• 74 % من الصحافيين لديهم اهتمام كبير بمتابعة استخدام التقنيات الذكية في العمل
  • حالة من التكامل بين البشر والآلة سيشهدها مستقبل الذكاء الاصطناعي بأروقة المؤسسات

خلصت رسالة دكتوراه حديثة بعنوان «تقنيات الذكاء الاصطناعي في المؤسسات الصحافية العربية ودورها في تحرير وإخراج الصحف الإلكترونية.. دراسة تطبيقية» إلى ان شيوع استخدام التقنيات الذكية في الصحافة العربية سيستغرق من 5 إلى 10 سنوات، لافتة إلى وجود تجارب عربية رائدة في استخدام الذكاء الاصطناعي إعلاميا ولكنها لاتزال بمراحلها الأولى وتتسم بالفردية ويغلب عليها الاجتهاد الشخصي.

واستهدفت الدراسة التي أعدها الزميل أحمد صابر، وحصل من خلالها على درجة الدكتوراه في الإعلام بتقدير «مرتبة الشرف الأولى مع التوصية بطبع الرسالة وتبادلها بين الجامعات المصرية والعربية» رصد تقنيات الذكاء الاصطناعي بالمؤسسات الصحافية العربية ودورها في تحرير وإخراج الصحف الإلكترونية، وتحديد درجة معرفة المبحوثين بها، وأكثرها استخداما، وذلك بالتطبيق على 266 مبحوثا من الصحافيين والقيادات بعدد من المؤسسات المصرية والإماراتية، وإجراء مقابلات متعمقة مع 32 من خبراء الذكاء الاصطناعي والإعلام الإلكتروني ورؤساء تحرير صحف بعدة دول.

وأشرف على الرسالة – التي تعد من أوائل الدراسات العربية تطرقا إلى هذا الموضوع بشكل دقيق ومفصل ونالت إشادة المناقشين – أ.د.عزة عبدالعزيز عثمان أستاذ الإعلام الرقمي بجامعة سوهاج، وأ.م.د.أحمد حسين أستاذ الإعلام المساعد بجامعة سوهاج، وناقشها أ.د.نرمين نبيل الأزرق الأستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة، وأ.د.سماح محمد محمدي الأستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة.

وأسفرت الدراسة عن وجود اهتمام متزايد باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في الإعلام، واتضح أن 74.4% من العينة لديهم اهتمام كبير بمتابعة استخدام هذه التقنيات، مع تنوع فهم الصحافيين للأدوار التي يمكن للذكاء الاصطناعي أن يلعبها في العمل الصحافي، وجاء في الصدارة صياغة المحتوى الصحافي بشكل آلي عبر الروبوت بنسبة 38.7%، ثم متابعة وجمع الأخبار في أقل وقت ممكن بـ30.8%، كما تبين أن المؤسسات الصحافية بدأت بالفعل في تبني هذه التقنيات وتباين مستوى الاستخدام بناء على التقنية والفائدة المتوقعة منها، وتنوعت المجالات التي يمكن الاعتماد بشكل أكبر على الذكاء الاصطناعي بمعالجتها، وفي مقدمتها الاقتصاد، والرياضة، وأخبار الطقس، مع الحاجة الدائمة للتوازن بين الذكاء الاصطناعي والتدخل البشري.

تكامل بشري – آلي

وأظهرت النتائج ان تأثير استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في العمل الصحافي جاء «إيجابيا وسلبيا» معا، وتمثل الجانب الإيجابي في تحسين الكفاءة، وتسريع جمع الأخبار، فيما تصدر التأثيرات السلبية انخفاض أعداد الصحافيين البشر أو الاستغناء عنهم، ثم اختفاء اللمسات الإنسانية، وسيادة طابع إخباري روتيني، وتبين ان مستقبل الكوادر البشرية في ظل الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي سيشهد حالة من «التكامل بين البشر والآلة»، مما يعكس تفاؤلا بقدرة البشر على التكيف مع التكنولوجيا، مع وجود تفاوت واضح في التسهيلات التي تقدمها المؤسسات الصحافية بمصر والإمارات للعاملين بها.

ولفت الخبراء المشاركون في الدراسة إلى ان الذكاء الاصطناعي «قطاع الحاضر والمستقبل»، مطالبين بضرورة ضخ المزيد من الاستثمارات في هذا المجال، مع أهمية توافر رؤية «التحديث والتطوير» لدى العقلية الإدارية في المؤسسات الصحافية، وسد الفجوة المعرفية بين مصممي البرمجيات والصحافيين الذين يستخدمونها.

فوائد عديدة

ورأى نحو 50% من العينة ان قدرة الذكاء الاصطناعي على محاكاة السلوك البشري في المهام الإعلامية «متوسطة»، مما يعكس الاعتراف بأنه تطور بشكل ملحوظ، ولكنه لا يزال غير قادر على الوصول إلى مستوى التفكير الإبداعي والنقدي الذي يتمتع به البشر في مواقف وأحداث معينة، وأن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يسهم بشكل كبير في سرعة الحصول على المادة الإعلامية وإنتاجها ونشرها، واختيار عناوين وصياغة مشوقة تجذب الجمهور للمحتوى وتخصيص محتوى ملائم لاحتياجاته، ويساعد بفاعلية في التصميم الجمالي وتوفير قراءة متميزة مما يعزز من تجربة القارئ ويجعل المحتوى أكثر جاذبية ويزيد القاعدة الجماهيرية للوسيلة الإعلامية.

شاركها.
Exit mobile version