرباح: روابط ثقافية قوية تجمع الكويت وقطر

الحمود يُكرِّم أبطال «أزرق البلياردو»

«الأشغال»: أعمال صيانة جذرية لطريق الفحيحيل

منح الباحثة بدرية الهليلي الوسام الفخري لولاية لويزيانا الأميركية

اخر الاخبار

مجدداً.. نيوكاسل إلى دوري أبطال أوروبا

الأحد 11 مايو 9:26 م

بالفيديو.. المفوضية السامية تشيد بدور الكويت الإنساني وجهودها في دعم قضايا اللاجئين

الأحد 11 مايو 9:01 م

وسط جدل سياسي.. تظاهرات حاشدة في ألمانيا للمطالبة بحظر حزب “البديل من أجل ألمانيا”

الأحد 11 مايو 8:58 م

الجزائر تطرد عنصرين فرنسيين وباريس تؤكد أن العلاقات “مجمدة تماما”

الأحد 11 مايو 8:41 م

«أمانة جدة» تبدأ فصل الخدمات عن مبانٍ آيلة للسقوط في أحياء الفيصلية والربوة والفاروق

الأحد 11 مايو 8:26 م

النشرة البريدية

اشترك معنا في خدمة النشرة البريدية ليصلك اخر الاخبار المحلية والعالمية مباشرة الى بريدك الإلكتروني.

اعلانات
Demo
فيسبوك X (Twitter) بينتيريست الانستغرام لينكدإن تيلقرام

السعودية

  • الرياض
  • المدينة المنورة
  • مكة المكرمة
  • المنطقة الشرقية
  • القصيم
  • الباحة

مال وأعمال

  • بورصة وشركات
  • بنوك واستثمار
  • سوق الفوركس
  • العملات الرقمية
  • عقارات
  • طاقة

دوليات

  • الإمارات
  • الكويت
  • مصر
  • المغرب
  • الولايات المتحدة
  • اوروبا

مواضيع هامة

  • تكنولوجيا
  • ثقافة وفنون
  • رياضة
  • سياسة
  • صحة وجمال
  • علوم وفضاء

النشرة البريدية

اشترك معنا في خدمة النشرة البريدية ليصلك اخر الاخبار المحلية والعالمية مباشرة الى بريدك الإلكتروني.

2025 © أيام جدة. جميع حقوق النشر محفوظة.
  • من نحن
  • سياسة الخصوصية
  • اتصل بنا

اكتب كلمة البحث ثم اضغط على زر Enter