تحتفل أمتنا الإسلامية المجيدة في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان تزامنا مع ليالي القدر المباركة بيوم القدس العالمي، ذلك اليوم الذي أعلنه الإمام الخميني الراحل قبل عقود من الزمن ليكون منطلقا لاستئصال الكيان الصهيوني، هذا السرطان الوبيل الذي زرعته القوى الكبرى في قلب أمتنا الإسلامية.

يوما بعد يوم ندرك أهمية هذا اليوم بعد أن لمسنا خلال الأشهر الأخيرة صورا حية من جرائم هذا الكيان في الإبادة الجماعية وهدم البيوت والمساجد والمستشفيات في غزة وكيف أن أبناء طوفان الأقصى نجحوا في إفشال مخططات العدوان وتحقيق النصر على الغزاة الجلاوزة.

يوما بعد يوم ندرك أن التطبيع مع عدو ارتكب كل هذه المجازر الدموية وانتهك كل أصول حقوق الإنسان وبرهن على سلوكه العدواني الغادر وسعيه لتهويد أولى القبلتين والتهجير القسري لسكان غزة أمر مرفوض ولا سبيل لنا سوى المطالبة بتنفيذ أحكام محكمة العدل الدولية ضد مجرم الحرب نتنياهو وغالانت لينالا جزاءهما العادل.

إن الحصار الذي تعرض له أهلنا في غزة لاسيما خلال شهر رمضان ومنع وصول المساعدات الإنسانية والعلاجية يقتضي من بلداننا تكثيف الجهود لفضح هذه المؤامرات وردع الدعم اللامحدود الذي تقدمه أميركا عسكريا وسياسيا وإعلاميا وماليا بشكل غير مسبوق للصهاينة وأن ندعم حركات المقاومة التي تدافع عن أرضها وعرضها ضد المحتل وفقا لميثاق الأمم المتحدة ونرفض الانحياز اللامحدود الغربي للمشروع الصهيوني التوسعي.

إن طوفان الأقصى حرر الأسرى من جحيم سجون الصهاينة إلى فضاء المقاومة وهو إنجاز غير مسبوق يسجله التاريخ بكل فخر.

إن تمادي إسرائيل في سياساتها العدوانية ومضاعفة دعوة المتطرفين للتهجير القسري لشعب فلسطين وتكثيف الحملات العسكرية ضد مدن الضفة الغربية وإيقاف دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة ومواصلة حظر عمل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) هي برنامج ممنهج لإفراغ غزة من أهلها وسكانها الأصليين وإحلال المستوطنين محلهم ثم يأتي الدور على الضفة الغربية وبقية المدن الفلسطينية وتبرهن للقاصي والداني أسلوب البلطجة والهيمنة الذي تنفذه إسرائيل بدعم من القوى الكبرى.

إن التاريخ سيسجل من وقف مع الحق الفلسطيني وساند المظلوم ومن تواطأ مع القاتل والإرهابي ومده بالسلاح ليواصل تدمير أكواخ وخيام وملاجئ الفلسطينيين وقصفها.

شاهدنا كيف أن هذا الكيان لم يكتف بالمجازر التي ارتكبها طوال الأشهر الماضية ولم يشبع من دماء الأطفال والنساء الأبرياء بل يواصل اليوم مجازره بكل صلافة وتنصل من اتفاق وقف إطلاق النار حيث استشهد منذ التوقيع على الاتفاق حتى اليوم أكثر من 650 فلسطينيا ويواصل توغلاته البرية والتصعيد في غارات مكثفة ضاربا بكل الاتفاقيات عرض الحائط .

إن الجهاز الديبلوماسي الإيراني إلى جانب المؤسسات الشعبية والقوى المجاهدة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعلن تضامنها ووقوفها الكامل مع نضال الشعب الفلسطيني وتدعو كل الأحرار والشرفاء لشجب هذه المجازر الوحشية اللاإنسانية والتضامن مع المظلومين ودعمهم ليعودوا إلى قراهم ومدنهم التي ولدوا فيها، وما النصر إلا من عند الله.

شاركها.
Exit mobile version