أكد وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عبدالرحمن المطيري أن القصر الأحمر يمثل جزءا لا يتجزأ من ذاكرتنا الوطنية وإرثنا الثقافي والحضاري.

وقال الوزير المطيري في كلمة خلال رعايته حفل افتتاح مشروع إعادة ترميم وتأهيل القصر الأحمر التاريخي وافتتاح متحف السلاح في منطقة الجهراء إن التراث هو خلاصة تجارب الآباء والأجداد وقاعدة انطلاق نحو المستقبل، فمن كفاحهم ونضالهم نستمد وقودا يدفعنا لمواصلة مسيرة البناء والعطاء.

وشدد على أن المواقع التاريخية ليست مجرد مبان صامتة، بل هي تجسيد حي لحضارة الدول وثقافتها وهي شهادة حية على تفاعل الإنسان مع المكان والزمان وترسيخ لقيمه وتطلعاته، مبينا أن هذه المواقع تعد ذاكرة نابضة تحكي للأجيال ورسالة ثقافية «يجب ان ننقلها بحرص وأمانة ولا يمكن أن نبني مستقبلا واعدا دون أن نلتفت إلى مخزوننا الحضاري وتراثنا الإنساني».

وقال المطيري: ان مشروع إعادة ترميم القصر الأحمر في منطقة الجهراء يساهم في الحفاظ على هذا التراث العظيم فهذا القصر الذي شيد عام 1896 بأمر من المغفور له، بإذن الله، الشيخ مبارك الصباح هو رمز للصمود والتاريخ، ويعتبر شاهدا على الروح الوطنية والشجاعة التي أظهرها أهل الكويت في الدفاع عن أراضيهم.

وأضح أن الكويت بما تمتلكه من إرث تاريخي يحكي حقبا تاريخية متعددة هو موضع عناية ورعاية واهتمام صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، حفظه الله ورعاه، وسمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد العبدالله، حفظهما الله، باعتباره رسالة الشعوب ووسيلة تقارب واتصال حضاري.

وقال: «يسعدنا اليوم أن نعلن عن افتتاح متحف السلاح إلى جانب متحف القصر الأحمر والذي يعرض نماذج فريدة من المقتنيات الأثرية التي تروي جوانب مهمة من تاريخ القصر الذي أسسه الشيخ مبارك الكبير، رحمه الله، كحامية عسكرية ومخزنا للسلاح في أواخر القرن التاسع عشر».

وتقدم الوزير المطيري بجزيل الشكر والتقدير لأصحاب المقتنيات الأثرية «الذين ساهموا في دعم محتوى متحف السلاح من خلال عرض مقتنياتهم وإثراء المتحف بمعلومات قيمة تعزز من فهمنا لتاريخنا المجيد».

كما توجه بالشكر لمحافظ محافظة الجهراء حمد الحبشي و«الأخوة في المحافظة والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ولكل من ساهم في إنجاز هذا المشروع القيم على جهودهم الكبيرة التي أثمرت هذا العمل المتميز».

وأضاف «أسأل الله جل في علاه أن يوفقنا جميعا في الحفاظ على تاريخنا وتراثنا، وأن يكون القصر الأحمر نافذة تطل منها الأجيال على حضارة الكويت وتاريخها العريق».

بدوره قال المحافظ الحبشي في كلمة مماثلة إن الاحتفال اليوم بهذا المعلم التاريخي هو «احتفاء بتراثنا الذي نفخر به وتذكير للأجيال القادمة بأهمية الحفاظ على إرثنا الوطني والاعتزاز به».

وأشاد بجهود وزارة الإعلام والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في رعاية الأنشطة الثقافية والتراثية وتعزيز الهوية الوطنية.

من جهته توجه رئيس وأمين سر ديوانية شعراء النبط نصار الخمسان في كلمته بالشكر والتقدير للقائمين على القصر الأحمر الذين بذلوا جهودا جبارة لإحياء هذا المكان وحولوه إلى منارة تشع بحب الوطن وتراثه، مؤكدا ان عطاءهم المتفاني هو مثال يحتذى به لكل من يعمل من أجل رفعة الكويت وحفظ تاريخها العريق.

وقال إن ديوانية شعراء النبط مستمرة في أداء واجبها الوطني والثقافي من خلال المشاركة في كل المنتديات والاحتفالات الوطنية والمهرجانات التي تعزز هويتنا الكويتية وتراثنا الأصيل.

وتضمن الحفل فيلما قصيرا عن محافظة الجهراء وقصيدة شعرية ألقاها الشاعر ضاري البوقان عن الكويت وحكامها كما تم تقديم لوحة الأداء الحركي «المحورب» بمصاحبة فرق شعبية وخيالة.

وتم تكريم عدد من المشاركين وهم الدكتور عبدالله الغنيم ومحمد الفهيد ونصار الخمسان وعامر الحصينان وفهد العبدالجليل وداوود الدبوس ومشعل متعب السعيد ومشعل عثمان السعيد وهاني العسعوسي ونواف العصفور وسعدون السوارج وعبداللطيف النكاس وصالح المسباح ود.سارة الضبيب.

وقام الوزير المطيري برفقة الحضور عقب الحفل بجولة في أرجاء ومرافق القصر والاطلاع على محتوياته التاريخية الهامة والاستماع إلى الوصف التاريخي للقصر وأهميته.

شاركها.
Exit mobile version